أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعيش في عذاب واكتئاب بسبب تشويه أبي لسمعتي.. ماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 26 سنة، موظف حاليا، وعندي 5 إخوان، وأخت واحدة، وكنت عند والدي، وكان إنسانا قاسيا علينا وعلى أمي، وكنا كل يوم نعيش عذابا وإهانات، وقد دمر شخصيتي وثقتي بنفسي، ولكني كنت صابرا، ولكن وصل به الأمر إلى أنه قام بالتحرش بأختي قبل 5 سنوات، وعندما علمت بالأمر واجهته بكل أدب، ولكن أخذته العزة بالإثم، وقام بطردي أنا وإخواني وأمي وأختي، وكان يهددنا بالمسدس لو لم نخرج.
وبالفعل خرجنا من البيت، ولم يعطنا أي شيء من أغراضنا أو ملابسنا، وذهبنا عند خالي لبضعة أيام وقمت بإخبار جدي، وقام بالاتصال بوالدي الذي هو ابنه، ولكنه كان متمسكا برأيه، وقال لن أدعهم يعودون إلى البيت وذهبنا للعيش مع جدي في القرية لمدة 6 أشهر تقريبا عانيت فيها الذل والإهانة حتى أوفر لأمي وإخوتي العيش الكريم، وكان أبي دائما يرسل لنا رسائل تهديد.
وبعدها أتى أبي للقرية، وقام بالاجتماع مع جدي وأعمامي، ولم نعلم ماذا دار في اجتماعهم إلا أنه بعد فترة قال جدي لنا: لن أستطيع أن أقف في وجه ابني أمام الناس، وقام جدي وأبي بطردنا من البيت الذي في القرية وخرجنا، ولم نكن نملك إلا الملابس التي علينا، وعندما خرجنا نظرت في عيني جدي وقلت له: حسبي الله ونعم الوكيل، وذهبنا إلى الرياض، ووالله لم يمض أسبوع حتى سمعنا بوفاة جدي مع أنه كان يتمتع بصحة جيدة، لكن الله يمهل ولا يهمل، وبعدها توظفت وعملت حتى أوفر لأهلي السكن ومن أجل أن يواصل إخواني دراستهم، وبالفعل نسيت نفسي، ولم أهتم بها، وكنت دائم التفكير كيف أعوض أمي وإخواني، وأحاول أن أسعدهم.
مرت الأيام -والحمد لله- توظفت في وظيفة حكومية، وراتبها عال، وهي أخصائي مختبر، وبعدها ساعدت إخواني إلى أن أكملوا دراستهم، و4 منهم موظفين الآن -ولله الحمد-، ولكن المشكلة أنهم لم يعودوا كالسابق، ونسوا كل تضحياتي لأجلهم.
تعبت نفسيا من ذلك، وأعاني من القولون، وعندي أرق ووالله أحس نفسي أصبحت انطوائيا جدا، ولم أعد أرغب بالحياة، ولم يعد لها طعما؛ لأن قلبي تألم وانجرحت من كل الناس الذين أحبهم، أصبحت وحيدا، ولم أعد أرغب بتكوين صداقات، ولم أعد أهتم لأي شيء في الحياة.
والمشكلة أنه عندما رغبت بالزواج كل الناس ترفضني، لأن أبي شوه سمعتي، وقال عني كلاما كثيرا، والناس ترفضني بسبب أبي ومشاكله، ووالله أني إنسان أخاف الله، وأحافظ على صلاتي، وأقسم بالله مع أني شاب وسيم -ولله الحمد- وأعمل في المستشفى، ولكني لم أفكر في الحرام، ولقد تعرضت لمواقف كثيرة مع البنات، لكن ما زلت صابرا، ولا أرغب بالحرام.
مشكلتي الآن أنه لم يعد لدي أحد في الحياة لا صديق، ولا أخ ولا أب، ووالله إني لا أعرف طعم النوم، ولا طعم الحياة والحزن، لم يعد يفارقني، ووالله إنني حاولت جاهدا أن أكون سعيدا، لكن الأمر ليس بيدي أصبحت مكتئبا؛ ﻷنني تعذبت في حياتي بسبب ذنوب غيري، أريد أن أتزوج وأبدأ حياة جديدة؛ لأن الألم والوحدة قتلتني.
أرجوكم ساعدوني، لا أريد كلاما فقط أريد حلا، أرجوكم أعلم أنني لم أستطع أن أشرح حالتي النفسية جيدا، لكني أكتب هذه الرسالة ودموعي تذرف، وأفكر بالانتحار كثيرا، أتمنى تفهموني وتساعدوني، ولكم جزيل الشكر والعرفان.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ودعنا في البداية نسجل إعجابنا بهذه الشهامة، وبهذه الغيرة على الأعراض، إعجابنا بهذا النجاح وبهذا الصبر، ومن يملك مثل هذه النفسية لا ينبغي أن ينهزم أو يضعف، نوصيك بكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واحتساب الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، واعلم أن المعروف الذي قمت به تجاه هؤلاء (الوالدة والإخوان والأخت) والموقف الذي وقفته لن يضيعك الله تبارك وتعالى فيه، فاتق الله في نفسك، واصبر واحتسب، واعلم أن أبواب الخير واسعة.
إذا كان الذين يعرفونك لم يزوجوك فإن فرصتك ستكون واسعة في اختيار الزوجة الصالحة التي تُكمل معها مشوار الحياة، وستجد الجميلات الصالحات المتدينات الحريصات على الخير، وأمثالك عملة نادرة فلماذا تحزن؟ ولماذا تضعف؟
ونؤكد لك أن في الزواج من امرأة صالحة حل كبير بالنسبة لك، وانطلاقة جديدة بالنسبة لحياتك الجديدة، وهذه تجربة نحن (حقيقة) نسجلها ونسجل إعجابنا بها، ونحمد الله تبارك وتعالى الذي وفقك، ونؤكد لك أن الله الذي وفقك حتى قمت بهذا العمل العظيم هو موجود، فالجأ إليه، هو الوهاب فتوكل عليه، واسأله من خزائنه، اسأله التوفيق والعافية والهداية، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.
أتمنى أن تُكثر من ذكر الله، وأن تردد {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنها كلمات قالها نبي الله يونس فقال الله بعدها: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نُنجي المؤمنين}. أرجو أن تردد هذا الذكر، وأن تكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومن كلمة {فصبر جميل والله المستعان} كلمة قالها يعقوب، فرد الله عليه الولد والبصر، وقالتها عائشة فأنزل الله براءتها من فوق سبع سموات، وقالها عثمان فثبته الله وسدده الله حتى مضى إلى الله وهو صائم وتساقط دمه على قول الله: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} فكان العظيم هو الذي انتقم لعثمان رضي الله عنه وأرضاه.
إن باب الأمل واسع، وأنت ولله الحمد نجحت، وستمضي في نجاحات كبيرة، فلا تتذكر المواقف السلبية، واعلم أن الناس يتغيروا، كما حصل من الجد، وكما حصل من الأب، لا تستغرب المواقف من الآخرين، لكن نوصيك وأنفسنا بأن يُخلص الإنسان في عمله لله، فإن الإنسان إذا أخلص لله نال الأجر والثواب، لا يضره بعد ذلك مواقف الناس سلبية كانت أو إيجابية.
ونعيذك بالله من فكرة الانتحار، فإن هذه جريمة الجرائم، وإنسان عاقل مثلك عنده من اليقين والإيمان – نحسبك ولا نزكيك – ما ينبغي أن يفكر بهذه الطريقة، فتعوذ بالله من الشيطان، وأقبل على الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد.
واعلم أن الرجل عملة نادرة، فكيف إذا كان رجلاً صاحب وظيفة، أعطاه الله وسامة، له هذا التاريخ الناصع في خدمة الأسرة، ستجد من هم أفضل من الذين رفضوك، ستجد - إن شاء الله تعالى – المرأة الصالحة التي تسعدك وتساعدك في إكمال مشوار الحياة، وندعوك إلى أن تفتح على نفسك آفاق الاختيار.
ونتمنى أن تجد من أهلك من العقلاء والفضلاء من يتفهم هذا الوضع، ولا شك ستجد في الأخوال، وفي الأعمام من فيه خير، وأرجو أن يكون هؤلاء عونًا لك، ولو كان للجميع سلبية فإن الله معك، وإذا كان الله معك فلتكن الدنيا عليك، فالإنسان ينبغي أن يُصلح ما بينه وبين الله تبارك وتعالى ويتوكل على الله تبارك وتعالى، وأبشر بالخير والتأييد من الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لك التوفيق السداد والهداية.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أهلي يرفضون استقلالي بعد الزواج، فما العمل؟ | 904 | الأحد 12-07-2020 03:21 صـ |
كيف نتعامل مع والدنا القاسي؟ | 2461 | الأربعاء 17-06-2020 02:31 صـ |
صديقي يشكو من أن شخصيته مدمرة بسبب قسوة أبيه! | 3263 | الثلاثاء 19-05-2020 02:09 صـ |
أشعر بالاضطهاد من أهلي لأنني أريد الزواج بفتاة منتقبة، ماذا أفعل؟ | 1155 | الثلاثاء 28-04-2020 09:26 مـ |
كيف أجمع بين الأمور الدينية والدنيوية دون أن أفتن بالدنيا وزينتها؟ | 2216 | الأحد 02-02-2020 05:08 صـ |