أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعرض الزائد للفورمالين بشكل حاد أو لمدة قصيرة قد يؤدي إلى: تهيج بالعيون والأنف والحلق والجلد، وكذلك التعرض المتكرر ولفترات طويلة قد يؤدي إلى ظهور أكزيما أو تحسس بالجلد، وربو بالرئتين، والفورمالدهيد والمركبات المتعلقة به من المركبات المسرطنة المعروفة.

والخطورة -أختنا الكريمة- في العادة تنتج عن الاستنشاق المتكرر ولفترات طويلة للأبخرة كما ذكرت، وبالأخص للموظفين الذين يعملون في بيئة يوجد بها الفورمالين في الجو بنسبة أكبر من تلك المسموح بها، وكذلك التعرض لمدد أطول من المسموح بها، وفي البلاد المتقدمة يوجد تفتيش دقيق على ذلك، ويوجد قواعد تحدد العمل في تلك البيئة، ويوجد لكل مستحضر النشرة الخاصة بكل الأمور المتعلقة به وباستخدامه، ويمكن أيضا للفورمالين أن يمتص من خلال الجلد عند التلامس معه.

وفي حالتكم أتصور أنه لا داع للقلق المبالغ فيه، ولكن كان عليك أن تختاري منتجا خاليا من الفورماليد أو المركبات التي تتحول إليه، وأن تستخدميه بالطريقة المثلى والآمنة، والتعرض لمرة واحدة لا أتصور بأنه من الممكن أن يسبب لك مشكلات مزمنة أو تغيرات سرطانية -لا قدر الله-، ولا توجد اختبارات مثل: فحص الدم أو البول يمكنها تحديد وجود الفورمالدهيد، ولكن توجد وسائل طبية لمتابعة الموظفين الذين يتعرضون بشكل يومي للفورمالين، وهذا لا ينطبق عليك بشكل فعلي، وبالأخص أن المستحضر الذي استخدمته توجد به نسبة قليلة من الفورمالين، وتركه لفترة أطول من اللازم كان من الممكن أن يسبب تحسسا أو جفافا أو قشورا إذا كان تركيز الفورمالين عاليا، وأتصور أن ذلك لم يحدث، ولا أتصور وجود تأثير على المخ أو ما شابه، فلا تقلقي.

وأخيرا: التعرض للفورمالين له تأثير على الجنين، ولكن في ظروف التعرض المستمر للأشخاص الذين يعملون في بيئة توجد بها نسبة كبيرة من الفورمالين، وأتصور أن ذلك لا ينطبق عليك، وأنصح بمراجعة طبيب أمراض النساء والتوليد لمناقشته في ذلك، ولمتابعة نمو الجنين بشكل مناسب.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.