أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : توفي جدي بسبب السرطان ولذلك فأنا أخاف منه جدا، فما علاج ذلك؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بداية: أنا عمري 30 عاماً، متزوج ولدي طفلان، أصبت قبل نحو عام ونصف بحالة خوف شديدة من مرض السرطان؛ وذلك خلال قراءتي لتقرير عن هذا المرض، أعقبت يومين متتاليين من ذكر المرض نفسه أكثر من مرة أمامي، علما أن جدي توفي بسببه، وحينها بدأت أتعرق كثيرا وأصبت بإسهال، وتقيأت عصارة المعدة مرارا.

استمرت حالة الخوف يومين متتالين، وكدت أنعزل عن العالم، ذهبت إلى صديق لي مختص نفسي، وأخبرته بأني أشعر ببرودة في رأسي، وأخشى أن يكون المرض، وقمت بعمل أشعة وفحص طبي للرأس -والحمد لله- لم يكن هناك شيء، فأرشدني صديقي إلى طبيب نفسي، وأخبرني بأنني محتاج إلى أن أهدئ من روعي، وليس هناك شيء مخيف، وأعطاني علاج (ELATROL).

نزعت مني فكرة المرض في الرأس تدريجيا، لتبدأ معاناتي من جديد بنوبات الخوف الشديدة والإحساس باقتراب الأجل، حتى أني كنت أكره العودة إلى بيتي حيث تصاحبني هذه النوبات عند النوم، وكنت أختنق من أصوات طفلي. سافرت لأداء العمرة؛ لعلي أتحسن ولكنني أصبت طيلة الرحلة التي استمرت شهراً بحالة خوف وقلق يومي، وبمجرد أن عدت إلى بلدي انقطعت عن العلاج النفسي -أي بعد ستة اشهر من تناوله-، وذلك من تلقاء نفسي بدون استشارة الطبيب.

لاحقا، هاجمتني الحالة بشكل أكبر، تارة بالشعور بالمرض في أنحاء متفرقة من جسمي، والتحسس من أي شيء أشعر به، وتارة أخرى أراقب البراز -أجلكم الله- وتارة البلغم؛ حيث أخشى أن يكون مصحوباً بالدم، وأراقب قلبي خشية توقفه، وتارة أخرى بالخوف من الموت.

اليوم: الحالة باتت مختلفة بعض الشيء، حيث إنني أصبت منذ نحو 3 أشهر بحالة من الإسهال الشديد، واستمر لشهرين متتالين يصاحبه انتفاخ في البطن، وثقل في الصدر، مع نخز حول القلب، وخروج ريح وقرقرة في المعدة بشكل لافت. توجهت إلى طبيب وقمت بعمل تخطيط قلب؛ فتبين أن التخطيط سليم، ثم فحص للبراز فتبين أنه خال من أي شيء، وأعطاني الطبيب علاجا كمطهر للأمعاء، ولكني لم أشعر بتحسن معه؛ فقد تتباين الحالة تارة بالإسهال وتارة بالإمساك. على أية حال أشعر بغصة كبيرة في الحلق، وكأن كرة صغيرة في حلقي، عملت فحصاً للغدد وتبين أنها نظيفة. أيضا يحصل أحيانا ارتجاع المريء.

اليوم وبحكم آلام المعدة، البعض أخبرني بأنها أعراض قولون، والطبيب يقول أن هناك مشكلة في المعدة وبحاجة الى علاج لمدة شهر، وأعطاني علاجين: (klari care 500، ezomax 20)، وقد انقضى الشهر وأنا منزعج جدا، وأتخيل أن ورما موجودا في أمعائي.

ذهبت إلى استشاري أمراض نفسية وعصبية، فقال أنني مصاب بحالة اكتئاب استدعت الشعور بالقلق، ومن ثم بالتوهم المرضي، وأني بحاجة إلى علاج سيبرالكس وبعض الأدوية المصاحبة لحالة الأرق أثناء النوم، وقمت بصرف الروشتة ولكني لم أتناول الدواء خوفاً على نفسي من الإدمان.

فبم تنصحونني: هل أجري منظارا للمعدة -وهذا كل ما أخشاه- أن أفعلها وأجري المنظار؟ علما أن أحدا لم يطلب مني ذلك، ومع بداية رمضان الحالة باتت مستقرة بعض الشيء؛ خصوصا أني ممنوع من تناول التوابل والبهارات والبقوليات؛ لأنها تسبب لي عسر هضم وألم في الأمعاء بشكل كبير.

بالمناسبة: أنا مدمن على قراءة المواضيع حول الأمراض على صفحات الانترنت، وبمجرد سماعي عن إصابة أحد بمرض السرطان أبدأ أعكس الحالة على نفسي، فإذا أصابه في الرأس أتخيله في رأسي، وهكذا، لقد سئمت كل شيء!

أطلب العون منكم -بعد الله-.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت بالفعل لديك أعراض واضحة جدًّا متعلقة بالجهاز الهضمي، لكن في ذات الوقت العوامل النفسية واضحة جدًّا، لديك قلق المخاوف الوسواسي بشكل كبير، وأعتقد أن أعراض الجهاز الهضمي نفسها سبب هذا القلق وهذه التوترات والوساوس والمخاوف.

إذن؛ حالتك في المقام الأول هي حالة نفسية، وإن شئت أن تسمّيها (نفسوجسدية) هذا أيضًا جيد.

الشعور بالغصة في الحلق والكورة الصغيرة: هذه علة معروفة ناتجة من التوتر النفسي، والانقباضات العضلية في منطقة المريء هي التي تعطي هذا الشعور.

بالنسبة لعمل منظار للمعدة: لا بأس في ذلك، أنا أرى أن الفحص إن شاء الله سيكون طبيعيًا بإذن الله تعالى، وأرى أن الحالة النفسية في المقام الأول، لكن أيضًا عمل هذا المنظار سوف يُطمئنك بصورة أفضل، فإن تيسرت لك الظروف قم بإجرائه.

علاجك في المقام الأول هو أن تتناول عقار (سبرالكس) الذي وصفه لك الطبيب، هذا دواء رائع ممتاز فاعل ضد المخاوف الوسواس، ولابد أن تلتزم بالجرعة التي وصفها لك الطبيب ومدة العلاج، هذا مهم جدًّا.

أما بالنسبة للأدوية المضادة للأرق، فأنت لم توضح لي الدواء الذي وصفه لك الطبيب، لكن إذا كان لديك أرق حقيقي أعتقد أن عقار (ريمارون) والذي يسمى علميًا باسم (ميرتازبين) بجرعة نصف حبة – أي خمسة عشر مليجرامًا – ليلاً لمدة شهر سيكون مفيدًا جدًّا.

والرياضة أيضًا يجب أن تأخذ حيزًا كبيرًا في حياتك، الرياضة تعالج مثل هذه الأعراض بصورة جيدة جدًّا.

لا تُكثر (أخي) من القراءة والاطلاع على المواد الطبية، فليست كلها صحيحة، وليست كلها دقيقة، وتؤدي إلى التوهمات المرضية، كما أنه يجب أن تعرف أنه من الناحية الطبية كل إنسان يعمل جسده ونفسه بصورة خاصة جدًّا، فالله تبارك وتعالى خصَّ كل إنسان بسماتٍ وصفاتٍ، ومهما تشابهت الأعراض ما بين الناس – أي الأعراض المرضية – لكنها لا تتطابق، فكن أكثر طمأنينة.

الأشخاص الذين يعانون من المخاوف المرضية ذات الطابع الوسواسي ننصحهم بأن يراجعوا طبيبهم – طبيب الأسرة أو طبيب الجهاز الهضمي مثلاً في حالتك، وأفضل طبيب الأسرة – مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك من أجل الفحص العام، هذا يُطمئنك كثيرًا، ويمنع التنقل ما بين الأطباء.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الخوف والوسواس دمرا حياتي، فكيف أتخلص منهما؟ 2223 الاثنين 20-07-2020 05:47 صـ
أعاني من تسارع نبضات القلب ودوخة شديدة وانقطاع النفس! 2491 الاثنين 20-07-2020 04:09 صـ
أخاف من الإصابة بالأمراض وهذا الأمر أتعبني فهل من نصيحة؟ 2169 الاثنين 20-07-2020 03:27 صـ
أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية تحت الفك من جهة واحدة 1069 الأحد 19-07-2020 01:25 صـ
أعاني من الخوف من كل شيء، فما الحل؟ 2760 الأربعاء 15-07-2020 01:50 صـ