أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فارق السنوات بين الطب والتمريض يعيق تحقيق هدفي، أرشدوني.

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 سنة، ملتزمة ومحافظة، وأشعر بحرقة وشعلة شديدة في قلبي تجاه أمتي النازفة المغتصبة.

هذا ما جعلني لا أقبل بدراستي التي ستعيق تحقيق هدفي، ألا وهو الجهاد في سبيل الله، تحت مسمى طبيبة للأمة بمفهومها الشامل الكامل، علماً أنني أعي أن مشوار الطب طويل جداً، وسيحرمني من أشياء تتطلبها الحياة، إلا أن هذا الأمر لا يهمني، وأنا لا أرى أمام عيني إلا أمتي النازفة، وكلمة الجهاد.

وأنا واعية جداً بما تحمله كلمة (جهاد)، فبالنسبة لي أن الموت هو أهون مرحلة في الجهاد، وأصعبها هو كيف وماذا سنقدم في سبيل الله بأرواحنا ونحن أحياء؟

إلا أن العائق الوحيد، هو أن معاش أبي غير كافٍ لعائلتي، وأمي مريضة -ليس مرض شديداً-، لكن ينقص بيتنا دعماً مادياً قليلاً، أما احتياجات الأمة فهي كبيرة.

قررت أن أستشيركم من باب الاستشارة التي تسبقها الاستخارة، فهل أقبل بدراستي الآن تمريض لمدة ثلاث سنوات، وأسدد احتياجات أهلي، وأكون ممرضة لأمي وأهلي، أم أدرس الطب لمدة ( 15) سنة، لكي أكون طبيبة لأمتي؟

أسألكم بالله أن تعينونني بالرد والنصح الدقيق، لأنني الآن على مفترق طرق حياتي، وعلي أن أسرع باختيار أحد الطريقين، التمريض أم الطب، طبيبة أمة أم ممرضة أهلي؟

واخترتكم أنتم -بعد الله سبحانه وتعالى- لتنيروا لي الطريق الصواب.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسماء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونحيي فيك هذه الروح العظيمة، ونؤكد لك أن الفتاة تستطيع أن تخدم دينها من أي موقع كانت، بل الفتاة هي التي تخدم دينها مرتين، بتمسكها بالدين، وبنصرها وسعيها لنصرة الدين، وكذلك تستطيع أن تنصر دينها من خلال اتقانها لعملها ومن خلال الأجيال الذين ستربيهم مستقبلا لتخرج منهم القادة العظام.

ولذلك أزمة أمتنا أزمة قيادة، ونحن نحتاج لمثل هذا الطموح العالي، وأرجو أن نؤكد أن سرعة الإنجاز وكونك تريدين التوفيق بين حقوق الأسرة وحقوق الأمة هذا هو المطلوب، بل إن خدمتك لوالدتك وحرصك على علاجها ومساعدة الأسرة، هذا في الحقيقة يساعد في نصر الأمة؛ لأن هذا من طاعة الله الذي أمرنا ببر الوالدين، ولا تظنين أن الأمة لا تحتاج إلى ممرضات، الأمة تحتاج إلى الممرض، وتحتاج إلى الفراش، وتحتاج إلى الكناس الأمين، وإلى الخبير الأمين، وإلى المعلم الأمين.

فما من وظيفة من وظائف الحياة، إلا والأمة بحاجة إليها، لكي تنهض وتنتصر، وهذا المعنى ينبغي أن يكون واضحا، فنقترح عليك أن تهتمي بهذا التخصص السريع، الذي يحقق لك القرب من الوالدة، ومساعدة الأسرة، وخدمة الأمة التي تريدينها، ثم بعد ذلك مستقبلا يمكنك تطوير هذه الدراسات إن أردت، وإلا فهذه ثغرة مهمة نحن أيضا نحتاجها، فنحن بحاجة لممرضات صالحات أمينات، ولا يستطيع الطبيب أن يؤدي دوره، إذا لم تقم بدورها ورسالتها، ولو أن كل واحد منا أتقن في موقعه، في مكانه، وشعر أنه على ثغرة من ثغور الإسلام، وراقب الله -تعالى-، وأتقن العمل، فهو يسعى في نصر الأمة، وهذا جهاد وهو أصعب الجهاد، وهو أن يعمل الإنسان ليلا ونهارا من أجل أن ينتصر هذا الدين، وأن يكون همه هو انتصار هذا الدين الذي شرفنا به، ونحن لا بد أن ننجح في جهاد البناء والعمران والاتقان، بالإضافة إلى الجهاد الحقيقي الذي يقوم به الرجال.

والمرأة هي الداعمة الأصلي لكل هذا، فوراء كل عظيم امرأة عظيمة، والمرأة المسلمة ضربت أروع الأمثلة في كونها سند للأمة وأم للجيوش والقادة، ونعبر عن سعادتنا بهذه الاستشارة التي تثلج الصدور، ونسأل الله تعالى أن يكثر من أمثالك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
التواصل مع المواقع الإسلامية وأهمية استحضار النية 598 الاثنين 04-05-2020 06:03 صـ
هل هناك مواقع وتطبيقات لتعليم المسلمين غير العرب؟ 703 الأربعاء 06-05-2020 06:00 صـ
ما الذي يجعلني أتبع الدين بدون قيود؟ 2540 الثلاثاء 24-03-2020 05:50 صـ
كيف أثقف نفسي دينيا؟ 4413 الأربعاء 26-02-2020 01:22 صـ
كيف استمر الإسلام بلا تغير مقارنة بالأديان الأخرى؟ 3611 الأربعاء 30-10-2019 03:13 صـ