أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك - يا ابنتي- فلقد كثر تشخيص الأمراض حاليا, ومن ضمنها مرض السرطان بكل أنواعه، لكن بالرغم من ذلك، فهنالك ناحية إيجابية يجب ذكرها, وهي أن متوسط عمر الإنسان في عصرنا هذا قد ارتفع عما كان عليه في العصور السابقة، وهذا بسبب تقدم وسائل التشخيص المبكر, وتوفر العلاجات الفعالة -بفضل من الله عز وجل-.

وبالنسبة لما يحدث عندك من ألم في الثديين وانكماش في الحلمات مع تغير في لون الجلد حولها، فهذه كلها تعتبر أمورا طبيعية جدا, ولا تدل على وجود سرطان, ولا أي مشكلة أخرى, بل هي ناتجة عن تأثير هرمونات المبيض على نسيج الثدي، لأن نمو الثدي لا يتم دفعة واحدة, بل يستمر لفترة طويلة, تبدأ من قبل البلوغ وتنتهي عند سن الثامنة عشر تقريبا, وعادة ما يرافق نمو الثدي في كل مراحله درجة من عدم الارتياح أو الألم، مع حدوث احتقان وتحجر, وأيضا تغيير في لون الجلد حول الحلمات.

أما انكماش الحلمات فهو بسبب تقلص العضلات الملساء التي تتوضع تحت وحول (اللعوة) والحلمات, وهذا شيء طبيعي جدا، وما تشعرين به من كتلة متحركة تختفي أحيانا وتظهر أحيانا أخرى، هي على الأغلب غدة حليب, وهي تتأثر بالهرمونات، وكل الصفات التي ذكرتيها عن هذه الكتلة تدل على أنها كتلة سليمة -إن شاء الله تعالى-.

وما كنت تقومين بفعله من ضرب على الثدي في الماضي, لن يكون له أي تأثير على الثدي الآن -بإذن الله تعالى-. إذن اطمئني -يا ابنتي-، فالحالة عندك سليمة وليست خبيثة, والسرطان نادر الحدوث جدا قبل عمر 25 سنة, وإن حدث بعد هذا السن، فهو نادرا ما يصيب الثديين معا، كما أن كتل السرطان إن ظهرت, فهي لا تختفي, بل تستمر بالكبر، كما أنها لا تكون متحركة بل ملتصقة بالأنسجة حولها.

أبعدي عنك المخاوف, فالحالة عندك سليمة تماما, وأنصحك بالإقلال من تناول القهوة والشاي والكولا والشكولاتة, وكذلك الإقلال من تناول الدهون والأطعمة المحفوظة, خاصة في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية، وحاولي الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات الطازجة.

كما أنصحك بممارسة رياضة تحبينها ولا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف ولا تقاليد المجتمع, وذلك بشكل يومي لمدة ساعة, فالرياضة تعمل على تنشيط الدورة الدموية في كامل الجسم، بما في ذلك الثديين, وتعمل على تنظيم هرمونات الجسم, وتخفف من هرمونات الشدة، وكل هذا سينعكس إيجابا على نفسيتك ومشاعرك -بإذن الله تعالى-.

أسال الله -العلي القدير- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.