أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعيد التفكير في تفاصيل كل موقف في حياتي

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا سيدة عمري 24 سنة، متزوجة منذ سبعة أشهر، علاقتي مع زوجي ومع عائلتي جيدة أحبهم ويحبونني، ولكنني كثيرة المشاكل معهم خاصة زوجي.

أعاني من مشاكل نفسية بدأت معي في سن الرابعة عشر، وهي أنني أفكر كثيرا أغلب اليوم، مع فعل شيء آخر بجانب هذا التفكير، وهو التدخين بشراهة لساعات، والتفكير على حسب الأحداث التي تمر علي في اليوم، مثال على ذلك: لو أن هناك فتاة ضايقتني ولم أستطع الرد عليها، أعود للمنزل وأبدأ بالتفكير والتدخين لساعات، وأعيد الموقف الذي حصل في خيالي، وأقوم بالرد بما كنت أريد قوله ولم أستطع، وهكذا في كل أمور حياتي، عندما أريد الحصول على شيء أو فعل شيء أو النجاح أو الوظيفة أو ترتيب المنزل أو فعل أمر يسعد زوجي، أقوم بفعله بخيالي بجانب التدخين ومحادثة نفسي بلا صوت، وأستمر لساعات طويلة ربما 8 أو 9، ولكن متقطعة، لأرتاح أو أشرب الماء أو أقوم للأكل.

أنا اجتماعية وليس لدي رهبة، عندي صديقات ولكنني ملولة جدا، ولا أستطيع الجلوس في مكان لمدة، سوى في غرفتي، ودائما ما أخرج مبكرا من المناسبات، وحتى أثناء التسوق أكون عجلة ولا أكمل التسوق.

حاول أهلي مساعدتي كثيرا بمنعي من التدخين بشراهة، والعزلة بغرفتي، عندما كنت صغيرة ولكنهم لم يستطيعوا، لأنني كنت قوية أقوم بالصراخ والتكسير والتهديد بالهروب من المنزل، ووصلت لإيذاء نفسي عدة مرات ثم تركوني.

والآن أيضا رغم حب زوجي لي نحن على وشك أن ننفصل، لأنه لم يستطع تحملي، فأنا أفعل معه نفس الأمر في حياتي الزوجية من التفكير لساعات والتدخين بشراهة، حاول مساعدتي ومنعي ولكن فعلت معه مثل ما فعلت مع عائلتي.

ذهبت لأطباء عدة، وقالوا بأنني أعاني من وسواس قهري، واستخدمت للمرة الأولى سيروكسات، تحسنت جدا أول أسبوع، ثم تحولت الجرعة من نصف حبة إلى حبة كاملة، وعدت لما كنت، وبعد أسبوع آخر جاءتني أفكار انتحارية، وأخذت جرعة زائدة، ثم تركت العلاج بعد معرفة والدتي.

جلست على حالي 4 سنين، ثم بعد الزواج عدت بحثا عن علاج لما حدث من مشاكل، وقمت باستخدام لوسترال 50 نصف حبة ثم حبة كاملة، لمدة شهرين، ولم أر نتيجة، تركت العلاج واستشرت صيدلانيا، ووصف لي باروكسات باروكستين20 حبة، واليوم أكملت شهرين ولم أر نتيجة، أريد علاجا وحلا لنفسي أولا، ولاستقرار حياتي الزوجية.

وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zenah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك درجة مما يسمى بالقلق الشمولي، ويُقصد به القلق المتأصل في كيان الإنسان وأصبح سمة من سمات شخصيته، هذا بالفعل يجعل الإنسان دائمًا متحفزًا في تفكيره، ويُسيطر عليه الخيال المتسارع والأفكار المتداخلة، وقد لا يصل إلى هدف منشود.

وبجانب هذا المكون القلقي لديك بالفعل شيء من اضطراب المزاج البسيط، وربما تُوجد لديك أيضًا توجهات وسواسية وليس وسواسًا قهريًا بمعناه المعروف مع احترامي الشديد لمن شخّص حالتك بأنها وسواس قهري.

بكل أسف اتخذت وسائل كثيرة لتدمير ذاتك منها قطعًا التدخين الشره، هذا أول المخاطر، ومحاولاتك لإيذاء نفسك من خلال محاولات الانتحار، أو حتى مجرد التفكير فيه، هذا أيضًا دليل على عدم الاستقرار النفسي، وربما تباعد مكونات الشخصية بعض الشيء.

لا تنزعجي -أيتها الفاضلة الكريمة- لكل هذه المسميات، هي شيء واحد، أنك شخصية قلقة، وهذا أدى إلى عدم استقرار نفسي وتقلب مزاجي، وأصبحتِ تلجئين إلى ردود الأفعال القاسية والتي تتمثل وتتجسد في محاولتك إيذاء نفسك.

أنت محتاجة لأن تجلسي جلسات تسمى بجلسات التأمل، التأمل والتدبر ليقود الإنسان إلى إدراك نفسه بصورة مختلفة. أنت محتاجة أن تعيدي تقييم ذاك على أسس وأطر جديدة، وأسس تقوم على فهم نفسك وقبولها، وتصحيح مسارك، والتدبر والتأمل بصورة إيجابية، هذا هو المطلوب في حالتك، والسلبيات يجب أن يتم التغاضي عنها، وتجاهلها، والإيجابيات يجب أن تُضخم وتُبنى وتُعزز.

أجمل شيء أن يحس الإنسان بالرضا والإشباع الداخلي، وهذا يتأتى من خلال الأفعال الإيجابية والجيدة والمجيدة، وأن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره، هذا يُبدل المشاعر ويجعلها مشاعر إيجابية جدًّا، فأرجو أن تسيري على هذا النهج.

العلاج الدوائي قطعًا يساهم مساهمات إيجابية لتسريع وتسهيل وتقوية وتثبيت العملية العلاجية، وفي حالتك الدواء المطلوب هو عقار إفيكسر والذي يعرف علميًا باسم (فلافاكسين) يمكن أن تشاوري الطبيب حوله، ابدئي بجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم ترفع إلى مائة وخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم تخفض إلى خمسة وسبعين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وسبعين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم خمسة وسبعين مليجرامًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

شاوري طبيبك حول الدواء، وأرجو أن تأخذي بما ذكرته لك من إرشاد، واهتمي بنفسك وبيتك، وكوني حريصة على عباداتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ