أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك وسلامة طفلك، ونسأل الله عز وجل أن يجعله من أبناء السعادة في الدارين.
من خلال المعلومات الواردة في رسالتك، أستطيع أن أستنتج بأن: طفلك كان يعاني من انسداد في المريء، وهو ما سبب زيادة في حجم السائل الأمنيوسي حوله، فذلك أحد طرق تصريف السائل الأمنيوسي من حول الجنين، وهي ابتلاع الجنين لجزء من هذا السائل بشكل مستمر، فإن كان هنالك انسداد في المريء، فلن يتمكن الجنين من ابتلاع السائل، وسيحدث تجمع وزيادة في السائل حول الجنين، وهو ما سبب لك كبر البطن الشديد، والتنفخ خلال الحمل.

وإن حدوث استنشاق للسائل الأمنيوسي، أي دخول جزء من السائل إلى الرئتين من قبل الجنين، هو أمر قد يحدث خلال الولادة الطبيعية أو خلال العملية القيصرية، وقد لا يمكن دائما منع مثل هذا الاختلاط، على كل حال، فالحالة قد عولجت - والحمد لله - فإن لم يرافق انسداد المريء أي تشوهات خلقية أخرى، فإن الحالة لن تؤثر على طفلك مستقبلا - إن شاء الله -.

وبالنسبة للألم والقساوة التي تشعرين بها في أسفل البطن، ومكان الشق الجراحي، فإن سببها على الأرجح هو الخياطة في تلك المنطقة، فبسبب كثرة السائل الأمنيوسي داخل الرحم؛ فإن جدار الرحم قد حدث فيه تمطط وارتخاء، وعند خياطة الجرح قد تصعب مطابقة حواف الجرح المتهدلة بشكل جيد، فتحدث فيها بعض التكتلات التي تتطلب إضافة عدد كبير من الغرز لمنع النزف فيها، وهذا يعني بأن فترة شفاء هذه المنطقة ستكون أطول من المعتاد، وقد يحدث فيها تليفات، وهي عبارة عن القساوة التي تشعرين بها الآن، ولكن مع الوقت ستخف وتزول - بإذن الله - وأنصحك بتطبيق الكمادات الحارة على المنطقة، مع تدليكها بلطف شديد بأحد الكريمات الطبية، مثل: كريم جونسون للأطفال.

أما بالنسبة لانقطاع الدورة وأنت غير مرضعة، فقد يكون بسبب أن هرمون الحليب ما يزال مرتفعا في الدم عندك أو قد يكون بسبب زيادة الوزن، أو للسببين معا، على كل حال، من الأفضل أن يتم عمل تحاليل هرمونية أساسية لك الآن للتأكد من عدم وجود ارتفاع في هرمون الحليب أو من وجود خلل هرموني خفي مثل اضطراب الغدة الدرقية، والذي هو أيضا يعد من أسباب السمنة، وكذلك تكيس المبايض، والتحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS-CORTISOL

فإن وجد سبب أو خلل فبعلاجه - إن شاء الله - ستنزل الدورة، وينخفض وزنك بالتدريج، وإن لم يتبين وجود سبب، فقد يكون لديك تكيس غير ظاهر على المبيض، قد سببته السمنة المفاجئة، وهنا أنصحك بالعمل قدر الإمكان على خفض وزنك، وليس من الضروري خفضه بدرجة كبيرة، فيكفي خفضه من 5-10% في المرحلة الأولى، لتعود الدورة في كثير من الحالات منتظمة، وليزول التكيس في المبايض إن وجد.

إن وزنك زائد عن المعدل المقبول لطولك بما مقداره 33 كجم، وأفضل طريقة لخفض الوزن هي تناول عدد سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم، وبالنسبة لك فإنه يلزمك تناول حوالي 2900 وحدة حرارية يوميا، وإن قمت بتقليل عدد السعرات الحرارية التي تتناولينها يوميا بمقدار 500 سعرة فقط، أي تناولت فقط 2400 وحدة فقط، فإن وزنك سينخفض تقريبا 1 كجم كل أسبوعين، أي 2 كجم كل شهر، وإن تناولت 1900 وحدة فقط، فسينزل وزنك 4 كجم كل شهر، أي في خلال 8 أشهر تقريبا ستصلين إلى الوزن المثالي - بإذن الله تعالى - وإن مارست رياضة يومية لمدة ساعة، فستكون هذه الفترة أقصر بكثير، ولا ننصح بأكثر من هذا الخسارة في الوزن شهريا، لأن الخسارة التدريجية للوزن أفضل لتنظيم عمل المبايض من الخسارة الكبيرة والمفاجئة.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.