أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : يلازمني بلاء لا ينفرج حتى بالدعاء فما نصيحتكم لما أنا فيه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة القائمين على إدارة الموقع الموقرين.

أبدأ قصتي معكم وأريد شرحها والتفصيل الدقيق لها؛ لأنني والله تشتت أفكاري، وتشتت طريقي، أصبحت لا أعرف الغلط من الصواب.

بدأت قصتي في سنة 2005م في الشهر 10، ومازال البلاء قائما علي، ولا يوجد تغير فيه كلما أدعو ربي أن يفرج عني أو يخرجني مما أنا فيه.

أشعر أن الوضع يزيد ويشدد علي أكثر من الأول، لا نوم ولا أكل، ولا عمل، وتراكم ديون، وقطار العمر مضى وقته، هل هذا محبة من الله أو غضب وسخط علي؟

علما أنني كنت قبل البلاء عاصيا وأستغفر الله، أرجو من ربي أن يسامحني ويعفو عني ويغفرلي ويرحمني، إخوتي أرجو منكم تفصيل وشرح قصتي من باب الشرع، وجزاكم الله خيرا، وأستودعكم بحفظ الله، ودمتم في صحة وعافية.

والله ولي التوفيق.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابننا الكريم: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).

يُسعدنا أن نهنئك بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونؤكد لك أن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، وأرجو أن تُكثر من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتضرع إليه سبحانه وتعالى، واعلم أن لكل أجل كتاب، ونبشرك بأن اللجوء إلى الله تبارك وتعالى لا يخيب صاحبه في كل الأحوال، فإما أن يستجيب الله الدعاء، وإما أن يدخر لك الأجر والثواب، وإما أن يرفع عنك من البلاء أو يخفف عنك من البلاء النازل بحسب صدقك في لجوئك إلى الله، فالدعاء سلاح، والسلاح بحامله، والسيف بضاربه الذي يضرب به.

فاصدق مع الله تبارك وتعالى، وأخلص في نيتك، وأعلن رضاك بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وحاول أن تتجنب المعاصي، وإذا ذكّرك الشيطان بالماضي الذي كان فيه المعاصي فجدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ودائمًا في أمر الدين انظر لمن هم فوقك لتتأسى بهم، وفي أمور الدنيا تنظر إلى من هم تحتك وأقل منك وأسفل منك حتى لا تزدري نعم الله عليك، ونعم الله التي تتقلب فيها، نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمرٍ يُرضيه.

ونؤكد لك أن اللجوء إلى الله وحسن الإقبال عليه والرضا بقضائه وقدره هو خير ما يعين الإنسان على الصبر أمام الصعاب التي تواجهه في هذه الحياة.

نسعد بتواصلك مع الموقع، وكنا (حقيقة) نتمنى أن تتواصل معنا بمزيد من التفصيلات حتى نستطيع أن نعيش معك المشكلة بتفاصيلها، ولكن نقول: عليك أن تُكثر من الدعاء؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (يُستجاب لأحدكم ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. قيل: يا نبي الله، وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم أرَ يُستَجبْ لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء) وهذا ما يفرح عدونا الشيطان، وابن الجوزي يتكلم عن سلف الأمة، يقول: رحم الله السلف كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يُعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: مثلك لا يُجاب – ويبدأ يُصحح – أو يقول: لعل المصلحة في ألا أُجاب.

فأحيانًا تكون المصلحة ألا يُجاب الإنسان، وأحيانًا تكون المصلحة في أن يراجع الإنسان نفسه، ومزيد من اللجوء إلى الله، والتضرع إليه سبحانه وتعالى، وكما قلنا لك أنت في كل الأحوال رابح، فأقبل على الله، وجدد التوبة، وأكثر من الدعاء، وأبشر بالخير، ومرحبًا بك في موقعك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...