أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بضياع الوقت وقلة بركته بسبب النت، فكيف أنظمه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من ضياع الوقت على النت، وخصوصا المواقع الإخبارية لمتابعة ما هو جديد، وخصوصا الأوضاع في بلدي مصر، وهذا يؤثر على مذاكرتي؛ حيث أني أدرس شهادة: cma ويؤثر أيضا على حفظي ومراجعتي للقرآن؛ حيث أني أحفظ 20 جزءا، ومشترك في حلقة تحفيظ، أيضا الإنترنت يستهلك جزءا من وقتي في العمل، حاولت تخصيص وقت معين ولكني لم ألتزم به.

مع العلم أني كل شهر تقريبا أقع في مطالعة الصور الخليعة ثم أندم، وتطول الفترة أو تقصر -يمكن شهرا أو أسابيع- ثم أقع مرة أخرى.

أشعر بفقد البركة في وقتي وعدم تقسيمه بشكل جيد؛ يعني عندما أنشغل بالقرآن قد أترك مذاكرتي cma، أو ممارستي للرياضة أو العكس.

أيضا أنا أنام عن صلاة الفجر إلا قليلا، كيف أنظم وقتي بين عملي وعائلتي عندما تكون معي، وحفظي ومراجعتي للقرآن، وممارستي للرياضة ومذاكرتي؟

وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة، ونسأل الله أن يسهل على أهلنا في مصر وفي كل مكان، وأن يُبرم لهم أمر رُشدٍ يُعزُّ فيه أهل طاعته ويُذلُّ فيه أهل معصيته، وأن يولِّي عليهم الأخيار، وأن يُجنَّبهم ولاية الأشرار.

نشكر لك فكرة السؤال، ونؤكد لك أن تنظيم الوقت فيه مخرج، وفيه رفع للحرج عن الإنسان، وأرجو أن تعلم أن متابعة الأخبار مطلوبة، لكن ليس على سبيل أو حساب العبادات، وليس على سبيل الواجبات الأخرى، التي لا بد للإنسان أن يحرص عليها، والمسلم لا بد أن ينجح في ترتيب أولوياته، فلا يصغر ما حقه التعظيم، ولا يعظم ما حقه التصغير، ولا يقدم ما حقه التأخير، أو يؤخر ما حقه التقديم، إنما يضع كل شيء في موضعه.

ونحب أن نؤكد لك أن المواظبة على الصلوات الخمس هي أول المفاتيح لتنظيم الوقت، وحبذا لو جعلت أوقاتك دائمًا تنتظم عليها، والجدول يتأسس على الصلوات الخمس، مع ضرورة أن تُعطي النفس حظها من الراحة، وحقها من الطعام، وحقها من الترويح أيضًا، ولكن ليكن هذا الترويح بمقدار ما يُعطى الطعام من الملح، فالإنسان لا بد أن يوازن بين هذه الأمور.

ونحب أن نؤكد لك أن مما يُعين على الالتزام بجدول المذاكرة والانتظام فيه: البعد عن المعاصي؛ لأن للمعاصي شؤمها، وهي سبب لكثير من الشرور، ومنها ضياع البركة من الوقت، وذهاب الراحة والطمأنينة من النفس؛ لأن للسيئة ظلمة في الوجه، وضيق في الرزق، وانقباض في الصدر، وبُغضة في قلوب الخلق، قال تعالى: {فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنةٌ أو يُصيبهم عذابٌ أليم}، وبالعكس: {واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم}.

وتب إلى الله، وواظب على الصلاة، واعمل لنفسك جدولا معقولا معتدلا؛ لأن الإنسان لا ينبغي أن يكلف نفسه فوق طاقتها؛ لأن هذا سبب من أسباب الانقطاع، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإن المُنبتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى) ومعلوم لديك أن المتسابق الناجح ليس الذي يبدأ العَدوَ بسرعة عالية، ولكن هو الذي يبدأ السباق بسرعة معتدلة وقد يزيد سرعته في آخره، لكن هذا الاعتدال مطلوب، ولذلك جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اكلفوا من العمل ما تُطيقون) فالإنسان عندما يضع لنفسه جدولاً ينبغي أن يراعي قدرات النفس، وينبغي كذلك بعد الإنجاز أن يُشجع نفسه وإن كانت نسبة الإنجاز قليلة؛ لأن التشجيع مطلب، وبه يتقدم الإنسان، ثم يشكر الله على توفيقه، وبشكره ينال المزيد.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أراجع ما حفظته من القرآن الكريم؟ أفيدوني بنصحكم. 448 الخميس 16-07-2020 05:41 صـ
أريد أن أجد فرصة لأصبح بحال أحسن في دراستي 722 الثلاثاء 07-07-2020 04:45 صـ
أخشى أن يضيع حلمي في أن أصبح طبيبة بسبب ضعف همتي.. ما نصيحتكم؟ 1523 الاثنين 22-06-2020 10:07 مـ
كيف أستطيع إدارة وقتي والنجاح في دراستي؟ 1023 الثلاثاء 16-06-2020 02:27 صـ
أهملت الدراسة وكرهتها ومع ذلك أريد أن أدخل كلية الطب! 1320 الثلاثاء 12-05-2020 02:19 صـ