أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mostafa Ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كثيرًا على تواصلك معنا في إسلام ويب، وقد وصلتنا منذ أيام قليلة استشارة مشابهة جدًّا لاستشارتك هذه.
الذي أود أن أقوله لك -أيها الفاضل الكريم– ظاهرة سماع الأصوات داخل الدماغ هي حالة مرضية معروفة جدًّا في الطب النفسي، وهي ذات أنواع مختلفة، وهذه الأصوات تأتي بأساليب مختلفة جدًّا، فالإنسان قد يسمع صوتًا واحدًا أو عدة أصوات لأشخاص يعرفهم أو لا يعرفهم، أحيانًا تتحدث هذه الأصوات بلغة لطيفة وجميلة ومحببة، وأحيانًا تلجأ هذه الأصوات للشتم والكلام البذيء، وأحيانًا يكون الكلام محايدًا، وربما تقوم هذه الأصوات ببعض التعليقات على فعل الإنسان الذي يسمعها، (وهكذا).

أيها الفاضل الكريم: أقول لك وبكل تواضع: لا أعتقد أن هذه الظاهرة ناتجة لفيروس كمبيوتر ينتشر بين البشر، الذي توصل له العلماء هي أنها في الغالب تنتج من نوع من الإجهاد النفسي الذي يؤدي إلى اضطراب في كيمياء الدماغ، هناك مادة تسمى بـ (الدوبامين Dopamine) وأخرى تسمى بـ (سيروتونين Serotonin) وهذه تسمى بالموصلات العصبية، لأسباب وظروف غير معروفة ربما يحدث فيها نوع من عدم التوازن.

وبفضل من الله تعالى توصل العلماء الآن للأدوية التي تساعد في توازن هذه المواد العصبية الداخلية، وقطعًا لإعادتها إلى وضعها الطبيعي يعود على الإنسان بالصحة والعافية, ويؤدي إلى اختفاء هذه الأصوات.

أخي الكريم: لا بد أن أرشدك وأطلب منك وأنصحك بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، هذا مهم وضروري جدًّا، وإن شاء الله تعالى سوف تنتفع كثيرًا من هذه المقابلة، وأنا حريص أن يكون ذهابك مبكرًا للطبيب؛ لأن التدخل الطبي المبكر وتناول العلاج الصحيح بعد إثبات التشخيص، هذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى الشفاء وإلى التعافي واختفاء هذه الهلاوس السمعية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في موقعك إسلام ويب.