أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أنا مريضة بوساوس تدفعني إلى الإساءة للمقدسات، هل أنا كافرة أم مريضة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

عندما أذكر الله أو أسمع أي شيء عن الله ورسوله أسب الله ورسوله، لا أعلم لما يصدر مني هذا؟ هل أنا كافرة أم مريضة؟

أرجو الرد في أقرب وقت.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الذي يصدر منك هو أمر غريب وأمر عجيب، وهو أمر شيطاني ولا شك في ذلك، حاولتُ أن أضعه في أي قالب نفسي لأريح نفسي وأريحك، لكنني لم أجد مخرجا نفسيا حقيقيا، وإن كان هنالك أي مجال لوضعه –أي لوضع هذا الذي يصدر منك– في قالب مرضي فقد نقول أنه نوع من الوسوسة، لكن هذا لا يعني أبدًا أن تتخلي عن مسؤوليتك في محاربة هذا التصرف وإيقافه، وردع هذا الذي يحدث منك لأنه أمر جلل، والإنسان ما دام كامل البصيرة ومرتبطا بالواقع، يستطيع أن يفرق بين الحق والباطل والخير والشر، فهو قطعًا مسؤول عن تصرفاته.

أنا أنصحك بأن تُجالسي الداعيات، وأن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، وأن تحضري المحاضرات والدروس الدينية، وأن تأخذي هذا الأمر بجدية وغلظة، هذا ليس بالأمر السهل.

أنت ذكرت أنك لا تعلمين لماذا يصدر منك هذا، قطعًا صدور هذا القول منك لا يوجد دليل يُثبت أنك تفتقدين عقلك في تلك اللحظات، لأن المبدأ النفسي العام يقول: مَن لا يدري لا يدري أنه لا يدري، فأنت الآن على دراية كاملة لما يحدث، فأرجو أن تضعي كوابح لنفسك، وتستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تُكثري من الاستغفار، ويا حبذا أيضًا لو ذهبت إلى طبيب نفسي، وتحاولي أن تجربي الأدوية المضادة للوساوس علَّها تكون ذات فائدة لك، ومن هذه الأدوية عقار (فافرين)، لكني لا أريدك أبدًا أن تجربي الدواء قبل أن تذهبي إلى الطبيب.

أنا أحاول أن أحسن الظن وأقول لك أنه ربما يوجد جانب مرضي، لكن لا أريد أن يؤخذ هذا الأمر بتهاون، والطبيب سوف يحسم هذا الأمر حين تقابلينه، وسوف يُجيبك -إن شاء الله تعالى- أحد الأخوة المشايخ ويُسدي لك النصح كيف تواجهين هذا الأمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب مجددًا، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية، وأن يُذهب عنك كل سوء ومكروه.

نصيحتنا لك -أيتها البنت العزيزة- أن تكوني جادة في الأخذ بالأسباب التي تخلصك من الوساوس، وهي -بإذنِ الله تعالى- سهلة ويسيرة، وستؤتي ثمرتها إذا توكلت على الله وأحسنت الظن به، وأكثرت من دعائه واللجوء إليه، فظننا بالله أنه لن يخيبك، فهو الرؤوف الرحيم.

ما ينفعك -أيتها البنت العزيزة- في دفع هذه الوساوس هو الإعراض عنها كليَّةً، لا تلتفتي إليها ولا تهتمي بها، ولا ترتبي شيئًا عليها، فمهما حاول الشيطان أن يسول لك بأنك قد سببت الله تعالى أو وقعت في شيء مما يُخرجك عن دينك وملتك، فلا تهتمي بذلك ولا تكترثي له، وإن جرت ألفاظ على لسانك من غير اختيار منك فإنك لا تؤاخذين بذلك، فإن الكفر لا يكون كفرًا إلا إذا انشرح به الصدر، كما أرشدنا القرآن إلى ذلك، وأنت لم يتحقق منك الرضا بالكفر والطمأنينة به، فلا تلتفتي لما يحاول الشيطان أن يُحزنك بسببه، فإن غاية ما يتمناه الشيطان أن يظفر بك في مستنقع الحزن واليأس من رحمة الله، فتنقطعي عن العمل والطاعة ويكرِّه إليك الأعمال الصالحة ويُبغضها إليك، ويحاول إقناعك بأنك قد تركت الدين وخرجت منه، وغير ذلك من الوساوس الشيطانية التي يحاول أن يظفر بك فيها، فادفعي تلك الوساوس كلها بالاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، والتوجه إلى الله تبارك وتعالى باضطرار وصدق أن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره، وأشغلي نفسك إذا عرضت لك تلك الخواطر بشيء آخر من أمر دين أو دنيا، فإذا سلكت هذا الطريق وصبرت عليه، فإن الله تعالى سيُذهب عنك ما تجدين وما تعانين من أثر الوسوسة.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالشفاء، وأن يُلبسك لباس العافية.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
صديقي ومشكلته مع الوسواس 1757 الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ 978 الأحد 09-08-2020 02:33 صـ
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ 936 الأحد 09-08-2020 05:28 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 2019 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟ 2691 الأحد 19-07-2020 03:25 صـ