أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ر.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لأخيك هذا العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة، ولنا جميعًا.

قطعًا الإصابات الدماغية تؤثر على الإنسان، وهذا التأثر يختلف من شخص إلى آخر، ويعتمد ذلك على عمر الإنسان، حيث إن الإصابات الدماغية لدى كبار السن تأثيرها أكثر، ونوعية الضربة نفسها، ومكان الإصابة، حيث إن الدماغ موزع، ولكل جزء وظائفه، فهنالك أماكن حساسة جدًّا في الدماغ إذا أصيبت قطعًا يكون تأثيرها أكثر، خاصة الفص الأمامي، وما يسمى بالفص الصدغي، وهي مراكز التخطيط وتنظيم الوجدان، وكذلك الذاكرة.

فترة الغيبوبة التي تحدث لمصابي الإصابات الدماغية مهمة، وأي غيبوبة أكثر من أسبوع تجعلنا منزعجين قطعًا، هل هذا المريض سوف يعيد استيعابه، ولم تتغير شخصيته، أو لم يحدث له ما يسمى بالاضطراب المزاجي الدماغي العضوي.

هذا الأخ – حفظه الله – كان في غيبوبة لمدة شهر، لكن الذي يظهر لي أن – الحمد لله تعالى – أموره طيبة لدرجة كبيرة، وموضوع التبلد، وكثرة السرحان وبُطء الاستيعاب: قطعًا هذا من هذه الإصابة، -وإن شاء الله تعالى- يستمر التحسن معه.

بعض هؤلاء المرضى يتطلب وضعهم أن يكونوا على العلاج التأهيلي لمدة سنتين، وبعد السنتين غالبًا لا يحدث تقدم كثير في استيعاب المريض، لكن إذا كان هنالك استيعاب معقول في الستة أشهر الأولى بعد الإصابة، هذا يحمل بشائر كبيرة.

هذا الأخ يحتاج منكم للمساندة، وأن يتابع مع طبيبه، ويحتاج أن يجالس الناس، وأن نتكلم معه أكثر، وأن نذكره، وأن نجعله يلعب دورًا إيجابيًا في الحياة؛ لأن ذلك يحسن الاستيعاب.

هنالك بعض الأدوية قد تساعد، وهي معروفة لدى الأطباء، وأنا متأكد أن الطبيب الذي يقوم بالعناية به وتأهيله على إدراك تام بحاجته العلاجية والتأهيلية.

فتواصلوا مع الطبيب، وعليكم بمحاولة مساعدته من خلال ما ذكرته لك من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.