أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأكياس الدموية التي تظهر على المبيض تكون أحد النوعين:

1- النوع الأول: ينتج عن مكان البويضة نفسها بعد انطلاقها، أي بعد حدوث التبويض، وهنا لا ينطمر مكان البويضة في المبيض، بل يحدث فيه نزف ويتشكل مكانه كيس، وهذا النوع من الأكياس لا يتشكل ثانية بعد استئصاله، وهو لا يمنع حدوث الحمل.

2- النوع الثاني: هو الذي ينجم عن مرض يسمى (بطانة الرحم الهاجرة) وهذا النوع لا يكون بسبب التبويض، بل يكون بسبب وجود قطع من بطانة الرحم هاجرت أو تموضعت على سطح المبيض، وهي تستجيب لهرمونات الدورة كالبطانة الرحمية تماما، لذلك يحدث فيها نزف عند موعد كل دورة شهرية، فيتجمع الدم فيها ويتشكل كيس دموي، وهذا النوع من الأكياس قد يعاود التشكل ثانية حتى بعد الاستئصال، كما أنه قد تكون سببا في منع أو تأخير حدوث الحمل.

وحسب ما تبين لي من رسالتك، فإن الاحتمال عندك هو أن تكون الأكياس من النوع الثاني، أي أنها ناجمة عن مرض بطانة الرحم الهاجرة، ذلك أنها عاودت الظهور ثانية بعد استئصالها، فإن كانت الحالة عندك هي بسبب (بطانة الرحم الهاجرة) فإن العلاج بحبوب (ديان) لن يؤثر عليها، لأن هذ الحبوب قد لا تمنع نشاط المبيض 100%، ولن تؤدي إلى صغر حجم الكيس، والأفضل هنا استخدام حبوب منع الحمل العادية مثل حبوب جينيرا أو ياسمين، فمن المحتمل أن تؤدي إلى صغر في حجم الكيس، لأن هذه الحبوب ستوقف الإباضة وستوقف نشاط المبيض، أي أن طريقة علاج الطبيب الأول هي الصحيحة، فإن تم استخدام حبوب منع الحمل لثلاثة أشهر ولم يصغر حجم الكيس عندك، فهنا يجب استئصاله بالمنظار مع فحصه فحصا نسجيا لمعرفة محتوياته وتأكيد التشخيص.

إن وجود الأكياس الدموية من نوع بطانة الرحم الهاجر قد يمنع حدوث الحمل حتى لو كان على مبيض واحد، ولكن وبذات الوقت من الممكن أن يحدث الحمل حتى لو كانت الإصابة على المبيضين، لأن الكيس الدموي هنا ليس هو السبب المباشر في منع الحمل، والسبب في منع الحمل هو المرض نفسه، وما يسببه من التصاقات ومن إفراز لمواد كيميائية وسامة تضر بالحيوانات المنوية وبالبويضة.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بوثب الصحة والعافية دائما.