أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من الوسواس القهري

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هذه هي المرة الثانية أطرح مشكلتي عليكم، وأتمنى أن تفيدوني فقد تعبت.

مشكلتي أنه تأتيني أفكار بأني سوف أموت، أو أن أحدا من أهلي سوف يموت، وأتخيل ماذا سيكون حال أهلي بعد موتي؟ ثم أتخيل أن أحد أفراد أهلي يموت، ثم أشعر بضيقة في الصدر، وأحس بأن موتي قد اقترب، وهذا الوسواس أنساه عندما أنشغل بشيء ما، ولكن بمجرد أن أفرغ يعود لي ذلك الوسواس، وتعتريني أعراض أشعر بأنها أعراض الموت، وهذا الأمر يحدث كلما ذكر الموت أو رأيت صورة قبر وغيره، وقد قرأت موضوعا أن من أعراض الموت توسع حدقة العين، وأن ألم المعدة له دخل بالموت، فأصبحت أوسوس بمجرد أن أشعر بألم في عيني أو معدتي.

صرت أتشاءم من شهر سبعة وثمانية لأن الموت يكثر فيه، فأتعب ولا أنام جيدا من شدة التفكير، أصبحت أخاف من النوم والأحلام، وأصبحت أكره الإجازات لأن الوسواس فيها يشتد، فتجدني أشغل نفسي حتى لا أفكر بالموت كثيرا، وأكثر التفكير في مسألة ما دمت سأموت فما الفائدة من العمل؟

تعبت، وأريد حلا، أحيانا أقول في نفسي هذا وسواس ولن أعطيه مجالا ليسيطر علي، ثم أقول في نفسي لعلها أعراض الموت فعلا، فترجع الضيقة وأبدأ بالبكاء.

هذه الحالة جعلتني لا أذاكر جيدا، فقد استحوذت على كل تفكيري، فما سبب مشكلتي؟ وهل هو طبيعي؟ وما الحل؟

شكرا، وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس حول الموت ليس وسواسًا لوحده، إنما هي مخاوف وسواسية، وهذا النوع من الفكر يجب أن يُرفض على أنه فكرًا وسواسيًا، تتعاملي معه على هذا السياق.

الانشغال بموضوع الموت يعني أن الإنسان أضعف من انشغاله بالحياة وكثر عنده الفراغ، وأنت ذكرت أنك حين تكوني مشغولة تتناسي هذا التفكير، فتجنبي الفراغ من خلال حسن إدارة العمل، من خلال حسن إدارة الزمن، وأكثري من ذكر الله في وقت الفراغ.

والوساوس ليست دليلاً على ضعف إيمانك أبدًا، إنما هي مخاوف مكتسبة، وأنت لجأت إلى أفكارٍ تحليلية، مثلاً: ما سمعته حول أن أحد علامات الموت هو اتساع حدقة العين، آلام المعدة، ومن ثم أصبحتِ تحرِّكي هذه الروابط بصورة سلبية جدًّا.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذا فكر يجب أن يُحقَّر، ويجب ألا تهتمي به، وهكذا يتم التعامل مع الوسواس بالتجنب، التحقير، عدم مناقشة الأمر تمامًا.

الشيء الوحيد الذي يجب أن تناقشيه مع نفسك هو أن الموت حق، وأنه واقع، وأن لكل أجل كتاب، ولكل أجل مسمى، وأنه إذا جاء الأجل لا يؤخر، وأن الموت مصير كل حي، ولا شك في ذلك، ولا يعلم وقته إلا الله تعالى، وأن تسألي الله تعالى أن يُطيل عمرك في عمل الخير، ليس أكثر من ذلك أبدًا.

والعلاج الدوائي أيضًا يفيدك، عقار (سبرالكس) والذي يعرف باسم (إستالوبرام) جيد.

تشاوري مع أهلك حول تناول الدواء، ومن الأفضل أن تتشاوري معهم أن تذهبي للطبيب النفسي، ولا أعتقد أنهم سوف يرفضون الفكرة، أنت تحتاجين لعلاج دوائي، العلاج الدوائي من ثلاثة إلى ستة أشهر، والدواء مثل السبرالكس يقتلع تمامًا المخاوف الوسواسية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...