أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : آلام في أسفل الظهر ولَّدت عندي القلق والاكتئاب، فما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
أشكركم على هذا الموقع الجيد، وأشكركم على ما تقدمونه من نصائح طبية، -جزاكم الله خيراً- وجعله في ميزان حسناتكم.
 
عمري 47 سنة، متزوج ولدي أربعة أولاد، مهندس وأعمل في مجال الحاسوب، وكنت أحب عملي كثيراً وأستمتع به، وكنت أمارس التمارين الرياضية والمشي، وأقوم بنشاطات ترفيهية.
 
منذ أكثر من عشر سنوات حصل لي ألم شديد في أسفل الظهر، واستمر معي لفترة طويلة، وأجريت له تصوير رنين، وكان رأي الأطباء أن الفقرات سليمة، وقد يكون الألم من تشنجات عضلية ناتجة عن حمل ثقيل أو تعب أو حالة نفسية .
 
خلال فترة الألم كان عليّ أن أسافر بالطائرة لمدة ساعتين، وأثناء الرحلة عانيت من آلام شديدة في الظهر، ونتيجة لذلك: حصل لي خوف وهلع من السفر، أو الجلوس في مكان ما لفترة طويلة؛ كركوب السيارة أو الجلوس لفترة طويلة في العمل، أو زيارة عائلية، أو مع الضيوف.
 
من ذلك الحين ودائماً أشعر بالخوف والتوتر من أن يحصل لي ألم في أسفل الظهر بسبب أو بدون سبب، يعني إذا أردت أن أذهب إلى العمل أخاف أن يأتيني الألم وأنا في العمل، ويزداد التوتر والألم العضلي مع مرور ساعات العمل إلى أن أذهب إلى البيت، وإذا أتاني موعد مع أحد أقلق كثيراً وأتوتر من الموعد خشية أن يكون عندي ألم في الظهر لحظة الموعد، فأبقى متوترًا وقلقَا إلى أن يحين الموعد، ويزداد التوتر والقلق كلما اقترب الموعد.
 
مع مرور الزمن بدأ هذا الشعور يزداد، إلى أن شعرت أن التفكير في الألم لا يفارق تفكيري، وفعلاً أشعر بالألم يومياً لمجرد التفكير به، ويذهب عندما أكون مشغولًا أو نائمًا، ثم لاحظت أن أي نشاط في حياتي اليومية غير روتيني أو طارئ ولو كان النشاط بسيطًا لا يستحق التفكير به يسبب لي مباشرة قلقًا وتوترًا، مصحوبًا مع آلام في أسفل الظهر والجنب الأيمن من الورك، ويخف تدريجياً بعد انتهاء النشاط.

تحول حبي لعملي ونشاطاتي اليومية من متعة إلى هاجس خوفًا من شيء قد يحدث، مصحوباً بآلام عضلية في أطرافي تذهب بعد النوم، ولم أعد أقوم بأي نشاط اجتماعي؛ خوفاً مما قد يحدث لي، مع الشعور بالاكتئاب معظم الأحيان، والشرود في الذهن، وعدم التركيز لحديث الآخرين، أصبحت هذه الآلام مصحوبة بمغص ووجع في أسفل البطن، مع  إرهاق وتعب، رغم أنني لا أقوم بنشاط أو مجهود.

قبل سنة أجريت فحوصات شاملة للدم والبول والغدة وتصوير للبطن، كلها سليمة، إلا أنه كان عندي الكولسترول العام 280، ونقص في فيتامين (د) فكان 20، في حين المعدل ما بين 50-150، وتم رفعه مع أخذ الدواء لمدة سنة إلى 72.
 
أتناول حالياً دواء للقولون حسب إرشادات الطبيب اسمه: MEVA 135 (Mebeverine).
 
قبل شهر أعدت الفحوصات نفسها، وأيضاً فحص الدم والبول والبطن، والكل سليم، وأجريت صورة للورك والعمود الفقري (X-Ray)، وقالوا: سليمة، مع وجود بعض  الخشونة في المفصل الوركي.
 
راودتني فكرة مراجعة طبيب نفسي، ولكن لا أملك الشجاعة الكافية لذلك، وتشوش فكري حول حالتي هل هي عضوية أم نفسية؟.
 
السؤال: ما هو تشخيص حالتي؟ هل الأوجاع العضلية والأوجاع الأخرى الجسدية هي ناتجة من التوتر والقلق أم فعلاً أنا مريض بمرض ما؟ هل حالات الاكتئاب ناتجة من التوتر والقلق أم من حالتي المرضية؟
هل يوجد دواء لحالتي؟ وإن كان هناك فليكن بدون آثار جانبية؛ لأنني أخاف من تناول الدواء وآثاره.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: حالتك من الواضح أنها نفسية، ولا يعني أنك مصاب بمرض نفسي، إنما هي ظاهرة نفسية، يعرف عن القلق في بعض الأحيان أنه قد يظهر في شكل أعراض تجسيدية –أي جسدية– ومن أكثر أعضاء وأجزاء الجسم التي تتأثر بالقلق هي عضلات الصدر، يحدث فيها انقباض؛ لذا كثير من الناس يشكون من كتمة في الصدر، عضلات الرأس أيضًا، الرقبة، عضلات القولون؛ لذا كلمة (القولون العصبي أو العُصابي) شائعة جدًّا، الشعور بالتنميل في بعض أجزاء الجسم أيضًا من الأعراض الشائعة جدًّا، وهي ناتجة من القلق، وكذلك آلام أسفل الظهر، بل إنني اطلعتُ على بعض الدراسات التي تُشير إلى أن أربعين بالمائة من الذين يذهبون إلى أطباء العظام يشتكون من آلام في أسفل الظهر، هي ناتجة من القلق والتوتر.

إذن -أخي الكريم-: هنالك علاقة معروفة ما بين آلام الظهر –خاصة السفلية منها– والقلق النفسي، هذا لا يعني أن يتجاهل الناس أنفسهم ويقولون: إن السبب نفسي، لا، الإنسان يفحص نفسه، وقد قمت بالإجراء الصحيح، واتضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يوجد سبب يُفسِّر آلام الظهر التي لديك إلا السبب النفسي، ومن ثم ازداد عليك هذا الألم داخل الطائرة، وهذا أدى إلى الخوف، والخوف ذاته يؤدي إلى زيادة في الألم، وهكذا أصبحت في هذه الحلقة المفرغة، وكل ذلك نتج عنه ما نسميه بـ (عدم القدرة على التكيف) والتي ظهرت لديك في شكل مزاج اكتئابي، مع شيء من الخوف والوسوسة المرضية.

أيها الفاضل الكريم: نصيحتي لك: الأولى هي: أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع.

ثانيًا: أن ترجع لممارستك الرياضية؛ الرياضة مفيدة جدًّا في هذه الحالات.

ثالثًا: مراجعة الطبيب الذي تثق فيه، طبيب الباطنية مثلاً مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر؛ من أجل إجراء الفحوصات العامة، وهذا يمنعك تمامًا من التردد على الأطباء.

رابعًا: اجعل نمط حياتك نشطًا وفعّالاً، وأحسن إدارة وقتك.

خامسًا: أنت محتاج فعلاً لأحد الأدوية المضادة للقلق الاكتئابي البسيط، وعقار (سلبرايد)، والذي يعرف باسم (جنبريد) في المملكة العربية السعودية ربما يكون مناسبًا جدًّا في حالتك، وإن أضفت إليه جرعة من عقار (زولفت) لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا أيضًا سوف يكون علاجًا ناجعًا وفاعلاً.

فإذن تواصل مع طبيبك، وإن ذهبت إلى الطبيب النفسي قطعًا هذا سيكون ذا جدوى عظيمة جدًّا بالنسبة لك.

بالنسبة لعقار (Mebeverine) الذي تتناوله لعلاج القولون، هو علاج بسيط جدًّا وسليم، ويمنع التقلصات القولونية التي تنتج من القولون العصبي.

إذن خلاصة الأمر -أخي الكريم-: من وجهة نظري أن هذه الأوجاع العضلية والأوجاع الأخرى الجسدية هي ناتجة من التوتر، وليس نتيجة لمرض عضوي، وتوترك أيضًا لا يخلو من مشاعر اكتئابية بسيطة، خاصة أنك الآن في عمر الاكتئاب النفسي، هذا لا يعني أنك مصاب باكتئاب حقيقي.

أعراضك -أخي الكريم- نفضل أن نسميها (أعراض نفسوجسدية) يعني أن النفس لعبت دورًا كبيرًا في ظهورها، وقد أوضحت لك طريقة العلاج -أيها الفاضل الكريم-، ومقابلتك للطبيب النفسي أراها جيدة جدًّا، وسوف تكون إضافة إيجابية لما ذكرته لك من إرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...