أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من تسارع في دقات قلبي ودوران في الرأس عند نقاشي مع الناس.. أريد دواءً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 25سنة، غير متزوج، لا أجيد المقدمات، لذلك سوف أباشر طرح المشكلة.

أنا أعاني من رهاب اجتماعي، في السابق كنت إنسانًا (فرفوشا) ولا أخاف ثم انعكست الدنيا علي من الرهاب الاجتماعي.

أصبت بالتلعثم عند التحدث مع أي شخص، أمي، أبي، إخواني، أصدقائي .. الجميع، فعندما أتحدث معهم، أستطيع أن أنطق كلمة في وسط كلامي، وأفتح فمي ثانية لكي أنطقها، وأحياناً حقاً لا أستطيع أن أُخرجها، ولكن عندما أتحدث مع نفسي أُتأتأ، وتحدث لي حبسة، وعدم الثقة والشعور بالخوف عند الناس الأغراب، والارتباك، والرعشة في اليدين، ودقات القلب السريعة، والدوران في الرأس والخوف من المشاركة في النقاشات والمواقف، أو الاجتماعات التي تتم في مجال عملي، وخاصة إذا كان العدد كثيراً، وكان السؤال موجهاً إليّ فجأة.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل حتى في الجلسات العادية مع الأهل والأصدقاء، والخجل الزائد، وتشتت في التفكير، وانعدام في التركيز كليًا؛ إلى درجة أنه عندما يحدثني أي شخص لا أستطيع استيعاب ما يقوله، ولقد كنت في الماضي عكس ذلك تمامًا، وكنت شخصًا سريع الاستيعاب، وعدم الثقة حتى في نفسي، وأعاني من الخوف الشديد من مواجهة الآخرين، وأصاب برعشة في اليدين والرجلين والشفتين، وجفاف في الفم عند مواجهة الآخرين، وأشعر بتوتر شديد، واحمرار في الوجه، وتدمع عيناي.

عانيت كثيرًا من هذه المشكلة، لقد قرأت كثيرًا عن السيرترالين، والزيروكسات، أريد الدواء المناسب لحالتي، لا أريد التعود على الدواء، -الحمد لله- في الآونة الأخيرة صرت أتحسن، وصرت أختلط بالناس، وأصلي الصلوات الخمس، لكن مشكلتي مع الأشخاص الغير معروفين، أتمنى أن أختلط بالناس الغير معروفين، مع العلم أني لست موظفًا من المرض.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قلقك ومخاوفك الاجتماعية هي من النوع البسيط، من النوع الظرفي ومن النوع التوقعي، وانحصرت الآن في التخوف من مخالطة، أو مواجهة الغرباء.

أخي الفاضل: لا بد أن تغير مفاهيمك حول نفسك، لا بد أن تكون لك العزيمة والإصرار والثقة الكاملة في نفسك، ويجب أن تبني مفهومًا أنك غير مراقب من الآخرين حين تتحدث وحين تتواصل معهم، وفي ذات الوقت أنت أصلاً لا تقل عن أحد – هذا مهم – وأنت تخطيت عثرات كبيرة فيما مضى حول التواصل الاجتماعي، والإنسان يسير نحو النضوج لا نحو الهشاشة النفسية.

مواصلتك للأنشطة الجماعية كصلاة الجماعة سوف تفيدك كثيرًا، وحاول دائمًا أن تكون في الصف الأول، وأن تقف مع المصلين بعد الصلاة، وتتناول أطراف الحديث هنا وهناك، هذا يؤدي إلى تعريض وتعرض اجتماعي ممتاز.

ممارسة أي نشاط جماعي آخر مثل الرياضة الجماعية أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا.

ويا أخي الكريم: حين تقابل الغرباء لا تجعل فكرة الخوف تسبق إقدامك على التحية مثلاً، لا تضع افتراضات سلبية أبدًا، هذا يساعدك، وأنا أريد أن أؤكد لك أن مشاعر الخوف الداخلية هذه وما يصحبها من تسارع في ضربات القلب، وربما شعور بالتلعثم والرجفة، أو الرعشة، هذه المشاعر مبالغ فيها، وهي خاصة بك أنت، وليست كلها حقيقية، هذا يجب أن تدركه أيها الفاضل الكريم.

الرياضة الجماعية كما ذكرت لك مفيدة، تمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة، فاحرص على هذا وذاك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالزولفت بالفعل دواء طيب وممتاز، وأعتقد أنك محتاج لجرعة صغيرة، وعليه ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجرامًا – تناولها بعد الأكل لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، وبعد ذلك توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...