أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق الاجتماعي، ما أسبابه...وعلاجه؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

بدأت العلاج منذ 5 أشهر، وكنت أتناول السيروكسات بجرعة25ملجرام يومياً، لعلاج القلق الاجتماعي، بعد4سنوات من المعاناة، وتحسنت كثيراً الحمد لله، لأن حالتي قبل الخمسة أشهر كانت شبه ميؤوس منها، ثم توقفت عن الدواء منذ شهر.

الآن لا أجد قلقاً من التجمعات أو الخروج من المنزل، ولكن يأتيني قلق بسيط عند إمامة الناس في الصلاة، وأحياناً قلق ونوبات هلع خفيفة عند مقابلة أشخاص أعرفهم بالصدفة، ولكن لو توقفت قبلها عن المقابلة لا يأتيني قلق، لا أدري لماذا؟! أو التحدث في الهاتف أحياناً.

يكون القلق على حسب الحالة المزاجية، ولكن نعم هو قلق بسيط ويعيق أحياناً، وأفضل من الأول بكثير والحمد لله، وعندي اكتئاب خفيف أيضاً، لكن متقطع، وكان أكثر ما يسبب لي المشاكل في السيروكسات هو ضعف الذاكرة، وقلة التركيز.

الآن أريد دواء يكون ممتازاً في علاج القلق والنوبات بشكل جذري، حتى لو كانت المدة طويلة ليست هناك مشكلة من المدة، لأني قرأت في بعض المواقع أنه لابد من استخدام الدواء أكثر من سنة ليتم اقتلاع القلق من جذوره، ويكون لا يؤثر على الذاكرة، والتركيز، وأريد أن يكون الدواء محسناً للمزاج، ويرفع الهمة، ويقوي الثقة بالنفس، ولكن الأهم التخلص من حالة القلق الاجتماعي نهائياً، ويمكن القول أني تخلصت من 90% ولكن أريد أن أقضي على هذا المرض نهائياً، بسبب ما سببه لي من معاناة في الماضي، وأنا قادر إن شاء الله.

الحالة الوحيدة التي ممكن آخذ فيها السيروكسات مرة أخرى بغض النظر عن تأثيره على الذاكرة والتركيز أن يكون هو العلاج الأمثل لمثل حالتي، وأن تعود الذاكرة كما كانت في المستقبل.

أنا حالياً أستخدم الاندرال، وهو يسيطر على الأعراض قليلاً، ولكني أخاف أن يكون له تأثير على القلب على المدى البعيد.

هل يمكن أن أستخدمه كبديل على المدى البعيد جداً، لو لم أستخدم السيروكسات؟ وهل يمكن أن يكون دواءً مساعداً لو استمريت على المواجهة من دون السيروكسات، وأن أحقق الشفاء التام بدون أدوية نفسية؟

علما أني بدأت أتحدى أفكاري الخاطئة، مثل أني لا يجب أن أسعى وراء كسب قبول ورضا الآخرين، ومحاوله استرداد الثقة بنفسي، والاهتمام برأيي ونفسي، وتقديرا لذاتي، وعدم إضاعة الوقت في التفكير بالآخرين أو الاهتمام بآرائهم عني، ومحاولة تطوير وتنمية شخصيتي، وأن أكون على طبيعتي، وعدم إصدار الأحكام على غيري، وهكذا.

هل ينفع أن أستخدم الاندرال، إلى أن أغير جميع أفكاري الخاطئة عن طريق المواجهة ومصارحة النفس أم أنه يحتمل ظهور الأعراض مرة أخرى بعد التوقف عن الاندرال؟ هل أنا بحاجة لدواء نفسي، وأنه يوفر الوقت والجهد علي؟
أحيانا أحس بإحساس غريب في الصدر، كأنه عاصفة، حتى وإن كنت لوحدي، فما هو هذا الإحساس؟ فهو يختفي ويرجع، كان أقوى والآن أخف، الحمد لله.

أشكركم على جهدكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت كنت تعاني من القلق الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، والحمد لله نستطيع أن نقول إنك قد تكيفت وتواءمتَ مع هذه الحالة، وتحسنت أحوالك بصورة ممتازة، وقطعًا الزيروكسات كان له أثر إيجابي عليك، وفي ذات الوقت أرى أن عزيمتك وتصميمك وإرادة التحسن المتوفرة عندك أيضًا قد ساعدتك.

الذي تبقى عندك الآن أو ما أوضحت من أعراض ليس مختلفًا عما كنت تعاني منه، لكن قطعًا بدرجة أقل، الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق، أي أن جوهر العرض مع الرهاب هو القلق، وأنت الآن تعاني من أعراض قلقية واضحة جدًّا، مع شيء من التركيز الوسواسي على وظائفك النفسية، وهذا نشاهده كثيرًا في حالات القلق.

أنا لا أعتبر أن حالتك الآن مرضية، إنما هي ظاهرة، وأتفق معك يجب أن يُقضى عليها.

بالنسبة للإحساس الغريب في الصدر: أعتقد هذا ناتج أيضًا من الانقباضات العضلية التي تحدث في الصدر، وهذا يعطي الإنسان شعورًا بالتغرب.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تحطم الأفكار السيئة والسلبية والغير مقبولة، وتتأمل وتتفكر في ذاتك بصورة إيجابية، قطعًا سعيك نحو تطوير الذات وتنميتها هذا أمر ممتاز، وهذا يتم عن طريق التواصل الاجتماعي، عن طريق الاطلاع، اكتساب المعارف، أن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره، وأن يُحسن إدارة وقته، وأن يتقي الله ربه في كل شيء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: فيما مضى كان يقال أن الزيروكسات ومعه اللسترال هي أفضل الأدوية لعلاج الرهاب الاجتماعي، هذا الموقف قد تبدل الآن قليلاً، حيث إن الأدوية الأخرى أيضًا أظهرت فعاليتها مثل السبرالكس.

البروزاك الذي كان يعتبر أقل الأدوية تأثيرًا في علاج الخوف الاجتماعي، اتضح الآن أنه ذو فائدة، وأعتقد أنه سيكون الدواء المناسب لك جدًّا، لأن البروزاك يجدد الطاقات الذهنية والجسدية، وآثاره الجانبية قليلة جدًّا، ولا يزيد الوزن، وحين تتوقف عنه لا تحتاج لأي نوع من التدرج.

الإندرال عقار يعالج الأعراض الفسيولوجية للمخاوف، ولكنه لا يقتلعها، وعليه يمكنك أن تستعمله عند اللزوم.

إذًا أريدك أن تستعمل الفلوزاك أو الذي يعرف باسم بروزاك، واسمه العلمي (فلوكستين) الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، أريدك أن تستمر عليها لمدة تسعة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

حتى نعطي نوعًا من الدفع التدعيمي لفعالية البروزاك أريدك أن تستعمل أيضًا عقار (فلوبنتكسول/فلوناكسول) تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها يوميًا لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء، واستمر في تناول الفلوكستين كما أوضحت لك أيها الفاضل الكريم.

قطعًا احرص على ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء أيضًا هي ذات فائدة كبيرة جدًّا، ولابد أن تعمل أو أن تواصل تعليمك، لأن هذه هي أفضل وسائل التأهيل النفسي والاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2479 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ