أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل من الواجب أن أغير أسناني لطلب أمي؟ أم أنها حرية شخصية؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أبلغ 19 سنة، أمقت الصوت العالي بشكل لا يوصف، مشكلتي أني مع والدتي لا نجيد التحاور، عندما أحاول أن أناقشها لا نصل بالعادة إلى اتفاق، أكرمها الله أحاول برها، طلبت مني أن أعدل أسناني مع أني وضعت سابقاً تقويم أسنان لطلبها، وهي مرتبة عند النظر إليها لكن تريد الأفضل، لعمل ذلك يتوجب علي لأني أسكن في سكن في دولة أخرى أن أذهب كل شهر للمستشفى، وفي كل مرة علي إيقاف سيارة أجرة، والمنطقتين مزدحمتين -سكني والعيادة التي طلبتها- وأحتاج لوقت لكي أجد سيارة، إضافة إلى أني لا أحب أن أركب وحدي في سيارة الأجرة فالطريق ليس بالقصير، وأيضاً أداوم ستة أيام فيصعب علي ذلك، أجد ضيقا في الوقت، وأحاول تثبيت كتاب الله لأني نسيت منه ولا أجد له الوقت الكافي.

الآن لا أعلم، هل من الواجب أن أغير أسناني وهي تعجبني؟ أم أنها حرية شخصية ؟ وأيضاً هل يجب استشارة الطبيب؟ وما هي الطرق لإظهار الحب لها غير أن أقبلها؟

أكرمكم الله، ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك التواصل مع الموقع، ونعبر لك عن سعادتنا عن الرغبة في بر الوالدة، وأرجو عند الحوار أن تُماشيها، وأن تسترضيها، وأن تُخطبي برضاها، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك برها، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونحب أن نؤكد أن أمر الوالدة بالمندوب يصيِّر واجبًا، وأن أمرها بالأمر يزيده وجوبًا ورفعة، لأن طاعتها مطلوبة إذا طلبت أمرًا ليس فيه معصية لله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد لك أن مسألة تقويم الأسنان من المسائل التي ربما تهتم بها الأمهات لأنك عندها غالية، والعبرة ليس بوجهة نظرك، لكن ماذا يرى الناس؟ وماذا ترى الخالات والعمات والجارات والصديقات في أسنانك؟

إذا كان الجميع يرى أنها طبيعية ولا تحتاج إلى تدخل طبي، وليس هناك عيبًا ظاهريًا فعند ذلك ينبغي أن تجتهدي في إرضاء الوالدة وتطييب خاطرها وقولي: (-وإن شاء الله تعالى- الأمور طيبة، وأنا يا والدتي طبعًا أخطط لذلك، ولكن لأن عندي كذا، وأسأل الله أن يهيئ لي الفرصة المناسبة، وأنا أشكر لك الاهتمام بي) يعني من هذا الكلام الجميل الذي ينبغي أن تسمعه الوالدة.

أما إذا كان هناك خلل، فهذا الخلل ينبغي أن تستجيبي فيه لأمر الوالدة، وتحاولي أن تتداركي السبل الشرعية، كأن تأخذي الوالدة معك أو تأخذي من يكون معك بدلاً من أن تركبي وحدك مع سائق الأجرة – كما أشرت –، وهذا دليل على حرصك ودليل على عفتك، ودليل النفس الشرعي والروح الشرعية التي تظلل حياتك، فنسأل الله لك التوفيق والسداد.

ونحب أن نؤكد أن بر الوالدة وأن إعلان الحب لها مطلوب، بالكلمات، بالقبلات، بالمساج أو التدليك لأرجلها وظهرها والأماكن التي تؤلمها، بالحرص على تقديم الجيد من الطعام لها، بخفض الصوت عندها، ومسايرتها عند الكلام – كما قلنا – مهما تكلمت إلا إذا كان هناك معصية لله أو مخالفة نحن نتدخل، لأن طاعة الله أغلى وطاعة الله أعلى، ومع ذلك فإنه لو حصل منكرًا من الوالد أو الوالدة فإن أسلوب التغيير ينبغي أن يكون بمنتهى الروعة والحكمة والشفقة، وقدوتنا وقدوتكم في هذا هو خليل الرحمن في لطفه: {يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ} في أربع آيات من سورة مريم، يردد هذه العبارة الجميلة، وهكذا ينبغي أن نكون عند تعاملنا مع الآباء والأمهات الذين هم أبواب إلى جنة رب الأرض والسموات.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...