أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل يضرني إذا دعت علي من مزحت معها بشيء ضايقها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأدخل في السؤال بدون مقدمات، أنا أستخدم موقع ASK، وهناك فتاة تتكلم كثيرا عن علاقتها بخطيبها، وأنهما سعيدان جدا، فقلت في نفسي سأمازحها، وقلت لها بمعرف مجهول: (يا رب، يطلقك زوجك ويتزوج غيرك)، أقسم بالله أن نيتي كانت مزحا فقط، فأنا لا أتمنى لها إلا كل الخير، هي طبعا قرأت هذا الدعاء وردت علي (سأدعو عليك بآخر الليل، وعند نزول المطر، وسينتقم منك ربي) هنا ارتعبت كثيرا، فأنا أخاف من الدعاء لدرجة الموت.

سؤالي: هل يضرني دعاؤها؟ علما بأني قلت هذا الكلام من باب المزح فقط لا غير ونيتي صافية، أرجوكم جاوبوني فأنا قلقة جدا.

وشكرا جزيلا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أن تلك الصديقة أخطأت أولاً في إعلان ما يحصل بينها وبين خطيبها، وذلك من ناحيتين: الناحية الأولى: أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها ولا التوسع معها في المكالمات والمراسلات. والناحية الثانية: أنها تُعلن ذلك الأمر بين الناس، وهذه مجاهرة بالمعصية وإثارة للشهوة عند الأخريات ممن يستمعن إليها، وهذا مما لا ترضاه الشريعة حتى إذا كانت زوجة على كتاب الله وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه يحرم إفشاء الأسرار التي بين الأزواج ، فكيف وهي لا تزال الآن في علاقة يُعتبر فيها هذا الخاطب أجنبيا عنها؟

أما أنت فقد أخطأت بعدم نصحها والاستماع إليها وهي تتكلم عن هذه الأمور، ثم أخطأت بالدعاء عليها وإن كان مزحًا، فإن هذه الأمور لا يصلح فيها المزاح، وأيضًا دائمًا ستفسر هذا على أنه غيرة، وعلى أنك لا تريدين لها الخير، ولكن نبشرك بأن الله يعلم السر وأخفى، وأن الله يعلم مقاصد الإنسان، ولذلك لن تتضرري من دعائها، وندعوك إلى الاعتذار لها، وإفهامها الأمر، وإظهار المشاعر النبيلة تجاهها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

سعداء نحن بهذا الإحساس، بهذه المشاعر، بهذا الخوف من الدعاء، ولكن نؤكد لك أن الأمر إذا كان كما قلت فإن العظيم سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يُضاعفها ويؤتِ من لدنه أجرًا عظيمًا، والعظيم سبحانه وتعالى يعلم مقاصد الناس ونيَّاتهم، فاجتهدي في الاعتذار لها، وإظهار المشاعر النبيلة لها، وأرسلي لها أدعية إيجابية حتى تطمئن، وحتى تعوضي ذلك الذي حدث، في الشرخ الذي حدث في نفسها، فما المانع أن تدعي لها أنت أيضًا؟ ردي وقولي لها (سأدعو لك في السحر بالتوفيق وبالسداد وبالسعادة وبالنجاح) تكتفين بهذا، فإذا دعت لك بالشر فأنت ستدعين لها بالخير، في ذلت الأوقات التي يتنزل فيها العظيم فيقول (هل من داعٍ فأستجيب له؟)

وأحسنت في خوفك من الدعاء عليك، فإن الإنسان إذا ظلم إنسانًا حُق له أن يخاف من الدعاء عليه، وحُق له أن يرجو الدعاء له، ولذلك أرجو أن تظلي ورائها حتى تنالي رضاها، وحتى تفوزي بدعائها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به، ونتمنى أن يكون في الذي حصل درس لك، فالمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...