أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أستطيع القراءة والشرح أمام الطلاب أو المعلمين؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

د. محمد عبد العليم، أنا طالب جامعي، وكجزء من دراستي يطلب مني أحيانا أن أعد مشروعا أو تقريرا، وأقدمه وأشرحه أمام الطلاب ومن يحظر من المعلمين، وهنا مشكلتي حيث أنني أصاب بتوتر شديد من التحدث أمام الجمهور، ويصاحب هذا التوتر بعض العلامات كتغير بنبرة الصوت، رجفان باليد، تعرق.

علما يا دكتورنا الفاضل أنني إنسان واثق بالله ثم بنفسي، وأظنني واضح القول قوي الحجة عندما لا أصاب بهذا التوتر، مثل عندما أجري محادثة مع الطلاب أو مع محادثة خاصة مع أحد المعلمين.

مشكلتي هذه تؤثر علي سلباً في عطائي الدراسي، ونظرتي لنفسي، الأسبوع القادم سوف أقدم بحث التخرج، وأنا قلق جداً من لحظة التوتر.

جزاكم الله خير الجزاء، أفيدوني بحل أتجاوز به هذه المشكلة للأبد.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا مطمئن تمامًا - إن شاء الله تعالى – لمستواك ومقدراتك، فمن الواضح أنك تملك الشخصية وتملك الكريزم وتملك المهارات، وقد أعجبني جدًّا أن سقف طموحاتك عالٍ جدًّا، فأسأل الله تعالى أن يوفقك ويسددك.

خذ الأمور بسهولة ويسر أكثر، لا تضغط على نفسك كثيرًا، تعامل مع نفسك بكل عفوية، وسوف تجد أن الأمور أفضل مما تتصور.

الرهبة التي تأتيك: هذا نسميه بقلق الأداء، وهو نوع من الرهاب الاجتماعي الظرفي البسيط.

مجرد تصحيح مفاهيمك سوف يفيدك، وتصحيح مفاهيمك أقصد به أن مشاعرك فيها شيء من المبالغة الـ (تغيير نبرة الصوت، رجفان اليد، التعرق) هذا إن وجد فهي تغيرات فسيولوجية بسيطة، وليست بالشدة أو بالحدة التي تتصورها، كما أنها غير معروضة على الآخرين، لا أحد يطلع عليها، هي مشاعر خاصة بك، فأرجو أن تغيّر مفاهيمك على هذا النسق، وهذا يفيدك كثيرًا.

الأمر الثاني: من المستحسن أن تقوم بما نسميه بالتعرض في الخيال، أو التعريض في الخيال، درب نفسك وأنت بالمنزل على المواجهة في الخيال، تصور أنك أمام جمع كبير جدًّا من الطلاب والمعلمين وغيرهم، وأنك سوف تقدم هذا العرض، قم فعلاً بتقديم العرض شفاهة أمام من تتصورهم من الحضور.

هذا التمرين إذا أخذت بجدية يعطيك نوعًا من التطبع السلوكي الذي يؤدي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، أي أن الخوف سوف يذهب لأنك قطعت خيطه وسبيله.

طبق أيضًا تمارين الاسترخاء، الشهيق والزفير، بتدرج وتأنٍ وعمقٍ مع التفكير الإيجابي، فيها فائدة كبيرة جدًّا لك.

أنا لا أمانع أن تتناول عقارا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول) دواء بسيط جدًّا، تناوله يوميًا بجرعة عشرة مليجرام، وقبل ذهابك لتقديم العرض بساعتين تناول عشرين مليجرامًا، هذا الدواء خافض جدًّا وكابح للتغيرات الفسيولوجية التي تعتبر معلة لصاحب الرهاب، والتغيرات الفسيولوجية هذه تظهر في شكل تسارع في ضربات القلب وانقباضات عضلية وربما رعشة بسيطة كما ذكرت وتفضلت، وأنا أؤكد لك أنها مشاعر خاصة بك، داخلية جدًّا، ولا أحد يطلع عليها - إن شاء الله تعالى - .

بصفة عامة ولتثبيت التحسن والتعافي: عليك أن تكون لك أنماطًا من النشاط الاجتماعي الجمعي أو الجماعي، هذا يفيدك كثيرًا.

الصلاة في جماعة في المسجد هي من أفضل العلاجات الجمعية السلوكية، وممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء، ومشاركة الناس في مناسباتهم, والانخراط في أي نشاط اجتماعي أو ثقافي، وزيارة الأرحام وبر الوالدين، وأخذ المبادرات ولعب دور إيجابي في شؤون الأسرة، هذا كله - إن شاء الله تعالى – يقوي من عزيمتك وشكيمتك ويعطيك المهارة الاجتماعية التي تعطيك - إن شاء الله تعالى – شعورًا بالرضا والإشباع الداخلي مما يزيد من ثقتك في نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...