أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما هي الأضرار الجسدية والنفسية للعادة السرية؟ وهل تؤثر على شكل الحوض والساقين؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم الشرح بالتفصيل -قدر الإمكان- الأضرار الجسدية والنفسية للعادة السرية بالنسبة للشباب، وإذا كانت تؤثر على حجم الذكر والخصيتين، وعملية الانتصاب خصوصً بعد الزواج، وهل تؤثر على شكل الحوض والساقين؟

أرجو التوضيح، وجزاكم الله عنا كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية لا تؤثر العادة السرية على حجم الذكر، أو الخصيتين، ولا تؤثر على شكل الحوض والساقين من الناحية التشريحية، ولكن تأثيرها من الناحية العضوية المرضية، والنفسية، والاجتماعية، وسوف نفصل ذلك لاحقا والعملية الجنسية تشمل الرغبة، وهذه يمثلها هرمون الذكورة، وهذه الرغبة موجودة لدى الجميع سواء كانوا أصحاء، أو مرضى، والنقطة الأهم في العملية الجنسية ليست الرغبة، ولكن الإثارة التي تنتهي بانتصاب كامل ينجح في القيام بالعملية الجنسية كاملة حتى النهاية، وهذه هي المشكلة الكبرى التي تنشأ بسبب العادة السرية؛ لأن للعملية الجنسية دورة دموية تبدأ بالإثارة، ثم ارتفاع نسبة هرمونات معينة في الجسم، وهذا يؤدي إلى تدفق الدم إلى العضو الذكري بشكل معين يؤدي إلى احتباس ذلك الدم في العضو؛ مما يؤدي إلى انتصابه حتى نهاية العملية الجنسية، ومع القذف ينسحب الدم من القضيب، ويرتخي بعد ذلك، وتمر فترة تسمى Refractory period تختلف من شخص إلى آخر حتى يمكن للدورة الدموية والجنسية العودة مرة أخرى بنفس الكفاءة.

وممارسة العادة السرية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على تلك الدورة الدموية، فتؤدي في النهاية إلى فشل الانتصاب.

والعادة السرية، أو استجلاب الشهوة بالإثارة الجنسية، عادة أبتلي بها بعض الشباب لغياب الوعي بالوقت وأهميته في حياة الناس، وللتعرض للمثيرات الجنسية، أو البحث عنها، وللتخلص منها يجب تحديد الأعمال والأهداف المطلوب تحقيقها أولا، ثم عمل برنامج لتحقيق هذه الأهداف، ليكون الإنسان عضوًا منتجًا في المجتمع، وليس عددًا أو تتمة عدد.

والعادة السرية تطفئ نور الوجه ونضارته, وتورث الخجل والإحساس بالذنب والتقصير, وتورث فقدان الثقة بالنفس, وتؤدي إلى الانطواء على النفس, وكره الاختلاط بالآخرين, وتورث الخوف من المجتمع, وعدم القدرة على قيادة فريق لذلك جاهد نفسك, واشغلها بما ذكرت لك سابقًا, والجأ إلى الله وهو كفيلك - إن شاء تعالى - وليست المشكلة في الخطأ, ولكن المشكلة في التمادي فيه, وهناك كثير من الاستشارات تكلمت عن هذا الموضوع, ويمكنك الاطلاع عليها, والاستفادة منها.

وترك العادة السرية عمل طيب سوف تؤجر عليه طالما تركتها طاعة وقربة إلى الله، فالناس تعبد الله طمعًا في الجنة، وتعبده خوفًا من النار وتعبد الله حبًا فيه، وأعلى مرتبات العبادة حب الله والتقرب بالعمل الصالح والعبادة، وشغل النفس بالواجبات، وحقوق الغير من الأبوين، والأخوات والإخوة، وعمل ما يرضى الله تعالى، وعدم الانفراد بالنفس فهي أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، والعادة السرية تورث أمراضًا نفسية مثل ضعف الهمة، والقلق وفقدان الثقة بالنفس، والميل إلى ارتكاب المعاصي، وعدم الندم عليها بالإضافة الى زيادة معدل التهاب المسالك البولية، وما يترتب عليه من مشاكل في المثانة البولية، والكلى والبروستات، وندعو الله تبارك وتعالى بتوفيق الشباب لترك هذه العادة، مع تناول الغذاء السليم، والنوم المعتدل ليلا، ويفضل تحليل صورة دم، وفيتامين D، وأخذ العلاج المناسب، وهناك في الموقع الكثير من الاستشارات التي تتكلم عن العادة السرية، وكيفية التعامل معها والإقلاع عنها، وما هي أضرارها.

وهناك كثير من الأشياء الواجبة إذا فعلناها وأقدمنا على فعلها فإنها تشغل النفس عن التفكير في الجنس، وفي العادة السرية، فأين الوقت للتخطيط المستقبل؟ وأين وقت المذاكرة والقراءة والاطلاع؟ وأين وقت تحمل المسؤولية تجاه الوالدين، ومساعدة الإخوة الصغار في الواجب المدرسي؟ وأين وقت ممارسة الرياضة والاشتراك في النادي، ولعب لعبة جماعية تفرغ فيها طاقتك, وتتعامل مع اللاعبين والمدرب, وتتفاعل مع الآخرين؟

وأين وقت المسجد للصلاة, وورد القرآن, وحفظ ما تيسر من القرآن؟ وأين وقت الأسرة والاجتماع على الغداء والعشاء؟ وأين وقت التليفزيون والراديو, والتعرف على أحوال الناس من حولنا؟ ألا ترى الفيضانات في بلاد! والقتل والتشريد في بلاد أخرى! والفقر والجوع في بلاد أخرى!

والخلاصة أنك إذا شغلت وقتك بواجباتك, وأديتها على أكمل وجه فلن تجد وقتًا لتنفرد بنفسك, ولا لتنفرد بالكمبيوتر والمواقع المهلكة, والممارسة تلو الأخرى وكأن الحياة توقفت على هذا الفعل, ولم يعد عند الإنسان ما يقوم به, ولن يمل الشيطان من غوايتك, بل هذه هي وظيفته الأساسية, وعلى ذلك أخذ العهد والمواثيق أمام الله، ولكن احذر فالشيطان لم يوضع في طريقك لغوايتك, بل المسألة اختبار وامتحان؛ لأن سلعة الله غالية, إن سلعة الله الجنة, وكلما التزمت وأديت واجبك تجاه نفسك وتجاه مجتمعك وتجاه الله من قبل ومن بعد، كلما تصاغر الشيطان واضمحل وهزم.

وفقك الله لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...