أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أرهقتني نفسيتي، فكيف السبيل إلى حياة طبيعية مليئة بالتفاؤل؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 19 سنة، في أولى جامعة، ولكن أشعر أنني لا أعيش سني، دائما أفكر، ودائما حاملة للهم، وأفكر في كل ما هو سيء، والجانب الأسوأ، وهذا بمرور الوقت انعكس علي، فأصبحت من أقل شيء أتوتر بصورة دائمة، سواء كان في دراستي، أو في حياتي، وأخذت أشعر دائما بالضيق، والاختناق، وصعوبة التنفس، وكأن أحدا يمسك بحلقي، وأجد صعوبة في بلع ريقي، وأشعر ببرودة في أطرافي مع رعشة، وهذه الحالة تأتيني مع التفكير.

1- أثناء الدراسة ليست لدي أي ثقة بنفسي، وعندما أذاكر دائما أشعر بالنسيان، أو أني سوف أدخل الامتحان وأرسب، وبعد الانتهاء أخاف أن أشعر بالارتياح أو الفرح، حتى لا يأتيني ما يحزنني، ثم أبدأ في البكاء، ولا آكل شيئا، مع العلم أن أهلي لا يشكلون لي أي مشكلة، ودائما يقولون لي: لقد قمت بأداء واجبك، وافعلي أي شيء.

2- وإذا سأل المعلم في بداية الحصة، فإني أكون متوترة وأخاف، وضربات قلبي تتسارع وأرتعش حتى ينتهي ولا يسألني، لا أحب الشفوي، وإذا سألني أكون عالمة بالإجابة كاملة ولكن لساني يتعثر ويمكن أني لا أعرف أن أرد أو أقول إجابة ناقصة، وهذا يحدث إذا وقفت أمام الكثير من زملائي في الصف، فإني أشعر بأنهم سوف يستهزئون بي، ولكن أصدقائي ومعلمي يقولون: بأني محبوبة من الناس، ومحترمة ومتفوقة.

3- أما جدتي فهي دائمة المشاجرة مع أبي، فهي تسكن معنا في نفس العمارة، وعندما يتناقشون، أكون متوترة وخائفة؛ لأنها عندما تتشاجر مع أبي تبدأ بالدعاء عليه، مع أنه يسعى بكل الطرق لإرضائها، ولكنها تشعر بأنه يهتم بنا أكثر منها، حتى أصبحت أحلم بها وهي تتشاجر مع أبي.

4- وأما مع أصدقائي فأنا لا أحب أن أدخل معهم في خلاف، وعندما يتناقشون معي في خلاف؛ فإن ضربات قلبي تتسارع، وريقي ينشف، ولا أستطيع الأكل.

5- كنت أمارس الرياضة، وكنت في فريق، ودخلت بطولات، ولكن في بعض الأوقات كان يأتيني دوار، وعندما كنت في 13 من عمري أغمي علي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أخاف على نفسي من الدوار، فأصبحت كلما أنزل للتمرين؛ أشعر بأنه سيغمى علي، وأنني سوف أغرق.

ذهبت إلى الأطباء للفحص، وأجريت التحاليل، ورسم القلب، وتحليل الغدد، والأشعة، وكانت كلها سليمة - والحمد لله -، وبعدها في 15 من عمري، توقفت عن التمرين.

6- عندما أقف في طابور لطلب طعام، أو دفع المصاريف، أو شيء ما أشعر بالاختناق، وعدم الاتزان، وأنني سأقع.

7-عندي خوف من ركوب المصعد، لأن ذات مرة كنت داخله، وشعرت بدوار، وكنت لا أقدر على الوقوف، فامتنعت عن ركوبة وأصبحت أصعد بالسلم أيا كان الدور 7 أو 8.

أصبحت أشعر بأن حياتي محاطة بالمخاوف والقلق والتوتر، وتأتي علي فترة أشعر بالضيق وأنا من النوع الذي أتحدث إلى أمي، وأشكو لها، ولكن ردها يكون لا تخافي، لا تقلقي، لا عليك، ولكن كل هذا لا يريحني، أصبحت أتمنى أن أكون جريئة وشجاعة، وأتخلص من كل المخاوف، وتذهب عني كل الدوخة، وكتمة النفس، وكل هذا.

أرجو منكم المساعدة وإرشادي، وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى السؤال.

إن معظم ما وصفت في رسالتك هي حالة من القلق بشكل أساسي، إلا أن هناك بعض الخوف أو الارتباك، أو ما يمكن أن نسميه "بنوبات الذعر" أو الهلع، وهي مشكلة نفسية معروفة جدا، ولها توصيف واضح، وتشخيص دقيق، وعلاج مفصّل، وخاصة ما ذكرت من وصف حسّ الاختناق، وكأنه سيغمى عليك، وخاصة عندما تنتظرين دورك في السوق، أو عند شراء شيء ما، أو في الأماكن المغلقة الضيقة كالمصعد وغيره، والغالب أن الشخص المصاب يشعر بالقليل من الاطمئنان في حال وجود أحد معه، وقد يبدأ أيضا بتجنب الأماكن التي تأتيه فيها هذه نوبات الذعر هذه.

والعادة أن تأتي نوبة الذعر ومن دون مقدمات، حيث يتسارع نبض القلب، ويشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب، وربما يتعرق، وتجف الشفاه والفم، ويشعر الشخص وكأنه سيغمى عليه، وقد يهرع الشخص إلى قسم الطوارئ، إلا أن العادة أن تكون نتائج كل الفحوص والاختبارات طبيعية، من تخطيط القلب وغيره، وبعد دقائق يهدأ الشخص، ويعود لحالته العادية والطبيعية.

والغالب أن تأتي هذه النوبة والشخص في مكان ضيق أو مغلق، أو في وضعية قريبة من الناس الآخرين، وهذا بعض ما يحصل معك، والغالب أن لا يعرف الشخص لماذا حصلت هذه النوبة، ومن ثم يبدأ، وكما ذكرت بتجنب الأماكن التي تحدث فيها مثل هذه النوبات، ورويدا رويدا يجد نفسه حبيسا بعيدا عن السوق وتجمعات الناس.

ويمكن علاج هذه الحالة بعدة طرق كالعلاج النفسي، عن طريق الكلام، وهناك الأدوية المختلفة لعلاج مثل هذه الحالات، ولابد من الاستمرار في تناول هذه الأدوية، فهي ليست من الأدوية التي نأخذها يوم ونتركها يوما آخر.

وثانيا: لابد من مرافقة العلاج الدوائي بالعلاج النفسي، والذي يأخذ عادة شكل العلاج المعرفي السلوكي، وهو بكل بساطة محاولة عدم تجنب الأماكن والأوضاع التي تسبب عادة هذا الارتباك.

وثالثا: لابد من مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من دقة التشخيص والعلاج، ومن ثم الإشراف على العلاج الدوائي، وتقديم العلاج النفسي.

ويمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي.

وهناك عدد جيد من هذه الأدوية، ومنها دواء "باروكستين"، وهو في جرعة 20 ملغ، وإن كان عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريبا، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء.

وننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاث أشهر، والعادة أن يتابع العلاج الطبيب، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب.

ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية فقط تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر كثيرا.

وهناك أيضا دواء الإنديرا، وهو خاصة للتخفيف من الأعراض الجسدية الفيزيولوجية، كالارتعاش، والتعرق، وغيرها، الأمر الذي يمكن أن يشجعك على الاقتراب من الناس، وعدم الرهبة منهم، أو من الأماكن المزدحمة.

وربما بعض الاكتئاب الذي تشعرين به إنما هو نتيجة متوقعة من نتائج أعراض نوبات الذعر هذه.

ويبدو من خلال وصفك للأعراض، ومن خلال تأثيرها على نشاطك وحياتك أنها حالة أكثر من المتوسطة شدة، وأنصحك بمراجعة طبيب نفسي متخصص.

اطمئني فإن مثل هذه النوبات والأعراض تحسّن علاجها كثيرا في السنوات الأخيرة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8737 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1151 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1705 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2670 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ