أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعجبت بزميل لي وحدثت بعض التجاوزات، فهل سيغفر الله لي؟
السلام عليكم..
أنا فتاة من أسرة محافظة، أحببت شابا في عملي، ولأول مرة أشعر بتلك المشاعر، وهو يبادلني نفس الشعور، وصرح لي بذلك، واستمر التعامل ما بيننا في إطار العمل، ولسوء الحظ تواجدنا في مكان بمفردنا، وحدثت بعض التجاوزات التي كرهناها، واتفقنا على أن نقلل من التعامل، ولكن تكرر ذلك، وتصادف أن تواجدنا بمفردنا، مع زيادة حدود التجاوز، ونعيد الكرة بأنه لا بد وأن نتجنب بعضنا الآخر، رغم أني كنت أمنعه، وكنت أضعف في النهاية، وأعلم بأنه ليس مبررا لخطئي.
واليوم اتفقنا بوضع أقصى الحدود، وتجنب بعضنا البعض، وبدأت دروس حفظ القرآن، وتجنب التواجد بمفردي معه، وهو سيفعل ذلك بالمقابل، لنساعد بعضنا.
ولكن المشكلة التي أشعر وأخاف منها: هل سيغفر لي ربي؟ وهل يعتبر هذا زنا؟ فهناك زنا العين وزنا اللسان، وكيف أطلب من الله المغفرة؟ وهل من واجبي إذا دخل حياتي شخص آخر بطريقة رسمية أكون صريحة معه؟ أم أتجنب فكرة الارتباط تماما -عقابا لي-؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونهنئك على هذا القرار الحاسم، ونؤكد أن ما حصل من خطأ لا يبيح، ولا يمنع وصول الصواب، وأن عليك أن تتوبي إلى الوهاب التواب، وأن تعودي إلى الصواب، ولا تقبلي بهذا الشاب ولا بغيره إلا إذا جاء داركم من الباب، وقابل أهلك الأحباب، واحرصي دائماً البعد عن الرجال، فإن الشريعة باعدت بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، حتى في دور العبادة، فجعلت أفضل صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، ومهما كانت الرغبة في الارتباط مستقبلاً فإن هذا الذي حدث لا يجوز، ويحتاج إلى توبة، وأنت مطالبة بالستر على نفسك بعد التوبة إلى الله -تبارك وتعالى-، ولست ملزمه بالاعتراف لأحد بهذا الذي حدث، والحمد لله أنه لم يتجاوز الحدود، مع أنه في دائرة الحرام الذي يحتاج منك ومنه إلى توبة.
وإذا أراد هذا الشاب أن يبدأ معك بداية موفقة؛ فعليه أن يبتعد عنك تماماً، وأن يعينك على الخير حتى لو اضطر أن يغير مكان عمله ويذهب إلى مكان آخر، فإذا تهيأ، فعليه أن يأتي ليطرق داركم ويطلب يدك بطريقة رسمية، وهذه أول الخطوات.
ودائماً نحن نريد لابنتنا الفاضلة ولبناتنا الفاضلات من أمثالك إذا شعرت أن الشاب يميل إليها؛ أن تطلب منه كأول خطوة أن يطلب يدها رسمياً من أهلها لأن هذه أول خطوة، ويؤسفني أن الشباب جعلوها آخر خطوة، فإذا طلب يدها، وجاء بأهله، وحصل القبول والاتفاق والوفاق، وهذا ما يسمى الخطبة، عند ذلك نقول الخطبة أيضاً ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكنها فرصة للتعارف بين القبيلتين، بين البيتين، فرصة للتآلف، فرصة لسؤال كل طرف عن الآخر.
بعد ذلك عليه أن يُعد نفسه، ثم يحول هذه الخطبة إلى عقد رسمي، ثم بعد ذلك يدخل بك، أي كما هي آداب وأحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى به-.
أما أن تتوسعوا في العلاقات في الخفاء، ثم تعلنوا هذا في آخر المطاف، فهذا أمر خطير، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.
ولذلك نحب أن نقول: أن أي علاقة عاطفية خارج الأطر الشرعية هي خصم على السعادة الزوجية الفعلية مستقبلاً، إلا إذا تُبنا إلى الله، إلا إذا صدقنا في توبتنا، إلا إذا سترنا على أنفسنا، ولا تعاقبي نفسك بترك الزواج، ولست مطالبة بالاعتراف بهذا الذي حدث لأي أحد، ولكنك محتاج إلى التوبة النصوح لله -تبارك وتعالى-، وعليك كذلك الإقبال على كتاب الله، والخاطب الذي سيأخذك سينظر في حياتك، في سيرتك، وفي حفظك لكتاب الله، وفي التزامك بالحجاب، ويسأل عنك، وبعد ذلك عليه أن يبني على هذه الأشياء التي شاهدها وسمعها عنك، وأنت كذلك، ولكنك لست مطالبة بهتك الستر وفضح نفسك، وليس هو مطالب أيضاً بالكلام عن ماضيه الذي تاب منه وأناب، ورجع إلى الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلى عن شخص يحبني ولكنني لا أحبه؟ | 1275 | الأحد 05-07-2020 03:22 صـ |
هل أرفض من تقدم لخطبتي رغم أنه على خلق ودين؟ | 1483 | الخميس 25-06-2020 03:03 صـ |
هل عدم زيارة والدتي لمخطوبتي يمثل مشكلة ما؟ | 743 | الثلاثاء 23-06-2020 09:16 مـ |
أفكر في فسخ الخطبة لكني أخشى من الندم بعد ذلك | 3180 | الخميس 04-06-2020 04:14 صـ |
تقدم لخطبتي شاب مدخن، فهل أقبل به؟ | 2344 | الخميس 07-05-2020 05:24 صـ |