أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة وثقتك في إسلام ويب، وكذلك اهتمامك بأمر والدتك، وهذا باب -إن شاء الله تعالى- من أبواب البر، أسأل الله تعالى أن يتقبل منك.

الاكتئاب النفسي مرض شائع جدًّا، وكثيرًا ما يظهر في شكل توترات وقلق، والاكتئاب في مثل عمر والدتك دائمًا يكون مصحوبًا بشيء من انخفاض المعنويات، والقلق والتوتر وافتقاد الفعالية، وعدم التلذذ بمطايب الحياة، فلذا نحن ننصح الذين يعانون من الاكتئاب في هذا العمر أن يواصلوا علاجهم، هناك حاجة حقيقية للعلاج الدوائي التواصلي.

بالنسبة للموتيفال، والدتك أخذته لفترة طويلة بالرغم من أنه دواء سليم وبسيط، لكن أعتقد أن فعاليته ليست بالشدة المطلوبة.

عقار (ويلبيوترين) هو دواء جيد، دواء فاعل، فقط لا يؤدي إلى تحسين النوم، وميزته أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وقد يزيد من نشاط الإنسان، إذًا لا مانع من أن تتناوله والدتك، ولكن يجب أن تُدعمه بعقار آخر، أنا أعتقد أن عقار (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) سيكون دواءً ممتازًا لوالدتك، يتم تناوله مع الويلبيوترين.

جرعة السلبرايد هي كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى مثلاً.

وهنالك دواء بديل آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، هو أيضًا عقار متميز، لا يقل عن فعالية الموتيفال والسلبرايد. جرعته هي نصف مليجرام (حبة واحدة) يتم تناولها يوميًا في الصباح لمدة أسبوع، ثم تتناول حبة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه، قطعًا والدتك لا تحتاج لاستعمال الدوائين، إما أن تستعمل السلبرايد أو تستعمل بديله وهو الفلوناكسول.

الوالدة أيضًا إذا استطاعت أن تمشي، فالمشي مهم جدًّا، يساعدها في انفراج هذه الضيقة -إن شاء الله تعالى- ويحسن من أدائها النفسي، وفي ذات الوقت المشي مهم لها لأنه يمنع هشاشة العظام في مثل عمرها، ومن ناحيتكم أشعروها دائمًا بأنها شخص مرغوب فيه، يجب أن تأتيها رسائل إيجابية من جميع أفراد الأسرة بأنها مهمة، أو هي سيدة الموقف بالنسبة للبيت، صاحبة الحكمة، صاحبة الرويّة، مكانتها مصانة ومحفوظة، وحكمتها يحتاج لها الجميع.

هذه مشاعر مهمة حين تتولد لدى الإنسان تعطيه حقيقة نوعًا من الطمأنينة، والشعور بالإشباع والرضا، وهي من أجمل المشاعر النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.