أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : التوبة الصادقة والتخلص من الآثام... كيف أثبت على ذلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤالان يرجى الرد عليهما
الأول: أنا -مع الأسف- أمارس العادة السرية، وكنت أريد علاجا فعالا لهذه العادة الخبيثة، وأريد بكل عزيمة وإرادة أن لا أمارسها أبدا، وأنا كلما أمارسها أشعر بالندم الشديد والحياء من الله، لدرجة أني أحرج من الله عند توبتي إليه، والمشكلة أني قمت بإخبار أصدقائي بموقع إباحي، والمشكلة أنهم كلما شاهدوا فيديو إباحيا أخذت ذنبهم، ولا أعرف ماذا أعمل؟ وهل أنصحهم؟ وإن لم يسمعوا نصيحتي ما الحل؟
الثاني: أنا -ولله الحمد- أدخل مسابقات قرآن كريم، ونتيجتي دائما امتياز -ولله الحمد- وفي هذه المرة قبل المسابقة مرضت بضيق تنفس، ذهبت للمستوصف، وفي المسابقة كانت النتيجة بتقدير جيد، وكانت صدمة شديدة لي.
مع العلم أني كنت حافظا ومستعدا للمسابقة، ومنذ تلك اللحظة وأنا متأكد أن درجتي ستكون سيئة في الشهادة المدرسية، وبالفعل كانت درجة سيئة، وكانت أيضا صدمة لي، فهل يمكن أن يكون هذا عقابا لي من الله؟
وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة التي تدل على أنك بدأت تسير في الطريق الصحيح، فإن شعور الإنسان بالخطر والخطأ هي الخطوة الأولى للتصحيح، خاصة إذا صحب ذلك خوفه من الله، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يُرضيه.
نتمنى أن تبدأ بترك تلك الممارسة الخاطئة، وترك كذلك المواقع المشبوهة والنظر إلى تلك المواقع السيئة، لأنها سبيل إلى مثل هذه الممارسات الخاطئة، فالإنسان الذي يحرك في نفسه كوامن الشهوة بالنظر إلى تلك المواقع التي أعدها الشياطين في المشارق والمغارب فإنه سيجد نفسه يسير ويندفع نحو ممارسة الفاحشة أو تلك الممارسة الخاطئة.
المسألة الثانية: بالنسبة أنك دللت إخوانك على مواقع سيئة، فالآن ندعوك إلى أن تنصح لهم، وإلى أن تستبدلها فتدلهم على مواقع فاضلة، وتجتهد في النصح لهم، فإذا اجتهدت في النصح وبيَّنت لهم أنك نادم وأنك تركت هذه الأشياء لأنها لا تجوز، فإنك تكون قد برئت، والإثم عليهم بعد أن تُبيِّن لهم، بعد أن تُعطي البدائل الجيدة، واجتهد في الاستمرار في النصح إليهم، ولكن دون أن تتأثر بهم، فكن دائمًا قائدًا لا مقودًا.
وأسعدنا أنك من حُفّاظ كتاب الله، ومن الذين يحرزون أرقام الامتياز في المسابقات، ونؤكد لك أن لكل جواد كبوة، وأنك ستعود إلى الوضع الطبيعي، فاستعن على الحفظ وجودة التعليم وجودة الذهن بالطاعة لله تبارك وتعالى، فإن ابن مسعود يقول: (كنا نُحدث أن الخطيئة تُنسّي العلم) وكما قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يُهدى لعاصي
ونستطيع أن نؤكد لك أنك - بإذن الله تعالى – تستطيع أن تتقدم وتعود إلى سيرتك الأولى في التفوق والنجاح، وينبغي فقط أن تتجنب هذه المشاعر السالبة والإحباطات التي هي من الشيطان، فإنا نؤكد لك أن الذي كان يعينك على التفوق والنجاح هو العظيم الحي الموجود الآن، فالجأ إليه، وتوكل عليه، فإنه حي لا يموت، قيوم سبحانه وتعالى، وهّاب كريم، فالجأ إليه، وتب إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن ما عند الله من توفيق وخير لا يُنال إلا بطاعته، فاجتنب المعاصي، وابتعد عن تلك الممارسة، وابتعد عن المواقع السيئة، وحاول أن تعلم الآخرين وتدعوهم إلى الله، فإن الدعوة إلى الله هي أرفع مقامات الدين، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن الشباب يأخذون عن الشباب، فلا تتردد في النصح والإرشاد، وإعطاء البدائل الجيدة والمواقع المفيدة، ونرحب بك في الموقع، ونتمنى أن نسمع عنك كل خير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا! | 2054 | الأربعاء 12-08-2020 05:38 صـ |
معصيتي لله أخشى أن تؤثر على حياتي الدراسية! | 4096 | الاثنين 10-08-2020 04:13 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3569 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ | 1898 | الأحد 12-07-2020 11:53 مـ |
صديقي يرغب في الزواج بفتاة مطلقة وأهله يرفضون، فما توجيهكم؟ | 1148 | الثلاثاء 07-07-2020 09:45 مـ |