أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : شهوتي مفرطة وأدفعها بممارسة العادة السرية.. أرجو المساعدة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 15 سنة، وأمارس العادة السرية منذ 4 سنوات تقريبًا، وإلى الآن -مع الأسف- لا زلت مدمنًا عليها، تركتها لمدة أسبوعين، وكنت على وشك الانفجار، حيث أحسست بألم في أسفل الظهر، وضيق شديد، وقمت مسرعًا بممارسة العادة على أمل أن أتخلص من الألم، فمارستها مرتين على التوالي حتى أحسست براحة نفسية، وجسدية كبيرة جدًا.

واستمر الحال حتى ارتكبت الزنا عدة مرات، وندمت في كل مرة ندما شديد خوفًا من عقاب ربي، جربت كل شيء، الرياضة، أصبحت أصلي، وأقرأ القرآن، ولكن ما من فائدة بما أني أشاهد فتاة، وتأتيني آلاف التخيلات مما يجبرني على ممارسة العادة.

أرجوكم ساعدوني ما هذه الشهوة المفرطة؟ ولماذا ابتلاني ربي؟
لا أستطيع الزواج مطلقًا، أرجو المساعدة، وشكرًا لكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك يا ولدي فإنه لأمر مؤلم حقاً أن تمارس هذه العادة المدمرة في هذه السن المبكرة؛ لأنك يا ولدي لم تنظر إلى عواقب الأمور، فلو قرأت الآثار المترتبة على هذه العادة لما فكرت مطلقاً حتى في مجرد ذكر اسمها؛ لأنها من أكبر العوامل التي تدمر مستقبل الرجل، خاصة عندما تكون له زوجة، ويريد أن يكون سعيداً بها ومعها، فممارسة العادة السرية مبكراً وَلَدِي موسى تجعلك مع زوجتك كأنك امرأة لا تشعر بالرجولة، وإن أردت أن تأخذ حقك الشرعي منها لن تتمكن من ذلك، أنت الآن كما ذكرت وقعت في جريمة الزنا إضافة لجريمة العادة السرية، سيأتيك يوم لن تستطيع أبداً الانتصاب مطلقاً؛ لأنك ستتحول إلى رجل بلا رجولة، وبلا ذكورة، والسبب أنك أسرفت على نفسك ،وخالفت أمر مولاك، وارتكبت الكبائر العظمى التي منها الزنا، كما تعلم بأنه من أكبر الكبائر، هذا كله مما لا شك فيه سيلقي بظلاله على مستقبلك، وسيجعله مستقبلاً قاتماً مؤلماً للغاية عندما ترى زوجتك التي اخترتها بنفسك، أو اختارها لك أهلك وأنت معها في فراشٍ واحد وتجد نفسك عاجزاً عن إمتاعها أو عن إمتاع نفسك بها.

هنالك ستعض أصابع الندم وتبكي بدل الدمع دماً، ومع الأسف الشديد هذا الضعف الجنسي المترتب على ممارسة العادة السرية من الصعب جداً علاجه، بل يكاد يكون من المستحيل -والعياذ بالله تعالى-، بعض الإخوة الذين أسرفوا على أنفسهم في هذا الأمر حاولوا أن يتعاطوا بعض المنشطات، ولكنها ما أفلحت معهم، ولا أفادتهم بشيء، لذا أقول لك ضرورة – ولدي- لا بد أن تتوقف مهما كانت النتائج، خاصة وأنك خضت تجربة التوقف، فأنت قد استطعت أن تتوقف لمدة أسبوعين -رغم أنك تقول إنك كدت تنفجر- هذا كله من الشيطان؛ لأن التوقف لمدة أسبوعين علامة صحة، وعلامة أنك قادر على أن تغير نفسك، وأن تقول للشيطان كفى كفى، وأن تقول لله تبارك وتعالى: عفواً إلهي وربي وسيدي ومولاي أنا راجع إليك مقبل عليك فاقبلني واغفر لي وتب علي.

إذاً عليك وَلَدِي بالمبادرة والتعجيل بالتوبة، وترك هذا الأمر الآن وبلا تردد، واعلم أنك قادر وَلدِي موسى على ذلك، والدليل على ذلك أنك فعلت ذلك لمدة 15 يوماً، فبإذن الله تعالى أنت سوف تفعله أيضاً لعمرك كله بإذن الله تعالى، خذ قراراً يا ولدي من الآن خذ قرارك وحدك بعيداً عن الناس، وارفع وجهك إلى ، واتجه إلى القبلة وقل: يا رب أعني على أن أتخلص من هذا الذنب، يا رب قوني وخذ بيدي، ولا تدعني لنفسي الأمارة بالسوء، ولا تسلط علي عدوي الشيطان الرجيم، يا رب إني أعاهدك على ألا أعود إلى هذا الأمر أبداً، فثبتني وأعني، وأمدني بمددٍ من لدنك، وبإذن الله تعالى أنا واثق أنك إن كنت جاداً وصادقاً وَلَدِي أنك سوف تعان على ذلك -بإذن الله تعالى-.

مهما حاولت أنا أو غيري أن يخرجك من هذا المأزق لن يستطيع إلا بقرار منك أنت، فأنت الذي أدخلت نفسك هذا النفق المظلم، وأنت القادر على إخراج نفسك منه، بقرار شجاع وجريء في لحظة صفاء ونقاء، خذ القرار وقل: هذه آخر مرة أفعل فيها هذه المعصية، ولن أفعلها بعد الآن أبداً، ثم ابحث عن العوامل التي تؤدي إلى تهيجك وإثارتك، وحاول أن تتخلص منها نهائياً، حاول أن تزيد في صلاتك، وقراءتك للقرآن، والصيام التطوع، اربط نفسك بصحبة صالحة تقضي معها معظم وقتك، لا تدخل إلى فراشك إلا عند الحاجة الشديدة إلى النوم حتى لا يستحوذ عليك الشيطان، وإذا ما دخلت إلى دورة المياه فعجل بقضاء حاجتك والخروج فوراً، وإياك أن تطيل حتى لا يأتيك الشيطان؛ لأن هذا بيته ويستغل فرصة وجودك بعيداً عن أنظار الناس فيزين لك هذا الحرام، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعينك، واطلب من والديك أيضاً كذلك الدعاء لك، حاول يا ولدي قدر الاستطاعة، وسوف تنتصر بإذن الله تعالى، أنا واثق أنك قادر على ذلك، وواثق أنك ستنجح في ذلك، وواثق أنك ستكون من صالح المؤمنين، فتب إلى الله من الزنا، وتب إلى الله من العادة، واعلم أن الله يغفر لك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...