أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعرفت على شخص منذ فترة، فهل أكمل معه مشوار حياتي أم لا؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كنت فتاة عادية إلى أن تعلقت فترة بالدين، فالتزمت بالحجاب الإسلامي، وصرت أتجنب كثيراً من المحرمات، مثل: إضافة الذكور على الفيسبوك، وهذا التغيير جعلني مقبولة من قبل الناس، فأمي تثق بي جداً، ودائماً تطلب مني أن أدعو لها لأنها تظن أنني صالحة وسيستجيب الله دعائي.

ذات يوم حلمت أنني في بركة ماء تصل إلى خصري، وسمعت صوت الرسول أو هكذا تهيأ لي، يقول لي:"اخرجي"، فسرنا الحلم عند شيخ، فقال لنا: بأن كان هناك مشروع خطبة فليتأجل ليس هذا وقته!

وفعلاً كان هناك شاب في حياتي أخبرت أمي عنه، وكنت خائفة جداً من علاقتي به أنها لا ترضي الله، لأن أبي لا يعلم، ولا تربطنا خطبة رسمية، ولكنني كنت أحبه، فأخبرته بتفسير الحلم، وأنا أبكي، وطلبت منه أن ينتظرني، ولكن للأسف لم نستطع أن نبتعد أكثر عن بعضنا، فعدنا لعلاقتنا، ولم أستطع أن أنكر ذلك أمام أمي، فأنا لا أحب الأعمال في الخفاء.

المشكلة أنه مع تطور علاقتنا نسينا ديننا، ووقعت بيننا ملامسات وقبل -والعياذ بالله-، وكأننا لسنا مسلمين، للأسف كنا نتوب ونبكي وننعى حظنا ونكره أنفسنا، ولكن تعلقنا الشديد ببعضنا كان أقوى من توبتنا، فكنا نفترق لساعات ثم نعود مثقلين بالأشواق، ونتعاهد ألا يتكرر ذلك، علاقتي به منذ سنة ونصف، خلالها حاولت تركه ما يقارب ال 6 مرات، منها خوفاً من الله، وآخرها لأنني بدأت أشعر بأنني لا أحبه، ولكنني مستمرة معه لتعلقه الشديد بي وضياعه من بعدي، في هذه الفترة التي أعيشها شعرت أنني لا أحبه كما يجب، وأنني لا أفرح لرؤيته، وأنني إن عشت يومي من غيره فلن أفتقده، ولكنني لم أشأ أن أخسره، فهو إنسان رائع متدين، وقد أخبر أهله عن حكايتنا، وينتظرون الوقت المناسب لارتباطنا.

هو يحترمني ويحبني جدا،ً ولم يصرخ في وجهي أبدا، مثقف، باختصار فيه كل الصفات الإنسانية الرائعة، ولكن لا أدري لم لا أكتفي به، أحيانا أنظر إليه وأقول في نفسي بأن مستواه التعليمي أقل مني، جماله قصره لا يشفيان غروري، وأكره نفسي لهذا التفكير، فالزواج السعيد تصنعه الأخلاق لا المعايير الجمالية، ولكنني أخاف أن أتزوجه وألتقي بشخص فأحبه، ولا أستطيع أن أخونه، ولا أن أخون ديني، فسأتعذب في صمت، كل هذه الأمور، والمعصية التي فعلناها جعلتني أشك بأنني رأيت الرسول في منامي، فكيف يظهر لفتاة مثلي؟!

تركته البارحة، ويوم ميلاده الأسبوع القادم، صليت استخارة واستيقظت مشتاقة إليه وأبكيه كثيراً، لا أعلم ماذا أفعل؟ كيف أعرف نتيجة الاستخارة؟ هل أكمل معه مشواري وأترك الحب جانباً؟ وهل يكفيني حبه واحترامه هو؟ فهو يقول لي دوماً أنني صعبة الطباع، ولن أجد من يحتملني كثيراً مثلما يحتملني هو، وأظن أنه صادق.

أرجوكم أفيدوني فأنا متعبة جداً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك حسن العرض للاستشارة، ونهنئك بالمشاعر النبيلة التي تدعوك إلى التوبة، ولكنا نؤكد أن التوبة النصوح التي تُرضي الله -تبارك وتعالى- هي التي يكون فيها صدق مع الله، فيها إخلاص لله، فيها انقطاع عن المعصية، فيها عزم على عدم العود، فيها إكثار من الحسنات الماحية، فيها تخلص من آثار المعصية ورفقتها وذكرياتها وأشواقها، ولذلك نحذرك من توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب متشوقًا للمعصية ولأيامها وذكرياتها.

وأرجو أن تعلمي –وهذا واضح لأمثالك من الفاضلات– أن الإسلام لا يرضى بأي علاقة في الخفاء، وأن علم الوالدة بالأمر ونحو ذلك لا يؤثر، فيظل الأمر حرامًا، لأن الرجل لا يزال أجنبيًا، ولكن لا بد من إعلان العلاقة، لا بد من بذل صِداق يدل على الصدق، لا بد من إخراج هذه العلاقة إلى السطح، بحضور الأهل والجيران وعلمهم ومشاركتهم.

أما هذا الوضع الذي يحدث فيه خطورة، والأخطر من ذلك أنه مخالف لهذه الشريعة التي لا تُتيح للرجل أن يلتقي بالمرأة إلا على كتاب الله وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وُفق القواعد الشرعية التي جاء به رسول خير البرية -عليه صلاة الله وسلامه-.

ومهما كانت المرارة، ومهما كانت الصعوبات، فإن الشرع يأمركم بقطع العلاقة تمامًا وفورًا، ثم بعد التوبة النصوح إذا أراد أن يطرق الباب فإن ما حصل منكم من المخالفات الحرام لا يمنع حصول الحلال، ولكن لا بد من توبة ورجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، لأن الإنسان ينشد التوفيق في حياته، ولا يمكن أن يفوز ويحوز على التوفيق وهو يعصي الله -تبارك وتعالى-، لأن المقدمات الخاطئة لا تُوصل لنتائج صحيحة.

ونحن نحيّ هذه المشاعر التي دفعتك للكتابة إلينا، ونتمنى تحويل هذه المشاعر إلى التزام، وإلى انضباط، ونؤكد لك أن هذا سيزيد من قيمتك عند الشاب، أما عندما تقدم الفتاة تنازلات فلماذا يتزوج الفتاة إذا كان يجد ما يريد، كما أن هذه المعاصي خصم على سعادة الإنسان بعد أن يتزوج بالحلال.

فاتقي الله في نفسك، واعلمي أن الشيطان هو الثالث، فتجنبي الخلوة، وتجنبي التواصل في الخفاء، وبالكلام الذي لا يُرضي الله -تبارك وتعالى-، ولا سبيل لالتقاء رجل بفتاة إلا وُفق الخطبة ووفق القواعد الشرعية، وحتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، فالتزمي بآداب هذا الشرع، وابتعدي عن كل معصية، فإن الإنسان يريد أن يختم أعماره بالطاعات.

نسأل الله أن يرفعكم درجاتكم، وأن يردكم إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...