أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om .s حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل – يا عزيزتي-، إن زيادة ماء رأس الجنين، أو ما يسمى باللغة العربية الطبية (استسقاء رأس الجنين) يترافق وبنسبة قد تصل إلى 80% مع تشوهات في أجهزة أخرى من جسم الجنين، أهمها: الدماغ نفسه، القلب، والكلى.

إن أكثر تشوه يحدث في الدماغ ويرافق استسقاء الرأس، هو كيسات في الدماغ، وأكثر تشوه يحدث في الكلى هو استسقاء الكلية أو ضمورها، أما بالنسبة للقلب فإن أكثر تشوه هو وجود ثقب في بين بطينات القلب، ومرض (فاللوت)، وضمور الجهة اليسرى من القلب، ويبدو بأن كل هذه التشوهات قد تصادف حدوثها عند جنينك -وللأسف-، وهذا بالطبع يجعل إنذار الحالة أسوأ مما لو كان استسقاء الرأس منفرداً لا ترافقه تشوهات أخرى، وبناء على ما بين أيدينا من دراسات وإحصاءات، فإنني أقول لك بكل وضوح وصراحة: إن احتمال بقاء جنينك على قيد الحياة هو تقريبا 33% فقط، بينما احتمال وفاته يصل إلى 67%، هذا والعلم عند الله عز وجل.

والآن يجب محاولة وضع تشخيص لسبب الحالة عندك، هل هي بسبب خلل في صبغيات الجنين؟ أم بسبب التهابات فيروسية؟ أم هكذا بدون سبب واضح؟ لذلك يجب عمل بزل للسائل الأمنيوسي، أي سحب عينه منه لفحص صبغيات الجنين، وعمل زراعة للسائل الأمنيوسي للكشف عن وجود أي التهابات تكون هي السبب.

وفي مثل هذه التشوهات لا نعتمد على حركة الجنين في تحديد سلامته، وإنما يجب متابعة الحمل بالتصوير التلفزيوني بجهاز متقدم، وبتخطيط قلب الجنين، وعندما يتم التأكد من نضج رئتي الجنين، فيجب أن تتم الولادة، ويجب السعي لأن تكون الولادة طبيعية، أي يجب عدم التسرع في اللجوء إلى القيصرية إلا في حالات معينة ولأسباب والدية، أي يكون الخوف فيها على الأم.

أسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يجعل صبرك في ميزان حسناتك بإذن الله.