أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من قلق نفسي وأعراض جسدية متعددة بدأت معي بعد مشاكل عائلية وزوجية.

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

معاناتي بدأت منذ عام، كنت أعاني من غصة في الحلق، وألم في الصدر باتجاه القلب، وكتمة وضيق بالتنفس، وألم بالمعدة، ودوخة مستمرة وصداع خفيف، وضغط بالأذن، وخفقان بالقلب، وخوف شديد.

وقد عملت جميع الفحوصات والتحاليل وكانت سليمة، ماعدا: جرثومة المعدة كانت نسبتها مرتفعة جداً (365)، والتهاب بسيط في الجيوب الأنفية، ونقص فيتامين (د) وكانت نسبته 13.

وقد تم علاجها، وبقيت الأعراض التالية، وهي تأتي دفعة واحدة: دوخة بسيطة، مع قلق وتوتر، خاصةً في العمل والأماكن المزدحمة وفي الطابور، عسر في المزاج، وضيق بسيط أحياناً، خمول وألم في الجسم، حرارة في فروة الرأس وفي العينين أحياناً، صعوبة في بلع الريق.

استخدمت الدوجماتيل (200) نصف حبة يومياً قبل النوم، وعند إحساسي بنوبة القلق أقوم بعمل تمارين الاسترخاء وأشعر بعدها بتحسن ولله الحمد، وقد حاولت استخدام السيبراليكس ولكن لم أستطع مقاومة الأعراض الجانبية لهذا العلاج، فتركته.

أتمنى -يا دكتور- معرفة ما أعاني منه بالتحديد؟ مع العلم بأن هذه الحالة بدأت معي بعد مشاكل عائلية، وطلاق زوجتي، بالإضافة إلى وفاة أخي، وكنت أعاني منذ صغري من الرهاب (خوف من إلقاء المحاضرات أو الإمامة في الصلاة).

وفقكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثير من الحالات النفسية ربما تظهر في شكل أعراض تجسيد - أي أعراض جسدية – وهذا نوع من تحول الأعراض؛ أي أنها تحولت من حال إلى حال، بمعنى أن الربط بين الجسد وبين النفس هو أمر أصيل ولا يمكن أن نفصلهما عن بعضهما.

هذا هو الذي حدث لك، حالة نفسوجسدية، قلق وتوترات ومخاوف تصحبها بعض الوساوس البسيطة أدت إلى تسارع في ضربات القلب، وكذلك انقباض في عضلات المريء والصدر، وهذا أشعرك بما تشعر به من أعراض جسدية.

لا شك أن الأحداث الحياتية التي مرت بك والضغوطات النفسية شكّلت عامل استمرارية للأعراض، وهي أيضًا من العوامل المرسبة المهيئة، والإنسان إذا كان له القابلية للقلق والمخاوف أو الاكتئاب حين تأتي الظروف الحياتية غير المواتية يظهر المرض بكلياته واضحًا ومجسمًا.

هذا هو الذي ينطبق عليك، وأرجو أن تقتنع بتفسيري هذا.

أخِي الفاضل: الحلول - إن شاء الله تعالى – ليست صعبة، المشاكل الحياتية التي مررت بها هي جزء من الحياة، حاول أن تتكيف وأن تتوائم وأن تجد البدائل، وأن تفصح عمَّا بداخلك، وفاة أخيك – عليه رحمة الله – هذه تقابل بالاستغفار والدعاء له بالرحمة.

بما أنه لديك القابلية للخوف أصلاً – وهذا يواجهك عند المواجهات الاجتماعية مثل: إلقاء المحاضرات أو الإمامة – هنا أقول لك: إن العلاج الدوائي علاج حتمي وضروري.

أنت تناولت الدوجماتيل، وهو دواء جيد جدًّا للأعراض النفسوجسدية، لكنه لا يقتلع المخاوف، ولا نعتبره من أحد محسنات المزاج.

أنت تناولت السبرالكس، دواء ممتاز لكن لم يناسبك، وهذا ليس مستغربًا؛ لأن هذه الأدوية تعمل من خلال الخارطة الجينية، والتكوين الجيني للإنسان يختلف من إنسان لآخر، لذا العلماء الآن يعملون وبصورة حثيثة ومضطردة لتحديد هذه الخارطة الجينية حتى يمكن تحديد الدواء الذي يناسب كل شخص، أتمنى أن نرى هذا في المستقبل.

أنا أرى أن عقار (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) سيكون مناسبًا لك، وهذا الدواء معروف بجودته وفعاليته وسلامته، وهو الدواء الذي يُوصف حتى في أمريكا بكثرة، وهو الآن تقريبًا الدواء الثاني من حيث كمياته الصحية واستعماله في أمريكا فيما يخص الأدوية النفسية.

وإن استطعت أخِي الكريم أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا سوف يجعلك أكثر طمأنينة.

جرعة السيرترالين من وجهة نظري يجب أن تصل إلى حبتين في اليوم، لكن البداية تكون نصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة كاملة لمدة شهر، ثم تكون الجرعة حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – وهذه يتم الاستمرار عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

التفكير الإيجابي دائمًا نحن ندعو إليه، تحقير فكرة الخوف مهمة جدًّا، والإكثار من التواصل الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ