أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعتبر نفسي إنسانا فاشلا ووالداي غاضبان علي، مني فهل من علاج وتوبة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوعي باختصار وبكل صدق، أصارحكم عن نفسي وليس عن أحد غيري فأرجو سعة صدركم، وأعتذر أولا عن بعض الألفاظ الخارجة عن السياق وإن ذكرتها؛ فإنما أذكرها لأن هذا هو ما أشعر أنه مستواي.

أنا أعتبر نفسي إنسانا حقيرا ومنافقا وفاشلا، لا أفكر إلا بنفسي ومصلحتي فقط، ولو كانت على حساب ومستقبل الآخرين.

الكذب هو مهنتي وسبيلي، مستعد أن أخسر وبدون حساب أو التفكير بالعواقب مقابل أن يتحدث عني الناس ويشيروا إلي بالبنان؛ حيث أني أحب الظهور بشكل غير طبيعي.

مع العلم أني خجول جدا، وأعيش أحلام اليقظة، وأصبحت تسيطر على حياتي صباحا ومساء، ودمر عملي وخسرت كل تجارتي بسبب الأسباب السابقة، وأنا الآن موظف ومشرد من البلاد، وأعيش في الغربة، والداي غاضبان مني وإن لم يظهرا ذلك، فهل من سبيل لتوبتي وعلاجي، أم أن باب التوبة والرحمة مغلق لأمثالي.

مع العلم؛ أني أصوم وأصلي وأتصدق وأزكي وأضحي، وأقوم بكثير من النوافل.

أخيرا: أرجو أخذ الموضوع بعين الاعتبار، والرد عليه إن استطعتم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ basheer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى صدقك وصراحتك معنا عما في نفسك من مشاعر وأحاسيس.

بلّ أنت الصادق بعون الله، فكم من الناس من عنده مثل ما عندك إلا أنه غير قادر حتى على الصدق، حتى مع نفسه فإذا هو يعيش في دائرة كبيرة من الكذب حتى على نفسه!

سبحان الله، ومن قال: إن باب التوبة غير مفتوح لك ولي ولكل الناس؟! الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وذلك حتى تطلع الشمس من مغربها، فلا تيأس ولا تقنط فاليأس من رحمة الله كفر، والقنوط استحواذ من الشيطان عليك، وانظر: (16287 - 54902 - 254887).

أنا أعتقد أنك قد بدأت بالخطوات السليمة في تغيير حياتك للشكل الذي تريد أن تعيش عليه، وقد بدأت هذا عندما قررت أن تكتب إلينا بما كتبت، وحتى قبل أن يصلنا سؤالك، فالصراحة مع النفس من أولى خطوات التصحيح عموما في حياة الناس، والله تعالى يقول في هذا المعنى: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) وها قد بدأت أنت التغيير بما في نفسك، من خلال ما كتبت في سؤالك.

طبعا لا نستطيع أن نستعرض معك كيف يمكنك أن تعيش، إلا أن احتمالات طبيعة الحياة ونمطها مفتوح أمامك على مصراعيه، ولك أن تختار نمط الحياة التي تريد، مستعينا بذلك بضميرك الحيّ، وتعاليم ديننا الحنيف، والسليم من العرف الاجتماعي، فليس بالضرورة أن كل ما تعارف عليه الناس مقبول للجميع، ولكن اختر الصالح منها.

ولا بأس أن يرافقك في هذا السبيل بعض الأصدقاء والأصحاب الصالحين، فالصاحب ساحب كما يقال.

وأما رضا الوالدين، فلا أظنك تحتاجني أن أذكرك به، فصلاتك وعباداتك سترشدك للسبيل الصحيح في أسلوب التعامل معهما، أعانك الله، ويسّر لك الخير والفلاح.

ونرجو منك مراسلتنا مرة أخرى بذكر أسباب غضب والديك عليك، وبالتفصيل حول أسباب كل ما تعاني منه، لنجيبك بصورة أشمل.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما تشخيص حالة التفكير المستمر بالمرض؟ 823 الاثنين 10-08-2020 03:57 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3901 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أفضل الجلوس في الظلام وحيدا بدون أي سبب. 1679 الخميس 23-07-2020 05:51 صـ
أعاني من ضيق في التنفس، وضغط في الأنف والصدر. 1689 الأحد 19-07-2020 09:12 مـ
كيف أتوقف عن استحضار المواقف السلبية الماضية؟ 1698 الأحد 12-07-2020 03:14 صـ