أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أتحرج من فحص الرجال في مجال التمريض، هل تنصحونني بتغيير تخصصي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية في السنة الثانية، أدرس التمريض -ولله الحمد-، هذا الفصل بدأنا في دراسة مادة التقييم الصحي، ونضطر إلى فحص الرجال باستخدام طرق الفحص الطبي ومنها اللمس، ولأنني من أسرة محافظة فإنني أجد حرجا كبيرا في فعل هذا، أفكر الآن في التحويل إلى كلية التربية لدراسة تخصص التربية الإسلامية، فبماذا تنصحونني؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همة تعلو السحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، وقد سعدنا بهذه الاستشارة التي تدل على حياءٍ وخوفٍ من الله ورغبة في الخير، ونسأل الله أن يكثّر من أمثالك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وكم تمنينا لو أن القائمين على أمر التعليم والتدريب، اتقوا الله في بناتنا، فأتاحوا للبنات فرصة التعامل مع النساء، وأتاحوا للشباب من الرجال فرصة للتعامل مع الرجال من المرضى، لأن هذا هو الذي نريده، وهذا هو الذي ينبغي أن يحدث، وأن المريض لا يجوز له أن يذهب إلى الاتجاه الآخر إلى طبيبة إذا كان رجلاً، أو إلى طبيب إذا كانت امرأة، إلا في حال الضرورة، إلا في حال عدم وجود أطباء مختصين في مجال المرض الذي هو فيه.

ولكننا عندما ننظر لهذا الأمر بأبعاده الأخرى نحب أن نقول: نتمنى أن تُكملي المشوار، وتجتهدي في أن تستخدمي الوسائل، تجتهدي في تفادي هذا الأمر، فإذا أُجبرت عليه وكان بدون خلوة وكان هذا اللمس لأغراض طبية ولفترة محدودة، فنتمنى أن تُكملي هذا المشوار، لأن هروب الصالحات من أمثالك سيعمق المشكلة في ديارنا وفي بلادنا، فمن لبناتنا، ولمن لأخواتنا، ولمن لأمهاتنا إذا لم يوجد طاقم طبي متكامل من النساء؟

ونتمنى من الصالحات من أمثالك والمتفوقات أن يكنَّ نواة لإعداد جيل من الطبيبات، حتى لا تحتاج بناتنا وأخواتنا إلى مقابلة الرجال الأطباء عندما يُصبن بالأمراض أو يتعرضن لعمليات أو غيرها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكثر من أمثالك، وأن يزيدك حرصًا.

ونحب أيضًا أن تهتمي بالثقافة الإسلامية، حتى توضحي هذه الأمور، فنحن ننتظر من أمثالك، من صاحبة الهمة العالية أن تخرج جيلا يرفض هذه المخالفات ويغير هذه المنكرات، وتفتح للناس آفاق الحلال، وتشجع بناتنا على هذه المهنة العظيمة التي قادت فيها (رُفيدة) صاحبة أول مستشفى، سلاحا طبيا متحركا، كانت تعالج الجرحى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ونحب أن نؤكد أن مسألة مس الجسد، أو رؤية مكان المرض سواء كان بين الرجال وبين النساء تحكمها قواعد وضوابط شرعية، أشار إليها الشيخ ابن باز عندما تُطالب المرأة أن تُعالج عند المرأة الطبيبة، فإن لم تجد تعالج عند رجل كبير السن في حضور محرمها، فأولاً تبحث عن طبيبة مسلمة، فإن لم تجد فطبيبة كافرة مأمونة، فإن لم تجد فرجلا كبيرا في السن، فإذا كانت مع الرجال لا بد من حضور محرم من محارمها، وكذلك هذا المريض لا بد أن يكشف بقدر الحاجة، لا يزيد عليها، فإن زاد عليها شيئًا فذلك محرم عليه، وكذلك ينبغي أن نشجع المرضى على الاحتياط لأنفسهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب السلامة والعافية، وأن يكثر من أمثالك من الحريصات، لا أقول مجرد الصالحات بل الصالحات المصلحات لهذا الواقع حتى ينسجم مع ضوابط وقواعد هذا الدين.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...