أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصبت بقلق وضيق تنفس وعدم النوم في ليلة التخرج!!

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌ عمري 22 سنة، حاصل على بكالوريوس محاسبة، لا أدخن، كنت أشعرُ بلهاث أثناء المشي والمجهود، ولكن كنت لا أعيرها اهتماماً، والمشكلة الحقيقية بدأت معي في ليلة التخرج قبل شهرين؛ حيث لم أستطع النوم، وقلقتُ، وبقيتُ على هذا الحال إلى الصباح قلق في ذهني وتوتر بسبب التخرج.

بعد التخرج بيومين حصل لي قلقٌ، وضيق تنفس قوي، ورجفة، وتعرق، فنقلوني على الطوارئ، وهناك عملوا لي تخطيط قلب، وفحصوا الضغط، وعملوا صورةً للرئة، وكل شيء كان سليماً.

قالوا لي: هذا توترٌ وقلق، وكل يوم تقريباً أصبحت تحدث لي هذه الأعراض، مع وجع في رجلي، وضعفٍ عام، ولأطمئن أكثر ذهبتُ إلى أخصائي أمراض صدرية، فأخبرني أنه لا يوجد عندي شيء سوى حساسية في الجيوب، وأعطاني دواء [lucast] لمدة ثلاثة شهور و [telefast]، ولم أشعر بتحسن، فقط ذهب مني ضيق التنفس، فغيرت الطبيب، وذهبت لطبيبٍ آخر، فطلب مني إجراء فحوصات للغدة و[B12]، وفيتامين [D]، وفحص دم، وهرمونات، وتخطيط قلب، وصورة للرئة، كانت كلها سليمة -والحمد لله-، ما عدا فيتامين [D]، كان عندي 12 من 100، مع العلم أن نسبة دمي كانت قبل المشكلة 15.5، والآن 14.2، أخبرني الدكتور بأن الأعراض التي تحصل معي هي بسببه، وأعطاني حبوباً للفيتامين، وأخذت 60 حبة، ثم عملت الفحص مرةً أخرى، فأصبح 39 من 100 ، ولكن لم أشعر بتحسن، فكلما أنام أشعرُ بنبضٍ قويٍ من الناحية اليمنى في صدري يمنعني من النوم، وكلما غفوت أصحو على نبضٍ قوي، وعند القيام بمجهودٍ أحس بدوخة وغثيانٍ، وأحياناً بدون مجهود أشعر بأن الأرض تهتز بي لثوانٍ وتختفي، وأيضاً عندما أحرك رقبتي أشعر بدوار وهزة وأنا مستلق.

أرجوكم أفيدوني؛ فأنا قلقٌ جداً مما يحدث معي، وهل يمكن أن يفعل نقص فيتامين [د] كل ذلك؟ مع العلم أن وزني نقص كثيراً منذ تلك الفترة.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ameen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أولاً: هذه الاعراض التي تشكو منها ليست بسبب الفيتامين [د]؛ فان نقص هذا الفيتامين يمكن أن يسبب آلاماً في العضلات، وآلاما في العظام، ولكن لا يسبب الأعراض التي تشكو منها، والدليل أن الفيتامين [د] أصبح طبيعياً، فالطبيعي من 30-90 نانوغرام/مل، وما زالت الأعراض عندك، ومن ناحيةٍ طبيعية فإن الهيموغلوبين أيضاً ليس السبب في الأعراض؛ فهو عندك 14.2، وهو ما زال طبيعياً، وحتى يسبب ضيقاً في النفس عند من هم في مثل سنك؛ فإنه يجب أن ينزل بشكلٍ حاد إلى أقل من 10 وبشكل بطيء إلى أقل من 6 أو 7، وهناك الكثيرون ممن يتحملون النزول البطيء للدم دون أعراض حتى تصل إلى درجة معينة، ثم يبدؤون بالشعور بضيق النفس والخفقان مع الجهد، بينما أنت تعاني منها وأنت نائم.

والحمد لله فإن كل الفحوصات الطبية، وتخطيط القلب، وصور الصدر كلها سليمة، وهذه هي الاستقصاءات التي يتم عملها في مثل حالتك من ضيق النفس.

وواضح من سياق الكلام في رسالتك أن الأمور ابتدأت بالقلق قبل التخرج، واستمرت بالقلق بعد التخرج -كما ذكرت أنت-، وعلى الأكثر فإن كل هذه الأعراض سببها القلق، وخاصةً أن الأطباء قد طمأنوك أن الأمور العضوية التي يمكن أن تسبب مثل هذه الأعراض غير موجودة عندك.
سأحيل السؤال إلى استشاري الأمراض النفسية؛ لكي يعطيك رأيه أيضاً، ويُساعدك إن شاء الله على أن تعود إلى طبيعتك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية والروماتيزم
تليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان وطب الإدمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لحظات الفرح ولحظات الانتظار قد تُثير في الإنسان القلق، مثل ما يحدث عند المواقف التي تنشأ منها ضغوطاتٍ عصبية، فأنت في ليلة التخرج بدأت معك هذه الأعراض، وكان من الواضح أنها أعراض توترية، فنسبةً للتحفز العصبي الذي حدث لك نتيجةً لهذا الخبر المفرح والمقلق في نفس الوقت حصلت إفرازات كيميائية في الجسم، مثل ارتفاع مادة الأدرينالين، وهذا ولَّد لديك أعراض القلق، وأصبحت بعد ذلك تُعاني من هذه الأعراض الجسدية، وبدأت تذهب للتخصصات الطبية المختلفة، وما قيل لك من تفسيراتٍ نقدره ونحترمه، لكن قطعًا ليس هو التفسير لحالتك، فالتفسير لحالتك أن أعراضك وهي الدوخة، والشعور بالغثيان، وشعورك بأن الأرض تهتز لثوان وتختفي هي أعراض قلق، أضف إلى ذلك مخاوفك العامة، وقلقك الواضح جدًّا، وأعراض ضيق التنفس، هذه كلها ناتجة من التوتر، والذي يظهر لي أن شخصيتك ربما تكون حساسة بعض الشيء، ولذا حدثت لك هذه الأعراض.

هذه الحالات حالات منتشرة، وهي بسيطة جدًّا، ولا نعتبرها حالاتٍ مرضية، هي مجرد نوع من الظواهر التي تحدث للناس وتذهب لوحدها في معظم الأحيان، فأرجو أن يطمئن قلبك، وإن قابلت طبيبًا نفسيًا؛ فهذا سيكون هو الأمثل والأفضل؛ فالطبيب سوف يقوم بفحصك، وإعطائك بعض الأدوية المناسبة، لأني أرى أنك بالفعل في حاجة لعلاج دوائي بسيط يُزيل القلق والتوتر الذي تعاني منه.

هنالك أدوية ممتازة جدًّا مثل عقار (فلوبنتكسول)، والذي يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، أو عقار (سلبرايد) الذي يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) وقائمة الأدوية طويلة جدًّا في هذا السياق، وكلها إن شاء الله مفيدة جدًّا.

إذاً أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، فكما ذكرت لك أن المؤشرات التي تدل على أن حالتك هي حالة نفسوجسدية هي مؤشرات قوية جدًّا، ونقصد بنفسوجسدية: أن أعراضك ذات طابع جسدي عضوي، لكن منشأها ومردها هو التوتر والقلق الداخلي الذي تُعاني منه، حتى وإن كان ذلك نتيجة لحدث طيب وجميل في الحياة، وهو التخرج من الجامعة.

موضوع نقص فيتامين (د): أنت الحمد لله قمتُ بتعويضه، وهذا أمرٌ جيد، وكما ذكر لك الأخ الأستاذ الدكتور محمد حمودة أن الأعراض الأساسية تكون آلاماً جسدية وآلاماً في العظام، والأخ الدكتور محمد حمودة خبيرٌ كبيرٌ في مجال نقص فيتامين (د).

من جانبي أقول لك: إن هنالك الآن دراسات تُشير أن نقص فيتامين (د) ربما يؤدي إلى شعورٍ بالقلق البسيط، لكن هذه الدراسات ليست دراسات تأكيدية، المهم في الأمر أنك قمت بتعويض فيتامين (د) وهذا هو الشيء الجيد والمطلوب، وإن كان له أي أثر سلبي قطعًا هذا الأثر السلبي الآن غير موجود؛ لأن الفيتامين قد رجع إلى مستواه الطبيعي، وليس هنالك ما يبرر وجود الأعراض.

نسبة الدم لديك أيضًا طبيعية جدّاً.

نقطة مهمة جدًّا هي: أن تحاول أن تعيش حياة نشطة، وأن تمارس الرياضة، وأن ترتب وقتك؛ هذا يجعلك تتوجه اتجاهًا صحيًّا، بمعنى أنك حين تمارس الرياضة، وحين تنام مبكرًا، وحين تكون لك أنشطة وتواصل اجتماعي جيد، وحرص على صلاة الجماعة، هذا يعطيك شعورًا ومردودًا إيجابيًا داخليًا، والمردود الإيجابي الداخلي نقصد به إثابة النفس عن طريق النفس، يعني الإنسان يكافئ نفسه بنفسه، وهذا من أفضل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه؛ لأن الشعور الداخلي سوف يكون شعورًا إيجابيًا، وهذا إن شاء الله يجعلك تحس بالتعافي في جسدك ونفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2452 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1214 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ