أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل أنا مصاب بالاكتئاب أم أني فاشل في حياتي؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر فريق إسلام ويب، والذي لا يكاد يمر يوما دون زيارة مني، وخصوصا الدكتور محمد، فبارك الله في جهودكم.

عمري 27 سنة، معلم أعاني من القلق منذ 7 سنوات، 4 سنوات في الكلية، كدت أن أفصل من الكلية بسبب القلق، وبدأ يزداد أثناء التطبيق العملي في المدرسة لمدة فصل كامل، ولكني ضغطت على نفسي حتى تخرجت من الكلية، وجلست عاطلا لمدة سنة، وتوظفت في شركة لمدة سنة، ورجع لي القلق من جديد، وكان دوامي على فترتين، والراتب زهيد.

بعدها تعينت معلما براتب ممتاز، بعد التعيين ازداد لدي القلق، وصرت أكره العمل، فقلت في نفسي هذا طبيعي؛ لأنني مستجد، السنة الثانية نقلت لمدينة نجران فأصبح القلق أشد، وبدأت نفسي تراودني بالتحويل لعمل إداري هروبا من الطلاب.

السنة الثالثة نقلت لمدينة الخميس، وقربت من أهلي، ولكن باغتني القلق من جديد، لدرجة أني تركت العمل منذ شهر، ذهبت لطبيب نفسي، ووصف حالتي بالقلق الاكتئابي ووصف لي علاج سبرالكس شهر نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، وحبة لمدة أسبوعين ووصف لي أيضا أتيفان شهر حبة يوميا لمدة أسبوعين ونصف حبة اسبوعين.

ملاحظات:

- منذ تركت العمل لا أرد على اتصالات المدير وزملائي المعلمين.

- والداي مصابان بالأمراض النفسية، والدي توفي قبل 17 سنة كان مصابا بالفصام.

- والدتي مصابة بالهلع، وتبكي بدون سبب، وأحيانا تودعنا وتقول أنها سوف تموت.

- أحيانا أكره الطلاب، وأحيانا أشفق عليهم بسبب التعليم في بلادنا العربية.

- أتمنى أن أشتغل 12 ساعة، ولا أقابل الطلاب، تواصلي الاجتماعي قل بعدما كنت ملء الفؤاد والبصر.

- زملائي أصغر مني تزوجوا وخلفوا، وأنا لم أتزوج بعد مع أني سليم من الناحية الجسدية والجنسية.

- الدكتور أعطاني أسبوعين راحة من العمل، ولم أستطع الذهاب للمدرسة لإبلاغهم، ولم أبلغهم إلا عن طريق الرسائل النصية.

لم أعد أهتم حتى ولو فصلوني أريد أن أستمتع بحياتي. لم أعد أصلي في المسجد، وصرت أجمع الصلوات مع بعض، وأقصر مع أني لست مسافرا وبررت لنفسي بأني مريض نفسي.

شهيتي متقلبة مرة منعدمة ومرة لدي شراهة في الأكل. نومي يصل أحيانا إلى 12 ساعة، لا أستطيع أن أنام إلا بعد جهد جهيد.

لا أرد على اتصالات أقاربي وأكون قلقا جدا، حتى والدتي أحيانا لا أرد على اتصالاتها؛ لأنني أعتقد خيبت ظنها بي.

أخيراً: هل أنا مصاب بالاكتئاب أم أنا فاشل في حياتي، وأريد أن أختلق المرض النفسي لكي أبرر لنفسي من الفشل؟!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معلم متفائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت وتفضلت حدث لك فيما مضى نوبات قلق، وقد يكون القلق أصلاً جزءا من البناء النفسي لشخصيتك - ونسبة لحساسيتك ومراقبتك الشديدة لوظائفك النفسية والسلوكية – حدث لك ما يمكن أن نسميه بحالة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب النفسي.

كما تلاحظ أعراضك كلها تُشير لافتقادك للدافعية، وربما يكون هنالك شيء من اللامبالاة، واستسهال الأمور، هذا ليس ناتجًا من إهمال في شخصيتك أو قصور فيها، لكنه ناتج من ضعفك لتقدير ذاتك، فأنت رجل صاحب إمكانيات، لكنك دائمًا تنتهج المنهج السلبي، من حيث التفكير، من حيث المشاعر، ومن حيث الأداء.

فيا أخي الكريم: أنا لا أراك فاشلاً في حياتك، لكني أراك رجلاً صاحب طاقات نفسية وجسدية وفكرية ممتازة، لكنها حبيسة، وأنت لم تعطها الفرصة الكاملة للانطلاق.

فيا أخي الكريم: ضع بعض الكوابح والضوابط على ذاتك، ارجع إلى عملك دون أي مساومة، واعرف أن قيمة الرجل في العمل، وأن العمل هو وسيلة تأهيلية مهمة جدا بالنسبة لك.

يجب أن تحسن أيضًا إدارة الوقت، يجب ألا تضيع أي سنوات جميلة من عمرك، هكذا انظر للمستقبل بتفاؤل وأمل ورجاء، وأنت لديك الإمكانيات، لديك المقدرات، لديك الطاقات، فأرجو أن تعطيها الفرصة لتخرج من مخبأها وتستفيد منها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أرى أنه مهم بالنسبة لك، ونوعية الأعراض التي تحدثت عنها تستجيب بصورة أفضل لعقار (بروزاك)، والذي يعرف باسم (فلوكستين)، لا شك أن (السبرالكس) عقار رائع وممتاز، وإن أردت أن تستمر عليه فليس لي اعتراض على ذلك أبدًا، لكن ربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا على الأقل.

بالنسبة للـ (أتيفان)، والذي يعرف علميًا باسم (لورازبام) هو دواء جيد على المدى القصير، لكن الاستمرار في تعاطيه قد يكون سلبيًا، وذلك نسبة للسمات الإدمانية المرتبطة بهذا الدواء، وأنه يثبط كثيرًا من مشاعر الإنسان الإيجابية.

فإذًا إما أن تستمر على السبرالكس، أو إذا أردت أن تنتقل إلى البروزاك، فلا مانع في ذلك، لكن بعد استشارة طبيبك.

البروزاك له ميزة أنه يجدد الطاقات ويحسن الحيوية لدى الإنسان.

أنا أعتقد أن ممارسة الرياضة مهمة وضرورية جدا بالنسبة لك.

موضوع الصلاة لا مساومة فيه، ولا جدال فيه ولا تأخير فيه أبدًا، هذه خطوط حمراء يجب ألا تتعداها بكل قوة وعزيمة.

لابد لأن تكون لديك مبادرات في داخل أسرتك، أنا أقدر أنك عشت ظروف اليتم، وفي ذات الوقت كان والدك – عليه رحمة الله – مُصابًا بالمرض، وكذلك والدتك الآن من قلق المخاوف، وربما يكون لديها عسرًا في المزاج، وبهذه المناسبة أرجو أن يكون جزءً من برك لها أن تتحمل مسؤوليتها العلاجية، الهلع يمكن أن يعالج، الاكتئاب يمكن أن يعالج، هذه التوجهات السلبية يمكن أن تعالج، فأرجو أن تقوم بهذه المهمة، وأنا على ثقة كاملة بعد أن تُنجز ذلك أنه سيأتيك شعور بالمكافئة والإثابة الداخلية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2475 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1230 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ