أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ارتباكي أمام الآخرين حرمني الخروج من البيت!

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

بعد تجول دام أشهر بشكل يومي لموقعكم؛ قررت أن أكتب وأتواصل مع موقعكم الذي أثق به ثقة كبيرة, وأقدر جهدكم لمساعدتنا.

أبلغ من العمر 25 عاما, منذ صغري حدثت لي نوبة الهلع في المدرسة في المرحلة الثانوية, ولكن بقيت أسبوعين ثم تجاوزتها والحمد لله, وحين تشتد أعصابي تعاودني الحالة، لكني أتجاوزها في لحظتها.

بعد المرحلة الثانوية وفي الجامعة بدأ معي الوسواس المرضي, وأن قلبي فيه شيء, وأحيانا بطني, وأحيانا عيوني, وذهبت لكل المستشفيات, وكلهم يقولون أني سليم.

مرت سنتان وأنا في الوهم المرضي, أضر بدراستي, فقط من كثرة التفكير, حتى فصلت من الجامعة لتدني المستوى الدراسي, وبعد أشهر قليلة اجتمعت ببعض الأصدقاء, ودخلت في نقاش رياضي حاد جدا, وكنت أتحدث, وأغير طريقة جلستي مرات كثيرة في الثانية الواحدة؛ من الارتباك، ثم قررت أن أسكت وأخرج؛ لأسترد أنفاسي, حاولت مدة فلم أستطع.

قلت أركب السيارة, وأغير الجوّ فيمكن أن أرتاح وأسترد أنفاسي, ولكن ما حدث كان نقطة تحول, حيث زادت الطين بلة, وأنا أقود السيارة فقدت التحكم باليدين, حيث إني أريد أن أحركها, وأضعها في مكان معين، أضعها ولكن بصعوبة, وكأني قريب من الشلل, ولا يوجد لا وخز ولا حتى تنميل.

ذهبت للمستشفى, وأنا هلع جدا, حتى أني اقتربت من الإغماء أو الجنون, أفعل أشياء, وأضع رجلي فوق طاولة الدكتور؛ لأطمئن أن قدميّ معي, والدكتور يهدئني, وصرف لي أدوية, أخذتها فترة بسيطة, ولكن لا أخرج من البيت, وخفت أن تعود لي الحالة، وبعد أسبوعين صرت أخرج بشكل عادي, لكن بعد أشهر ترجع لي, فأجلس أسابيع في البيت, وبعدها أخرج, لكن الآن مر علي شهران وأنا على هذه الحالة, كلما حاولت الخروج مسافة عن البيت أفقد الإحساس بالتحكم باليدين والقدمين, وأعود.

في المنزل لا أناقش بأي موضوع فيه عصبية؛ لأني إذا تحدثت أفقد الإحساس بالتحكم, حتى بلساني وفكي, وأنا اجتماعي, وأحب المناسبات, وهذا الشيء الذي أنا فيه سبب لي ضيقا وحزنا, مع العلم أني لا أحب استخدام الأدوية النفسية, وأحب أن أتعالج بالسلوك المعرفي.

أعتذر عن الإطالة.

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجيد الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البناء النفسي لشخصك الكريم كما تفضلت وذكرت فيه جوانب كثيرة تقوم على القلق والتوتر والميول للمخاوف، أو ما يسميه البعض الميولات العُصابية، وهذه الحالات قد تبدأ من فترات مبكرة في العمر، وقد تستمر، وقد تزيد، وقد تنخفض، والذي أراك الآن عليه هو أن الحالة في ظاهرها عدم القدرة على التحكم باليدين حين حاولت قيادة السيارة, وما يأتيك الآن من شعور مطابق حين تريد الخروج من البيت، هذا من وجهة نظري أقرب إلى حالة نفسية تُسمى (رهاب الساحة) وهو نوع من الخوف المفاجئ الذي يأتي للإنسان حين يخرج من أمان بيته، ولا تكون معه رفقة.

وأحيانًا إذا أقدم الإنسان على القيام بأي نشاط جديد خارج البيت أيضًا قد تأتيه هذه الحالة، وأعراضك ليست متجسدة في شكل أعراض نفسية، ولكنها ظهرت في شكل أعراض جسدية، وهذا النوع من الأعراض الجسدية من الواضح أنه عُصابي وليس عضويًا.

أخِي الكريم: دائمًا هذه الحالات تُعالج من خلال التجاهل، فالتجاهل مهم جدًّا جدًّا، وما حدث لك سابقًا ليس من الضروري أن يحدث حاضرًا أو مستقبلاً، يعني لا تضع في نفسك وفي خاطرك أنك سوف تُصاب بنفس العلة إذا خرجت من المنزل، هذه الأحكام المسبقة ذات الطابع النمطي الوسواسي هي المشكلة الأساسية, هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يمكن أن تستبدل هذا العرض بعرض آخر، تقول مثلاً: (حين أخرج من المنزل لن تحدث أي مشكلة ليديَّ، لكن ربما أُصاب بألم بسيط في أسفل الظهر، وهذا ليس مشكلة) وهكذا, يعني تحتاج لنوع مما نسميه (التأثير الإيحائي) على نفسك.

وحاول أخِي الكريم أيضًا أن تكون معبرًا عن ذاتك، في بعض الأحيان الاحتقانات النفسية البسيطة تتجسد من خلالها أعراض عضوية، أي يظهر العرض العضوي كعرض استبدالي لما هو نفسي.

أيضًا تمارين الاسترخاء سوف تفيدك، وممارسة الرياضة سوف تفيدك، وصرف الانتباه من خلال إكثار التواصل الاجتماعي أرى أنه سوف يفيدك كثيرًا، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك وفي منهج حياتك، وأن تُدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تجعل لحياتك معنى، هذا كله يصرف عنك هذا العرض -إن شاء الله تعالى-.

وبما أنك قلت: إنك لا تُريد علاجًا دوائيًا فنحن نحترم هذا القرار، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1679 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2335 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3563 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ