أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا زلت أعاني من آثار ضعف تركيز بعد صدمة عاطفية منذ 3 سنوات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

لقد تعرضت لصدمة عاطفية منذ 3 سنوات، وبعدها شعرت أني فقدت التركيز، لا أستطيع التركيز بتلاوة القرآن أو محادثة الآخرين، وأشعر أن بداخلي صوت تشويش مستمر لا يكاد يفارقني.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصدمات العاطفية الشديدة من حيث التغيرات النفسية والسلوكية، هي مثل أن يفقد الإنسان شخصاً عزيزاً عليه، ويمر الإنسان في هذه الحالة بمراحل، مرحلة الصدمة الأولى، ثم مرحلة عدم التصديق، أي كأن الحدث لم يحدث، ثم مرحلة الكدر والحزن والشعور بالمأساة الحقيقة، وهذا قد يستمر لفترة ثلاثة إلى أربعة شهور وفي بعض الناس ربما أكثر، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التعايش مع الذات، وهو أن يسعى الإنسان إلى أن يتواءم ويتكيف مع وضعه بالرغم مما حدث له من صدمات.

الذي يظهر لي أن هذه المراحل كانت طويلة في حالتك –أي أنها امتدت لفترة أطول مما هو متصور-، لذا ظل معك فقدان التركيز، وهو دليل على القلق والتوتر، وفي ذات الوقت أصبحت مقدراتك الاجتماعية أقل مما كانت عليه، وظهر ذلك جلياً في أنك حين تقدمين على محادثة الآخرين لا تحسين بالكفاءات الذاتية، كما أن شعورك بشيء من الصوت الذي يشوش داخلك، هذا كله دليل القلق.

العلاج -أيتها الفاضلة الكريمة-، يجب أن تتفكري وتتدبري بصورة أكثر إيجابية ومنطقية، هذه الصدمة قد انتهت، وأين كانت هذه الصدمة؟ وأين كان الفقد؟ يجب أن تتعاملي معها من هذا المنطلق، وكما قال تعالى: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ، وأن تنظري إلى نفسك أنك أنت قد اكتسبت من هذا الذي حصل، لا تنظري إليها كلها بصورة سوداوية، وتجنبي الأخطاء التي حدثت فيما مضى، والصدمات العاطفية يكون فيها ضحية، ويكون فيها معتد، أو قد يكون الخطأ مشتركا بين الاثنين، هذا غالباً الذي يحدث، فانظري للأمور بشيء من المنطق، وخُذي الجوانب الجادة في الحياة، وكوني إنسانة مستبصرة، أنت في عمر فيه بواعث النضوج كثيرة جداً، فيجب أن تستفيدي من ذلك.

وفي ذات الوقت أرى أنه لا مانع من أن تتناولي أحد محسنات المزاج البسيطة مثل عقار سيرترالين Sertraline، والذي يسمى لسترال Lustral، خذي جرعة بسيطة وهي 25 مليجرام، أي نصف حبة، تناوليه ليلاً لمدة 10 أيام، ثم حبة واحدة لمدة شهر تتناولينها ليلاً، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هنالك بعض التدابير التي يجب اتخاذها ليتحسن التركيز لديك:
أولاً: النوم مبكراً.
ثانياً: ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.
ثالثاً: استفيدي من فترة الصباح الباكرة لأداء أعمالك، وقراءة القرآن هذا وقت جيد جداً فيكون تركيز الإنسان فيه بصورة ممتازة وجيدة، وعليك أيضاً أن تتجنبي النوم في أثناء النهار، وأن تجعلي مزاجك متوازنا، هذا كله سيفيدك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ