أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوجي يتذمر من دراستي ووضعنا الحالي، ماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... شاكرة لكم على هذا الموقع الأكثر من رائع.

أنا سيدة عمري 19 سنة، زوجي يكره المدينة التي أجلس فيها، يقول: تصيبني الضيقة، وألاحظ عليه هذا الشيء كثيراً، أحيانا التنفس الصعب، والوجه يتغير ويصير أحمر، ولا يتكلم معي كثيراً، ويبدأ بالانتقاد والتذمر من مدينتي -جدة-، وحسب قوله كل زوجة تذهب مع زوجها، والدراسة ليست مهمة، وتحولي لدراسة الانتساب، ونعود للديرة عند أمي، نسكن فيها، بنيت لك بيتاً هناك، وآخر شيء دراسة وهم.

مع العلم أن دوامه في ينبع، ويريد مني أن أسكن في الشمال عند أهله، وزواجي لم يمض عليه ستة أشهر، وأنا أدرس بالجامعة، تعبت صراحة من ضغطه علي، وكلامه، وآخر شيء يقول لي: كما تشائين.

أتحمله -والله- رغم كلامه القاسي علي أحياناً، ورسبت في مادة، فصار يقول: لو أنك تحبين الدراسة ومجتهدة لما رسبت، لكن صراحة نحن لسنا للدراسة.

أحاول أن أجتهد فيها، لكن الظروف وزواجي كان عائقاً بالنسبة لي، من ضغط الكلام -مع العلم أنني كتبت في الشروط أن أكمل دراستي-، يتحجج بالمواصلات، من الذي سيوصلك، ويرجعك، وأن أخوانك غير مسؤولين عنك، وبالفعل أحتاج إلى مساعدة، إذا تكلمت مع أخواتي يقلن لي لا تتركي الدراسة، وأنا لا أريد أن أتحول لدراسة الانتساب، لكن زوجي يتذمر بشدة، يقول بمعنى كلامه طالما تزوجت صرت ربة منزل، فدعينا نستقر في بيتنا.

اقترحت عليه أن أدرس في ينبع، من أجل دوامه، لكن الخطأ كان مني حينما قلت له لا يمكنني الذهاب بالباص، والبقاء في البيت لوحدي، لأجل ذلك أغلق النقاش بالموضوع، لأنه يرى أمر الدراسة جداً صعبة بالنسبة لي، أحسست أنني في أيام الجاهلية.

الله المستعان.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تسددي وتقاربي، فتأخذي فترة الإجازات والعطل مع زوجك في المكان الذي يريد، وتحاولي أن تتماشي معه في بقية الأمور، واعلمي أن الزوج تُرضيه الكلمات الجميلة، كأن تقولي: (أنا أرتاح لقربك وأسعد بوجودك معنا، ولكن هي أيام نجني ثمارها بإذنِ الله، وأحتاج بعد الدراسة إلى أن أعلم عيالي في المستقبل) ونحو هذا من الكلام الجميل الذي إذا شعر الرجل به خففت عنه كثير من هذه الأشياء، فإنه يريد أن يشعر أن الزوجة يمكن أن تُضحي من أجله.

فبيّني له أن التضحية مشتركة، وأنك سعيدة به، وأنك تتمنين اليوم قبل الغد أن تكوني معه، وبيّني له أن أمر الدراسة بعد هذه السنوات، ما ينبغي للإنسان لما جاء وقت الحصاد، أن يقصر في دراسته. فأنا أعتقد أن مثل هذا الكلام الجميل، والمحاولة أيضًا بشيء من التضحيات والذهاب معه أحيانًا إلى بلدته، وأن تكوني طوع بنانه، وأن تُدخلي السرور عليه، هذا هو الذي ننصح به.

ونحب أن نؤكد لك أن هذا الكلام الذي يقوله ما ينبغي أن تقفي عنده طويلاً، فإنه رجل أيضًا يواجه ضغوط، وأنت تواجهين ضغوطًا، قد يقول له الزملاء (ما معنى أن تتزوج وأنت تجلس هكذا؟) قد يقول أهله: (ما فائدة الزواج؟) وأهلك سيقولون: (لا بد أن تُكملي الدراسة وقد لا يتعاون معك) وهو محرج لأنه يكلف أهلك بعد أن تزوجك بأن يقوم بخدمتك، وهذا من الأسباب التي تصعب مثل هذه الأشياء على كثير من الرجال الذين لهم مشاعر.

إذًا هي أمور مختلطة ينبغي أن ننظر فيها إلى كافة الزوايا ونجتهد في أن نسد ونقارب، ولا نقترح قطع الدراسة، ولكن الكلام الجميل، المضي إلى أنصاف الحلول، محاولة إشراكه في الرأي، كل هذه أمور -إن شاء الله تعالى- تعينكم على إكمال هذا المشوار.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...