أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خوف ورعشة عند الكلام مع الناس.. هل هو رهاب أم فصام؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أدري هل أعاني من الرهاب الاجتماعي، أم من انفصام في الشخصية؛ لأني دائماً أحب الوحدة ولا أحب المناسبات الاجتماعية، وحتى أهلي لا أحب أن أجلس معهم، وإذا جلست معهم خمس دقائق أروح للغرفة، حتى ابن عمي رفيق عمري يقول: أنت لا تعرف أن تتكلم مثل الناس، وإذا تكلمت يأتيني الخوف والرعشة في اليدين والوجه، ولا أستطيع أخذ حقي من الناس، ودائما أحس بالوحدة، وأخاف من أبسط شيء، وعندي تلعثم في الكلام، وأحيانا إذا تجرأت وتكلمت أقول كلاما من غير تفكير، وارتبك في الكلام، وعندي عدم التفكير التلقائي، وأتكلم مع نفسي، وكلامي غير واضح.

عمري 21 سنة، ليس عندي عمل، وأخاف من الزواج في المستقبل، ومن مواجهة الناس، وأرجو من الله، ثم منكم تدلوني على العلاج؛ لأني تعبت وأفكر بالانتحار.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً أؤكد لك من البداية أنك لا تعاني من فصام الشخصية، بل ليس لك أي عرض من أعراض هذا المرض، وكل الذي عندك كما وصفته هو الخوف الاجتماعي، وربما يكون لديك أيضًا درجة بسيطة من عدم تقدير الذات بالصورة الصحيحة، ومن الواضح أن مشاعرك السلبية وكذلك الرسائل السلبية التي تأتيك من الخارج مثل قول ابن عمك لك (أنت ما تعرف تتكلم) هذه الرسائل السلبية أثرت عليك كثيرًا، وجعلت الخوف ينمو ليظهر بأعراضه النفسية وكذلك أعراضه الجسدية.

أنا أود أن أقول لك أن حالتك سوف تعالج وتعالج -إن شاء الله تعالى- ببساطة شديدة جدًّا، بشرط أن يكون هنالك التزام منك.

طبعًا تأسفتُ جدًّا أن أسمع كلمة أنك تعبت وتفكر في الانتحار، وبكل أسف أصبحت هذه الكلمة أو الجملة نسمعها كثيرًا يرددها بعض الشباب دون أن يدركون خطورة ما يتحدثون عنه، أنا أعرف أنه لا أحد يريد أن يقتل نفسه، لكن حين تُساور هذه الأفكار بعض الشباب حتى وإن كانت هي صرخة مساعدة أو صرخة استغاثة أو للفت النظر فهي قطعًا لعب بالنار.

هذا التفكير لا يناسبك، أنت مسلم، الحياة طيبة، الحياة جميلة، وأنت في بدايات الطريق، ويمكنك أن تصحح مسارك وأن تُنجز الكثير والكثير، فخطوة العلاج الأولى هي أن تعطي نفسك رسائل إيجابية، هذا ليس بخداع للنفس، إنما هو حقيقة، فعلاً أنت شاب، وعندك طاقات نفسية وجسدية، وأنت لست بأقل من الآخرين، فلا بد أن تثبت هذه الرسائل الإيجابية حتى ترسخ في كيانك ووجدانك، وهذا إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرًا.

ثانيًا: يجب أن تجعل لحياتك هدفًا، كثيرًا من الناس يعيشون بدون أهداف بدون هوية، بدون اتجاهات صحيحة في الحياة، فهذا خطأ وهذه مشكلة، هذه تقلل الكفاءة النفسية والمقدرات النفسية ويؤدي إلى الخوف وعدم السكينة، فضع لنفسك أهدافًا، وضع الآليات التي توصلك إليها، والزواج يجب أن يكون واحدًا من أهدافك، وليس هنالك ما يدعوك أبدًا للخوف من موضوع الزواج.

ثالثًا: عليك بأن تقوم بالبرامج العلمية التالية:
1) يجب أن تصلي مع الجماعة في المسجد.
2) يجب أن تزور أرحامك وأصدقائك.
3) يجب أن تزور المرضى في المستشفيات.
4) يجب أن تشارك الناس في مناسباتهم (أفراحهم وأتراحهم).
5) يجب أن تنضم لأي نشاط اجتماعي أو ثقافي، وتمارس الرياضة الجماعية مع مجموعة من أصدقائك، هذه مهمة جدًّا كما ذكرت لك.

هذه هي خطط العلاج الرئيسية.

رابعًا: يجب أن تحقر فكرة الخوف.
خامسًا: إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكن فعليك بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، ومن أفضلها عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريًا (لسترال) والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن هذا الدواء.

وهذا الدواء يمكن تدعيمه بدواء آخر يعرف باسم (إندرال) تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1836 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ
كيف أتخلص من رغبة الانعزال في البيت وأصبح اجتماعيًا؟ 1737 الأربعاء 15-07-2020 01:10 صـ
نوبات الهلع جعلتني أنعزل عن الناس 1536 الثلاثاء 16-06-2020 01:06 صـ
أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟ 4371 الاثنين 11-05-2020 03:36 صـ
لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلا 2315 الثلاثاء 28-04-2020 06:06 صـ