أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مشكلتي الخوف والخجل وبسببهما أتجنب مخالطة كل الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم؛ لما تقدمونه من استشارات مفيدة، جعله الله في ميزان حسناتكم، وبعد:

مشكلتي هي: الخوف والخجل الذي أعتقد أنه غير طبيعي، فعندما أكون في الجامعة أو أماكن التجمعات تجدني صامتا وخائفا من أن يحرجني أحد، أو أكون بمكان سخرية فأتصبب عرقا وتتزايد نبضات قلبي.

هذه الأعراض التي تنتابني بسبب الخوف، جعلت مني إنسانا ضعيفا فاقدا للثقة، وحيدا كئيبا، وأصبحت أتجنب الناس وأتغيب عن الدراسة، وعن أي شيء به مخالطة للناس، حتى أهلي أحيانا لا أستطيع أن أتحدث معهم بارتياح، فمجرد أن تظهر علي أعراض الخوف تجدني أتجنبهم وأخرج منهم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا.

بعض الناس عندهم شيء من الخوف أو الخجل، وربما الذي قد يصل لحد الرهاب الاجتماعي؛ حيث يشعر الشخص بالانزعاج عندما يضطر للقاء الناس أو الحديث أمامهم، وخاصة الجمع الكبير من الناس، وقد يترافق هذا الانزعاج بالتوتر والارتعاش والتعرق، وبرودة اليدين، وتسارع خفقان القلب، وربما الشعور بالغثيان... وكل هذا وغيره قد يدفع الشخص لتجنب الأقرباء والناس والأماكن العامة، أو تناول الطعام أمام الناس، فنجده يفضل الجلوس في البيت وعدم الاختلاط بالآخرين.

والمشكلة أن التجنب يزيد المشكلة، ولا يحلّها.

ومن أجل علاج الأمر لا بد أولا: من وضوح التشخيص فهو من أول مراحل العلاج، وربما من دونه قد يستحيل العلاج.

ومن أهم علاجات الرهاب والخوف والأكثر فاعلية هو: العلاج المعرفي/السلوكي، وكما هو واضح من اسمه أن لهذا العلاج النفسي جانبان، الجانب المعرفي، والذي يقوم على التعرف على الأفكار السلبية التي يحملها المصاب عن الاجتماع بالآخرين ومخاطر هذا الاجتماع، والعمل على استبدالها بأفكار أكثر إيجابية.

بينما يقوم الجانب السلوكي على إعادة تعليم المصاب ببعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، يقوم المصاب بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن التي يتجنبها عادة ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا، ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

وبالإضافة لهذه المعالجة المعرفية السلوكية يمكن للطبيب النفسي أن يصف أحيانا أحد الأدوية، لا أقول: التي تعالج الرهاب، وإنما تحسن من ظروف العلاج، حيث يبقى العلاج الرئيسي هو العلاج السلوكي كما ذكرت.

وهناك العديد من الأدوية المفيدة، ويتحدد الدواء المناسب بعد تقييم الطبيب النفسي لحالة الشخص بالشكل الشامل والمناسب.

والأغلب أنه يمكنك علاج نفسك بنفسك عن طريق عدم التجنب، وإنما بالإقدام والخروج ولقاء الناس، والأكل أمامهم، حيث يمكنك القيام بهذا بالتدريج، فابدأ باللقاء ببعض الأقرباء وربما لقائهم في أماكن عامة... وهكذا حتى تعتد على ذلك، ومن الطبيعي ألا يكون الأمر سهلا في البداية، إلا أن الأمر يتحسّن مع الوقت.

ولكن إن طالت معاناتك، فأرجو أن تقوم بمراجعة طبيب أو أخصائي نفسي صاحب خبرة.

وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والنجاح.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟ 1500 الاثنين 10-08-2020 02:36 صـ
أنا شاب أعاني من الخجل والكسل، فكيف أتخلص منهما؟ 2092 الاثنين 06-04-2020 05:56 صـ
أجاهد نفسي كي أتخلص من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 2671 الاثنين 30-03-2020 04:36 صـ
أصبت فجأة برهاب وتلعثم وتعرق وتكررت هذه النوبات، فما الحل؟ 3366 الاثنين 07-10-2019 02:54 صـ