أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مصاب بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب... فما نصيحتكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، غير متزوج، مصاب بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب منذ حوالي 7 سنوات والحمد لله، حدثت لي ثلاث انتكاسات منذ بداية المرض.
الانتكاسة اﻷولى: عانيت منها كثيرا واستمرت حالتي حوالي 8 أشهر ما بين المستشفيات وعدم التشخيص الصحيح، وما بين اعتقاد اﻷهل بأنني مصاب بمس أو حسد، بعد تلك الفترة استقرت حالتي والحمد لله ولكن بدون استخدام الدواء.
بعد ثلاث سنوات حدثت لي انتكاسة أخرى لكنها كانت أقل تأثيرا من اﻷولى، ذهبت إلى مستشفى تخصصي وشخص الطبيب الحالة، وأعطاني دواء ديباكين كرونو وكانت استجابتي له جيدة جدا، واستقرت حالتي حتى استطعت أن أنهي تعليمي الجامعي والحمد لله.
قبل حوالي ستة أشهر عند مراجعتي للطبيب، أخبرت الطبيب هل بإمكاني ترك الدواء؟ فأخبرني أنه لا مانع، لكن بعد تركي للدواء بحوالي شهرين انتكست حالتي مرة أخرى، لكنها كانت أقل بقليل من الانتكاسات اﻷولى.
بعدها راجعت الطبيب فأخبرني أن مرضي مزمن، ولابد أن أستمر على تناول الدواء. أتناول اﻵن ديبكاين كرونو 500mg حبة واحدة يوميا، الحمد لله حالتي اﻵن مستقرة وطبيعية وأتناول الدواء بانتظام.
السؤال اﻷول: إنني مقبل على وظيفة وأود أن أرتبط بالزواج وأكمل نصف ديني، ولكنني محتار هل أخبر الزوجة بمرضي أم لا؟ وهذا لأسباب:
السبب اﻷول: قلة وعي المجتمع بالمرض النفسي ونظرتهم للمريض النفسي نظرة مختلفة.
والسبب الثاني: من المعلوم أن هذا المرض وراثي فإذا كان كلا اﻷبوين مصابين بالمرض؛ فهل هنالك نسبة كبيرة ﻹصابة اﻷبناء؟
السؤال الثاني: أعاني من الكسل والخمول، وقلة الحركة، باﻹضافة إلى زيادة الوزن، طولي 169سم، ووزني 116كيلوجرام، ما نصيحتكم لي؟
السؤال الثالث: هل أستمر على تناول دواء الديباكين مدى الحياة؟ وهل جرعة 500mg كافية لوزني؟ وهل من الممكن أن تنتكس حالتي مرة أخرى مع تناولي للدواء بانتظام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب التي تعاني منها، يظهر لي أنها من الدرجة الثانية وليست من الدرجة الأولى، وهذا المرض يعتبر أخف كثيرًا من سابقه.
كما تعلم أيها الفاضل الكريم: أهم شيء في علاج الاضطراب ثنائي القطبية هو: الانضباط التام في تناول الدواء، هذا المرض مرض بيولوجي لحد كبير، يعني أنه يستجيب للأدوية بصورة ممتازة وفاعلة جدًّا، ولابد أن تكون جرعة الدواء صحيحة ليتم البناء الكيميائي المنضبط.
فإذن القانون الذهبي هو اضطراب وجداني يساوي التزامًا بالعلاج الدوائي، والنتيجة: حياة طيبة وهانئة وسعيدة إن شاء الله تعالى.
فيا أخي الكريم: انطلق من خلال هذه المعادلة، وكن حريصًا على تناول علاجك، وراجع الطبيب، وأنا أقول لك: إنك الآن محتاج لتناول الدواء لمدة خمس سنوات على الأقل.
حدثت لك انتكاستان فيما مضى، وحسب المعايير الطبية الصحيحة التي تقوم على الدليل والبرهان: أنك تحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لاستعمال هذا الدواء، والدباكين كرونو من الأدوية الممتازة جدًّا، والجرعة التي تتناولها هي جرعة صغيرة وصغيرة جدًّا، واستجابتك ممتازة لهذه الجرعة الصغيرة، وهذا يدل أنك بفضل من الله تعالى من الحالات التي تستجيب بصورة جيدة وممتازة.
جرعة الدباكين تُحسب من خلال وزن الإنسان، لكل كيلوجرام يحتاج الإنسان إلى عشرين مليجرام من الدباكين كجرعة يومية، مثلاً: أنت بهذا الوزن وهو مائة وستة عشر كيلوجرامًا تحتاج لأربعة حبات يوميًا من الدباكين، لكن بما أن حالتك خفيفة وممتازة والذي يظهر أنك تحتاج لجرعة وقائية فقط، فأعتقد أن حبتين في اليوم - أي ألف مليجرام - يتم تناولها مساءً، سوف تكون جرعة كافية جدًّا.
الإشكالية الوحيدة أن الدباكين ربما يسبب زيادة في الوزن بعض الشيء، فكن حريصًا جدًّا على ذلك، خاصة أن وزنك الآن كبير، وأنت مُقدم على الزواج، فأرجو أن تجتهد في هذا الجانب، أكثر من ممارسة الرياضة، فهي مزيلة للكسل والخمول، وفي ذات الوقت تخفف من وزنك إن شاء الله، التحكم الغذائي مهم، أرجو أيضًا أن تقوم بفحص هرمون الغدة الدرقية؛ لأنه في بعض حالات الخمول والكسل قد يكون سببها ضعف إفراز الغدة الدرقية.
بالنسبة لتأثير الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية على الذرية .. هنالك تأثيرات جينية لا ينكرها أحد، لكنها ليست بالقوة والشدة في جميع الحالات، خاصة أن حالتك من الدرجة الثانية حسب ما أرى، فلا تشغل نفسك بهذا الموضوع، وتوكل على الله تعالى، ونسأل الله لك الذرية الطيبة الصالحة.
بالنسبة للزوجة: أتفق معك أن أمر إخطارها من الناحية الأخلاقية هو المطلوب، وفي بعض الأحيان هذا الإخبار قد يكون منفرًا، أنا أميل إلى أن تخبرها، وتخبرها بصورة مطمئنة، أنك تعاني من حالة بسيطة من درجة بسيطة تعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهو نوع من الاكتئاب البسيط الذي قد يأتي، وقد يحدث للإنسان أيضًا قلق بسيط في بعض الحالات، والحمد لله أنت محافظ على دوائك، ومنتظم في عملك، وهي تراك أمامها.
هذا سوف يكون أفضل أيها الفاضل الكريم، لكن تخير اللحظة المناسبة التي تتحدث مع زوجتك في هذا الموضوع، هذا هو المنهج الذي أفضله وهو الأسلم حقيقة.
سؤالك: هل من الممكن أن تنتكس حالتي مرة أخرى مع تناول الدواء بانتظام؟ .. أنا لا أعتقد ذلك، حيث إن الانتظام على الدواء بالصورة الثابتة والقوية والتي أوضحتها وذكرتها لك؛ سيقلل بصورة واضحة جدًّا وجلية من النوبات الانتكاسية، هذه حقيقة علمية ثابتة، وفي حالات نادرة ربما تحدث انتكاسات مع تناول الدواء، لكن هذه الانتكاسات تكون خفيفة جدًّا، ويستطيع الإنسان أن يتعامل معها بكل كفاءة واقتدار مما يجعلها تختفي بسرعة شديدة.
فأرجو أن تلتزم بعلاجك، وأن تتابع طبيبك، وأن تكون فعّالاً في حالتك، هذا هو طريق الشفاء والتعافي إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ | 1068 | الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ |
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! | 854 | الأحد 09-08-2020 05:09 صـ |
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ | 1367 | الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ |
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ | 1596 | الأحد 19-07-2020 03:02 صـ |
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. | 5068 | الخميس 16-07-2020 05:51 صـ |