أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل ستكون هنالك نهاية لمعاناتي المستمرة دائماً مع حجم أنفي وسخرية الناس؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة في بداية العشرينيات، وأعاني كثيراً بسبب حجم أنفي، ولا أظن أنه من الممكن التعامل مع هذه المشكلة، فلقد عانيت وإلى هذا اليوم بسبب حجم أنفي. نعم إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، لكن البشر يجعلون من معايشتنا لواقعنا واستسلامنا لما خلقنا الله عليه أمراَ صعباً للغاية، فنحن نعيش مع الناس ونتعامل معهم، وهؤلاء الناس أعني الأغلبية العظمى منهم على استعداد لجرح مشاعر غيرهم.

بسبب أنفي لم أعش حياة طبيعية أبداً، فلدي الكثير والكثير من الذكريات المؤلمة، كلمات جارحة سمعتها من الكثير من الذين تعاملت معهم، بل حتى من أمي، فصرت أحس في داخلي أنه لا جدوي من انتظار أن يعاملني الناس بصورة طيبة إذا كانت أمي تعايرني بسبب أنفي، حتى الذين لم يقولوا شيئاً كنت أرى ذلك في عيونهم، أصبحت ثقتي بنفسي ضعيفة بسبب هذا الأمر.

أنا ناجحة في حياتي -والحمد لله-، لكن ما الفائدة إذا كنت أموت مراراً خلال اليوم بسبب الألم النفسي؟ لقد تعبت من هذه الحياة كثيراً وأصبحت أخاف كثيراً من أن تستمر الحياة علي هذه الوتيرة. أحس دائماَ أن المستقبل سيحمل لي في طياته الوحدة والمزيد من الألم، وأن أخواتي سيتزوجن قبلي برغم أنهن أصغر مني، وعندما أفكر بهذا أحزن كثيراً ليس لأني لا أحب لهن الخير، لكن من سيرحمني؟ من مِن الذين لم يرحموني طوال هذه السنين الفائتة بسبب شكلي، سيرحمني في ذلك الوقت من نظراتهم المستهزئة والمستصغرة لي؟ لا أحد.

لقد سئمت من هذه الحياة بأكملها، أود من الله أن يأخذ روحي لأني تعبت، لكني أفكر أنني لست جاهزة لهذا، لا أريد أن ألقى الله وقلبي بهذه الحال من عدم الرضا، أنا أؤمن بأن هذا قدري، لكن ماذا أفعل إذا الكل من حولي حول حياتي إلى جحيم؟ أنا مواظبة علي الصلاة وقراءة القرآن، لكن عندما يعاملني أحدهم بشكل سيء أحزن كثيراً، وبدأت مؤخراً أحس ببعض الألم في صدري عندما أحزن وأبكي. أود أن أثق بأن المستقبل سيكون أجمل وعقلي لا يريد أن يصدق، أرجوكم انصحوني.

جزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، وعلى التواصل معنا.

كنت أحب أن أعرف في موضوع الأنف هل المشكلة في صغره أو كبره؟ والغالب كبره، ولكن في الحقيقة وبغض النظر عن طوله، فالأمر يتعلق بطبيعة موقف الإنسان من نفسه، وما يحمله في ذهنه من تصور عن نفسه، عن صورته وهيئته وطبيعته، وقد يكون الإنسان وسيما ومكتمل الخلقة إلا أن صورته عن نفسه سلبية، مما يمكن أن يسبب له الصعوبات والمشكلات.

وقد يكون الإنسان حقيقة ليس كما يتمنى، وربما شكله تعوزه الوسامة وغيرها، إلا أن نظرته لنفسه إيجابية، ويعتبر نفسه بأنه ليس بأقل من الآخرين، ونراه يعيش في أمن وسلام مع نفسه، وبالرغم من نظرة الناس إليه، والسبب هو هذه النظرة الذاتية الداخلية، وليس الهيئة الخارجية، فالأمر أولا وأخيرا، والذي عليه الأمر، هو ما في النفس من مدى تقدير الذات.

فالسؤال: كيف يكون الشخص إيجابيا عن نفسه، ومهما كان شكله؟ الكرة في ملعبك، لا تدققي كثيرا في شكلك، ولا تتصوري تصورات قد تكون خاطئة من الأساس.

ونرجو منك الاستفادة من هذه الاستشارات المرتبطة: (273758 - 266903).

وأدعوه تعالى أن ييسر الأمر ويريح بالك، ويسدد خطاك، -وإن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...