أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فقدت السعادة وطعم الحياة بسبب الاكتئاب

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي -جزاكم الله خيراً- أعاني من الاكتئاب، وفقدان السعادة وطعم الحياة، وهذا الاكتئاب جاءني قبل زواجي بـ 25 يوماً بشكل مفاجئ، أفقدني الرغبة بالقيام بأي شيء، وأصابني الخمول، وألجأ للنوم، ذهبت لاستشاري طب نفسي، وشرحت له حالتي، وصرف لي بروزاك حبة يوميا، واستمريت عليه لمدة 3 أشهر ونصف، وراجعته بعدما تحسنت حالتي، وقال لي: استعمل حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، وبعدها حبتين في الأسبوع لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه.

نفذت ما قاله، وبعد شهرين ونصف تقريبا وحالتي ممتازة، أصبت بزكام وحرارة من الشتاء، وتعافيت منها، وعاودني الاكتئاب، ولكن بشكل أخف من التجربة الأولى، وأصبح معظم وقتي صامتاً، وأحس بتحسن حينما أخرج أو أبذل مجهوداً، والعمل لم أعد أحس بسعادتي للذهاب إليه كما في السابق؛ حيث الآن لي أسبوع منذ أن تشافيت من الزكام، ولكن الاكتئاب لا يزال، وأحياناً تأتي أفكار سيئة تراودني! علماً بأنني مواظب على الصلوات، وأقرأ القرآن -ولله الحمد-.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ح ح م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أريد أبدًا أن تكون نظرتك متشائمة حول الزواج، فالزواج فيه خير كثير، والربط بين الزواج والاكتئاب لا يعني أبدًا أن الزواج فاشل أو أن الزوجة معيوبة، أو لم تكن على المستوى الذي يتوقعه الزوج.

هذا الكلام الذي أقوله ركيزته تقوم على أن النفس البشرية لها تفاعلات غريبة وعجيبة، ومتعاكسة ومتضادة في بعض الأحيان، وغير متناسقة أيضًا، فحتى الأحداث المفرحة الجميلة في بعض الأحيان قد تؤدي إلى مزاج اكتئابي، هذا الأمر ثابت، ونحن نعرف أن الأحداث الحياتية ليس من الضروري أبدًا أن تؤدي الأحداث الضخمة السلبية إلى اكتئاب في جميع الأحوال، وليس من الضروري أبدًا أن تؤدي الأحداث المفرحة إلى سعادة وفرح واسترخاء دائم، العكس قد يحدث، وربما يكون أصلاً لديك شيء من الاستعداد لدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، فالبناء النفسي لشخصية الإنسان وموروثاته الجينية قد تلعب دورًا في تحديد مزاجه النفسي.

الإصابة بالزكام والنوبات الفيروسية يعرف عنها أيضًا أنها قد تؤدي إلى ما يعرف باكتئاب ما بعد الأنفلونزا.

فيا أخِي الكريم: هنالك تجمّع لبعض العوامل التي أراها هي التي أدخلتك في هذا المزاج الاكتئابي، ولا أريدك أن تعتبره اكتئابًا رئيسيًا أو من الدرجة الكبيرة أو المطبقة، أنا أحب أن أعتبر هذه الحالات هي نوع من عسر المزاج العابر -إن شاء الله تعالى-.

نحن - وأقصد بذلك أنت والمعالجين - يجب أن نواجه هذه الحالات بجدية وحسم حتى تعيش في راحة بال وهناء -إن شاء الله تعالى- والذي أنصحك به هو أن تستمر على تناول البروزاك، ابدأ في استعماله مرة أخرى، لا تخف أبدًا من الدواء؛ لأن الاكتئاب له مكوّن بيولوجي، وحتى لا تتطور الأمور وتتعقد، أعتقد أن من الأفضل لك أن تتناول البروزاك بجرعته الوقائية، وهي كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

اسعَ بكل جد أن تكون متفائلاً، وأن تغيّر نمط حياتك، وأن تكون هنالك إدخالات جديدة على حياتك، -الحمد لله- الآن معك الزوجة الصالحة، أسأل الله تعالى أن تعيش حياة هانئة معها، وكن إنسانًا ودودًا لزوجتك، متناصحًا معها، واحرص على دينك، وكذلك زوجتك، ومارس الرياضة، وتواصل اجتماعيًا، وكن من روّاد حلق القرآن... هذا يجلب لك سعادة كبيرة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأعراض التي أعاني منها هل تدل على الاكتئاب؟ 1307 الأربعاء 29-07-2020 04:32 صـ
أشكو من عدة أعراض نفسية وجسدية، فكيف أعالجها؟ 801 الأحد 09-08-2020 05:16 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4421 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
السمنة أفقدتني لذة السعادة وأفكر بالانتحار! 1019 الثلاثاء 14-07-2020 04:06 صـ
مصاب بالاكتئاب، وأريد علاجا سريعا لحالتي. 743 الأربعاء 15-07-2020 05:33 صـ