أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : حب التصدر والشهرة وكيفية التخلص من هذا الداء!
ما علاج حب التصدر والشهرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khallad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
الأخ الفاضل: جميل من الإنسان أن يسأل عما يصيبه من درن ليتخلص منه، والأجمل أن يضع يده على الداء بنجاح. ومن الداء المنتشر اليوم للأسف حب التصدر وشهوة التقدم والرئاسة، وخطرها على النفس شديد، ومن تلك المخاطر: تعـريـض النفس للفتنـة في الديـن، والحرمان من توفيق الله وعونه وتسديده؛ (فإنك إن أُعطيتها عن مسألة وكلت إليها).
وفوق ما مضى بل وأخطر منه: وصول المتصدر حدا لا يفرق فيه بين الانتصار للدين والانتصار للهوى، بل ينتصر لهواه على حساب دينه عياذا بالله.
وعلاج هذه الظاهرة يكمن في عدة أمور:
أولا: معاهدة النفس بالتربية، وهضم حقها، فالنفس حتى تنتصر منها لابد أن تتعامل معها كما يتعامل الرجل مع شريكه الخائن، يحتاط له ويحذر منه ولا يأمن له البتة.
ثانيا: الرضا بما منحك الله إياه والعمل فيما منحت بالجهد اللائق بك كمسلم كما صوره النبي بقوله: (طوبى لعبد آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعثٍ رأسه، مغبرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كـان فـي الـسـاقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يُشَفّع).
ثالثا: لا تتكلم إذا وجدت شهوة الحديث قائمة، ولا تتصدر إذا وجدت نزعة التصدر قائدة، بل اجعل الهدف مرضاة ربك في صمتك وقولك.
رابعا: أخذ العبرة والعظة من حال السلف وحرصهم على الخفاء، وكراهيتهم الشهرة والتصدّر، وكــــل ما يؤدي إليها، ومحاولة عزل أنفسهم من بعض المواقع كما حصل من أبي بكـر، وعبد الرحمـن بن عـوف، والحسن، وعمـر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنهم ـ، والأمثلة كثيرة، تركوها لله، لانشغالهم بمرضاته، وتوحّد همّهم وقصدهم، فتكفّل الله لهم بخير الدارين، فعوّضهم الله بشرف التقوى، وهيبة الخلق، قال ـ عز وجل ـ: ((إنَّ الَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وداً)) [مريم: 96]، وقال: (وما تواضع أحد لله إلارفعه)، وقال: (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي).
ولا يمكن بحال تحصيل هذه المنزلة لمن كان في قلبه حب المكانة في قلوب الخلق في الدنيا؛ لأن هذا من أعظم الصوارف عن الله ـ تعالى ـ.
كتب وهب بن منبه إلى مكحول: (أما بعد: فإنك أصـبـت بظاهر علمك عند الناس شرفاً ومنزلة، فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى، واعـلــــم أن إحدى المنزلتين تمنع من الأخرى). والمراد بالعلم الباطن: المودع في القلوب من معرفة الله وخشيته ومحبته ومراقبته، والتوكل عليه والرضى بقضائه والإقبال عليه دون سواه... فمن أغل نفسه بالمحافظة على ما حصل له من منزلة عند الخلق كان ذلك حظه من الدنيا، وانقطع به عن الله".
وأخيرا: ملازمة أهل الصلاح والتعلم منهم والتأدب على أيديهم؛ فإن المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، والذئب يأكل من الغنم القاصية.
نسأل الله لك السداد والتوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ | 3483 | الخميس 23-07-2020 05:29 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3580 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! | 1991 | الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ |
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! | 1630 | الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4144 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |