أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما رأيكم في خطيبي؟ وهل ترون أن أصرف النظر عنه؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله عنا خير الجزاء.

بعد تحديد موعد الملكة، لاحظت على خطيبي خوفا شديدا من الإقدام (خوف وليس رفض، فهو يفضل التأخير)، فقمت بتأجيلها، وإعطائه فرصه لتحديد رغباته، ولكن بعدها اكتشفت بأنه يعاني من مشكلتين، إحداهما في البروستاتا، ويقول بأنه يأخذ علاجا دائما لها، ويقول الطبيب أن إمكانية علاجها بعد الزواج كبيرة، ولم يفصح عن المشكلة خجلا.

المشكلة الأخرى نفسية، حيث يعاني من اكتئاب شديد، حتى أن مكالماتنا تحولت من شبه يومية إلى أن أصبحت أسبوعية.

وهناك مشكلة أخرى نفسية لم يفصح عنها طلبا من الطبيب المعالج ذلك، أشعر أنا بتحسنه بشكل قليل، ويقول أن مرحلة الاكتئاب بدأت منذ ست سنوات، كان وقتها خسر خسارة كبيرة في المال، وانتابته حالة من التفكير الشديد، حتى أنه يفكر في مستقبل أبنائه والأشياء المادية كيف تصنع ووقتها، فقل نومه إلى ساعتين يوميا.

لقد خطبني قبل سنتين، وأنتظر موافقة وتأجيل أهلي حتى تتزوج أختي التي تكبرني، بدأت الخطبة الرسمية منذ 8 أشهر، كان في قمة الفرح والتعلق بي والإصرار على الزواج السريع، ولكنه بعدها ب 3 أشهر خف هذا الشعور، ويريد الزواج، ولكن يريد التأخير.

هو خائف من معرفتي بمشاكله، يحبني، وأنا خائفة من الإقدام كوني فتاة ويصعب علي الطلاق بعد ذلك، مشكلته الأساسية من وجهة نظري هي أنه لا توجد لديه وظيفة محددة، كونه من عائلة غنية يريد أن تكون له وظيفة أو مشروعه الخاص، ولكن لا يجد تأييدا من قبل أهله، فأهله نوعا ما يستخدمون أسلوب التسلط عليه، وهو مطيع للغاية، وملتزم دينيا، يقيم الصلاة ويقرأ القران، ولطيف في المعاملة.

أنا جامعية، وموظفة، وهو حاصل على شهادة الثانوية، وليس لدي مشكلة من ذلك، ولكني خائفة عليه من أن بالنقص ولا أريد ذلك.

كما أن خوفي يتمركز بسبب أن أختي الكبرى مطلقة من شخص يعاني من الاكتئاب، ومشكلة في البروستاتا، ويأخذ علاجات نفسية، ولكن لا أعرف مشاكله بالتفصيل.

أرشدوني، فعقلي يحدثني بضرورة تركه وعدم المغامرة، وأنا لا أستطيع ذلك، فأنا أعاني من تقلبات في المزاج شديدة، حتى أصبح الكل يلاحظ علي ذلك.

كما أن هناك أمورا تتعلق بخطيبي:
فأباه يعاني من مشكلة ثنائي القطب الشديد، وعانى من التفرقة والضرب منذ الصغر.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أن الطبيب النفسي سيجيب على الجزء الهام جدًّا الذي يليه، ونحن من جانبنا نريد منك أن تقومي بتشجيع هذا الشاب، لأن تشجيعك له ووقوفك معه جزء أساسي في بلوغ العافية، وفي إكمال مراسيم الزواج.

إذا كان الشاب بهذه المؤهلات، صاحب خلق، وصاحب دين، ومن أسرة غنية، ومطيع لوالديه، إلى غير ذلك من المعاني الجميلة، فإن هذه دلائل وبشارات على أن النجاح سيكون حليف هذه الأسرة.

ونحب أن نؤكد أن تفهم المرأة لحال زوجها، ووقوفها إلى جواره له أثرًا كبيرًا في بلوغ العافية، مهما كان المرض، ويتأكد هذا الوقوف وهذه المساندة عندما تكون الأمراض أمراض نفسية، لأنها بحاجة فعلاً إلى مؤازرة ومناصرة، ووقوف مع من يعاني منها.

وأعجبنا وأسعدنا أنك حريصة على إكمال المشوار، فلست حريصة على تركه، ونحن أيضًا لا ننصح ترك مثل هذه الفرص، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى منه أيضًا أن يكون عنده شيء من الوضوح إذا كان ذلك ممكنًا، خاصة إذا كانت هناك عيوب تؤثر على العلاقة الخاصة، وتؤثر على القيام بوظائفه كرجل، أما غير ذلك من الأشياء فليس من الضروري الوقوف عندها طويلاً، لأنه لا يوجد إنسان يسلم من العيوب الظاهرة والباطنة، فكلنا ذلك الناقص، ولكن هناك عيوب تحتمل، لأنها لا تؤثر على صميم العلاقة وصميم الأهداف التي من أجلها تُبنى البيوت، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
_______________________________________________________
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
_______________________________________________________

رسالتك هذه من الرسائل التي نعطيها تقديرا خاصا، وإن كنا نقدر جميع الرسائل، ولكن حين يكون السؤال عن خطيب أو عن زوج وهو غائب ولم يتواصل معنا، نكون حريصين ألا نهضم حقوقه أو نتدخل في خصوصياته، ولكن في ذات الوقت نريد أن نعطي النصيحة لمن يسأل ويستفسر، هو سؤال قطعًا صعب، وإن شاء الله تعالى أكون موفقًا فيما أقوله لك.

هذا الشاب لديه مشكلة في البروستات، وهذه لا أعتقد أنها سوف تكون مشكلة أساسية، فلا تشغلي نفسك بها.

المشكلة الثانية هي مشكلة النفسية: ملاحظاتك نحو تصرفاته وسلوكياته وطريقة تعامله معك قطعًا تعطي صورة أقوى وأدق لوضعه النفسي.

بعض الشباب وأهليهم وكذلك الفتيات وأهلهنَّ لا يريدون أن يفصحوا إفصاحًا كاملاً عن طبيعة المرض الذي يعاني منه الشخص، وذلك خوفًا من أن يقلل ذلك من فرص قبول الزواج من جانب الطرف الآخر، وهذا أمر منطقي.

الذي أراه دائمًا في هذه الحالات هو أن يُسأل الشخص سؤالاً مباشرًا وواضحًا بأن يُعرف مرضه وطبيعته وتشخيصه، ومن ثم يقوم الخطيب والخطيبة وأحد أفراد أسرتيهما بمقابلة الطبيب المختص، وذلك بمعرفة الشخص المريض -خطيبًا كان أو خطيبة- بأن يقابلوا المختص، ويمتلكوا منه الحقائق تامة، وقطعًا الطبيب المختص في حالة هذا الشاب سيكون أمينًا ومهنيًا ومُنصفًا ويريد الخير للطرفين، وسوف تمتلكين الحقائق كاملة من خلال هذه الوسيلة.

أعرف أنه ربما لا يقبل هذا المنهج، أو ربما يعتبره نوعًا من التدخل في خصوصياته، وهناك أعذار كثيرة يعطيها من هم في وضع خطيبك -عافاه الله-.

البديل: أن تسأليه أنت ما هو تشخيصك؟ كيف أستطيع أن أساعدك؟ ومن ثم إذا كان يعاني من أحد الأمراض الرئيسية، مثل: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو مرض الفصام، فهنا من حقك أن ترفضي هذا الزواج من وجهة نظري.

لا أريد أبدًا أن أقول لك كلامًا جارحًا لمشاعرك، ولكن إذا كان المرض أحد الأمراض الأساسية، وأنت ليس لديك القدرة على التضحية، هنا أعتقد أن قرارك سليم، والابتعاد أفضل، أما إذا كان المرض هو أحد أمراض الاكتئاب، أو الوساوس، أو الأمراض النفسية الأخرى، فلا أعتقد أن هنالك مشكلة، بشرط أن تلمّي بالحقائق التامة لتساعديه في موضوع العلاج.

في موضوع أن البناء النفسي لشخصيته لم يكتمل بعد، وأنه اعتمادي، وأنه طيب ولم يُعطى صلاحيات من جانب أسرته:
هذا أعتقد يمكن تجاوزه إذا كتب الله لكم الزواج، قطعًا سيكون لديكما حياتكما الخاصة بكما بعيدين نسبيًا عن الأهل، وحتى البعد إن لم يكن بُعدًا جغرافيًا سيكون بُعدًا وجدانيًا، وهنا تستطيعين أن تتشاوري معه، وأن تنصحيه، وقطعًا لابد له من عمل ودخل يلتزم من خلاله بتوفير متطلبات حياتكما، وهنا يستطيع أن يبني شخصيته ومهاراته وتكون له كينونته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...