أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقعك ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم على تحمل المسؤوليات، والقيام بواجب النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مسؤوليه الراعي كبيرة وينجيه عدله ويوبقه ويرديه ظلمه، والراعي مؤتمن على الوظيفة والموظفين ما داموا في إطار العمل وبيئته، وعليه واجب النصح لهم داخل العمل وخارجه، لكنه لا يسأل عن تصرفاتهم الشخصية خارج العمل إلا إذا كان هناك استغلال للوظيفة وإمكانات العمل، بل إن الشريعة بدقتها ترفض استغلال الوظيفة من قبل الموظف العام أو أفراد أسرته، بل إن الفاروق عمر صادر إبل ابنه عبد الله لما وجدها سمانا بدعوى أن الناس يفسحون لها؛ لأنها إبل لابن أمير المؤمنين حتى تدخل الصحابة فجعلها مضاربة، وعاتب عمرو بن العاص على عدوان ابنه على القبطي بعد أن أخذ القبطي حقه حيث قال لعمرو: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".

ولما كانت كلمة المسؤول مسموعة فإن النصح في حقه أوجب، والسلطان مسؤول عن دين الناس ودنياهم؛ ولذلك كان الفاروق يكتب لعماله:" إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع" نسأل الله أن يعين كل مسؤول على القيام بواجباته على أكمل الوجوه.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله توفيقه والسداد.