أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : توفي صديقي وزميلتي بالجامعة وأصبت بعدها بحالة نفسية، فما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو التماس المعذرة لي على الأخطاء الإملائية.

أنا شاب عمرى 23 سنة، مدخن منذ قرابة الـ 5 أشهر، أصبت بنزلة برد حادة ولم أتلقَ أي علاجات، غير أنني أكلت الكثير من الثوم والبصل، وكنت أشرب ينسونا، ولم أتناول أي علاجات دوائية، وانقطعت عن التدخين مرة واحدة. وفي تلك الفترة كنت أبحث على مواقع الانترنت عن أضرار التدخين، وما يسببه دخان السجائر، وفي تلك الفترة التي أصبت فيها بنزلة البرد كنت أمارس رياضة الجري التي لم أمارسها منذ فترة بعيدة، ثم بعد فترة من البحث والتعمق في قراءة أضرار التدخين، أحد أصدقائي توفي بسبب حادث، وبعدها بفترة توفيت زميلتي في الجامعة بسبب مرض خبيث في الثدي، -عافانا الله وإياكم والمسلمين جميعا-.

وفي كل هذه الظروف كان كل ما يطرأ في بالي أني مصاب بمرض خبيث -والعياذ بالله-، في الرئة بسبب الألم والكحة، وبسبب ما قرأته على صفحات الانترنت.

خلاصة القول: أني ذهبت لإجراء التحاليل الطبية، وكانت النتائج كالآتي:

- صورة الدم الكاملة سليمة، ونسبة الهيموجلوبين 13.5 -والحمد لله-.
- تحليل وظائف الكبد والكلى سليمة، والحمد لله.
- تحليل الفيروسات سليمة أيضا، والحمد لله.

وذهبت إلى دكتور أمراض الصدر والجهاز التنفسي بعد انقطاعي عن التدخين لمدة شهرين -وبدون تناول أي عقاقير أو أدوية-، فشخص لي الحالة أنها حساسية على الصدر، وأعطاني دواء هو ستاكورتين 5، ومضادا حيويا أقراصا (لم أتذكر اسمه) ودواء فاركوسيلفين.

المهم أنني لم أقتنع بعلاج دكتور الصدر، وتناولت العلاج وأنا على يقين أنه يخفي عني سرا كبيرا، وأخذت فترة أسبوع من الألم والذهاب من طبيب إلى طبيب، وأصبح يطرأ في رأسي أنني سأموت، ولم أعد أستطيع النوم أكثر من ساعة واحدة في اليوم، وتملكني البكاء ليلا ونهارا، إلى أن ذهبت إليه في إعادة الكشف، وبعدها بأسبوع قال لي أني سليم، وليس بك شيء، غير أنني في تلك الفترة حتى الآن تلازمني تنهيدة دائمة، وأرسلني إلى طبيب الأمراض النفسية فشخص لي الحالة بعد إجراء الكشف، ووصف لي دواء سيروكسات 25 ومنوما آخر.

المهم: بعد تناولي السيروكسات والمنوم؛ تملكتني الأحلام المزعجة أكثر من فترة ما قبل الذهاب إليه، فانقطعت عن تناول الأدوية النفسية، وبسبب الضيق النفسي رجعت إلى التدخين؛ لعل تلك التنهيدة التي لازمتني أن تفارقني، وإلى الآن لم تفارقني تلك التنهيدة! وأشعر دائما بالضيق ونبضات قلبي، وأشعر أيضا باحتقان دائم في الحلق، والتفكير في الموت ما زال موجودا، ولكن بنسبة أقل قليلا.

سامحوني على الإطالة عليكم، ولكني فعلا أشعر بالتعب جدا.. عافانا الله وإياكم والمسلمين جميعا -بإذن الله-.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعد تصفحي لرسالتك، أقول لك: أنك أصبت بقلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، والخوف من الأمراض - خاصة الأمراض الخبيثة - هي إحدى العلل النفسية الكبيرة التي يهدر الإنسان من خلالها وقته متنقلاً بين الأطباء، ويجري فحوصات متعددة لا داعي لها، وفوق ذلك تجده دائمًا تحت وطأة الهم والغم.

أيها الفاضل الكريم، الذي أريده منك هو الآتي:

أولاً: أن تبني قناعات كاملة بأنك لست مريضًا (هذه مهمة)، وأن الأعراض التي تأتيك هي ناتجة من قلق الخوف.

ثانيًا: لا تتنقل بين الأطباء، هذا يساعدك كثيرًا، والطريقة المثلى هي أن تراجع طبيب الأسرة أو أي طبيب باطني ممتاز تثق فيه، وهذه المراجعة تكون مرة كل ستة أشهر من أجل إجراء الفحوصات الروتينية.

ثالثًا: اسعَ لأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب الالتزام بأمور الدين، ممارسة الرياضة، النوم المبكر، تنظيم الوقت بصورة صحيحة، التوازن الغذائي، القراءة والاطلاع والترفيه عن النفس بما هو متاح ومباح وحلال، والحرص على التواصل الاجتماعي... هذه هي الآليات الرئيسية ليعيش الإنسان حياة طيبة نافعة، وفي ذات الوقت يُخطط لمستقبله أكاديميًا كان أو في سوق العمل، هذا هو الذي أنصحك به.

والنقطة الأخيرة: هي أنك في حاجة لتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف - وليس كلها - الزيروكسات من الأدوية الممتازة، لكن تجربتك معه كانت سلبية بعض الشيء، فإذن يستحسن أن تستبدله بعقار (زولفت) والذي يعرف تجاريًا أيضًا (لسترال) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين)، الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تتناولها ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: مراجعتك للطبيب النفسي أيضًا ستكون جيدة من أجل المتابعة، ولا شك أن توقفك عن التدخين هو إنجاز عظيم، أسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الخوف والوسواس دمرا حياتي، فكيف أتخلص منهما؟ 2241 الاثنين 20-07-2020 05:47 صـ
أعاني من تسارع نبضات القلب ودوخة شديدة وانقطاع النفس! 2508 الاثنين 20-07-2020 04:09 صـ
أخاف من الإصابة بالأمراض وهذا الأمر أتعبني فهل من نصيحة؟ 2187 الاثنين 20-07-2020 03:27 صـ
أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية تحت الفك من جهة واحدة 1096 الأحد 19-07-2020 01:25 صـ
أعاني من الخوف من كل شيء، فما الحل؟ 2772 الأربعاء 15-07-2020 01:50 صـ