أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعلقت بها وأحببتها حبًا شديدًا وأريدها زوجتي مستقبلاً ولكن.. أرشدوني

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله

منذ كنت في المرحلة المتوسطة كنت منشغلاً بالكرة والبلايستيشن وغيرها، وكنت لا أتحدث مع الفتيات، وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية، أحببت فتاة، أكملنا سنتين تقريبًا، والآن وفجأة اختفت، وقبلها كانت تقول لي إنها لا تستطيع أن تتحدث معي كثيراً، أنا خائف عليها، فقد أحببتها، عندما أراها أو أتحدث إليها صوتيًا أشعر بأنه حب عفيف طاهر، أريد الزواج منها، أثق فيها أكثر من نفسي، هي سعادتي وقد غيرت حياتي.

تعبت نفسيًا من بعدها، ولا أستطيع الوصول لها، كثيراً ما أبكي، وبعض الأحيان الأخرى أكون بين ناس كثر وأتذكرها فتدمع عيناي، صرت ضعيفًا.

ليس عندي أحد أقول له ما بقلبي، تعبت جداً، حتى أني قلت سأنساها، لكني أعتقد ذلك مستحيل، فلن أنساها، ولا أريد أن أنساها، لا أحس بطعم الحياة ولا السعادة، وأكره جميع النساء من بعدها، حياتي أصبحت سوداء، ساعدوني، أو خففوا عليّ، وهذا رغم أنها تكذب عليّ كثيرا، وتضايقني كثيرًا، لكني أحبها كثيراً، ومؤمن بأنها تحبني، وأريد أن أنتظرها إلى آخر العمر.

أصابني قلق نفسي من بعد هذا الأمر، واكتئاب، وكثيراً ما أتخيل نفسي وأنا أكلمها حتى انعزلت وصرت أعشق الظلام.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ R.w حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
الصداقة من العلاقات الاجتماعية المهمة في حياة الناس، وخاصة إذا كانت مبنية على أسس قويمة خالية من المصالح الشخصية، ومن الهوى، وأعظم أنواعها الأخوة في الله، فهؤلاء من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، وقد تأتي صدفة أو متعمدة، المهم هو أن يكتشف الشخص أن هناك شخصًا آخر يبادله الاحترام والتقدير ويشاركه الاهتمامات والميول، ويقف معه، ويؤازره وقت الضيق، ويحفظ أسراره، ويستر عيوبه، ويعفو عنه إذا أخطأ.

هذا ابننا العزيز بصورة عامة فيما يختص بصداقة الرجل مع الرجل، وصداقة الأنثى مع الأنثى.

أما صداقة الجنس المغاير، فهذه علاقة غير مسموح بها شرعاً، فالأمر يحتاج منك لوقفة مع نفسك، ومراجعة التعاليم الإسلامية السمحاء التي وضعت ضوابط لعلاقة الرجل بالمرأة تخدم مصلحتهم الاثنين معاً، ومصلحة مجتمعهم الذي يعيشون فيه، واعتبر هذه التجربة درساً أولاً في حياتك العاطفية تستلهم منها الدروس والعبر، ولا تنساق وراء العاطفة، بل حكم العقل واستشر من هم أكبر منك سناً، وأكثر منك خبرة، ولا تكون أي علاقة مع أحد إلا في إطار نية الزواج، ومع من هم جادون في ذلك، لا مع من يلعب بعقلك وعواطفك.

وتذكر أن هذه الفتاة ليست هي أول، أو آخر إنسانة في الدنيا، فقد يرتاح قلبك لمن هي أفضل منها خلقاً وديناً، وبها الصفات التي تتمناها، وليس ذلك على الله بعزيز، وتذكر أن المرحلة التي أنت فيها الآن مليئة بالعواطف، ولا بد من تصريفها بالطرق المسموح بها شرعاً وبالتخطيط السليم للزواج وفقاً لمقتضيات الواقع.

المطلوب منك هو استخارة الله تعالى عدة مرات بإخلاص، ونية صادقة لكي يرتاح قلبك، فإن كان زواجك منها فيه خير لك فسيتم ذلك بإذنه تعالى، وإن لم يكن فيه خير فسيبعدها الله عنك، وستكون مقتنعا بما قسمه الله عزَ وجلَ وهو علام الغيوب، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

وفقك الله لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...