أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أنا أعتقد أن أمامك فرصة عظيمة لأن تعيش حياة طبيعة؛ لأنك بالفعل طبيعي، حدثت لك ما أسميته بالزلزلة النفسية الكبيرة، وأنا أتفق معك أن الإنسان حين تحدث له متغيرات شديدة جسديًا ونفسيًا وفكريًا ولا يستطيع أن يجد لها التفسير الكامل نسبة لغرابتها؛ هذا يؤدي إلى الكثير من التوتر والقلق والوساوس والمخاوف.

لا شك أن مادة الحشيش مادة خطيرة جدًّا، خاصة إذا كان مستوى المادة النشطة والتي تسمى (TSC) إذا كان مستوى هذه المادة مرتفعًا حسب نوعية ونبتة الحشيش، هنا يكون الضرر كبيرًا جدًّا على خلايا الدماغ، خاصة تلك الخلايا الغضة التي يتميز بها من هم في مثل عمرك وسنك.

وتناول الحشيش بالكيفية التي حدثت لك قطعًا تجعل إفرازا كبيرا في بعض المواد الدماغية مثل: مادة الدوبامين، والأدرينالين، وهذه نتج عنها الأعراض النفسية الشديدة التي كانت تتمركز حولها: كالقلق والتوتر وتسارع في ضربات القلب.

الحمد لله تعالى أنت الآن ابتعدت عن الحشيش تمامًا، وهذا كان خطأً، لا شك أنه كان خطأً باهظًا، لكن الإنسان يمكن أن يُصحح مساره في أي لحظة متى ما كان لديه الرغبة في ذلك.

بالنسبة لموضوع ارتخاء الصمام المايترالي: هذه الحالة شائعة، تقريبًا في خمسة إلى عشرة بالمائة من الناس العاديين، وبالنسبة لمرضى الهرع: وجد أن النسبة أعلى قليلاً، هنالك دراسات تشير أن حاولي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الذين يعانون من نوبات الهلع والفزع والخوف لديهم ارتخاء بسيط في الصمام المايترالي، وبالرغم من أنها ليست علة مرضية عضوية أبدًا، لكن لم يثبت ما سبب هذه العلاقة؟ وأعتقد أن الطبيب قد أحسن حين وصف لك الإندرال، لكن أفضل أن تتناوله بصفة مستمرة بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم تجعلها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقف عنه، وتتناوله عند اللزوم.

أنا أعتقد أن زيارة واحدة إلى طبيب نفسي ستكون جيدة ومحفزة ومشجعة، وتجعلك في حالة اطمئنان، والطبيب قطعًا سوف يقوم أيضًا بوصف أحد الأدوية المضادة للمخاوف، ولا شك أن عقار (سبرالكس) من أفضلها.

ممارسة الرياضة يجب أن تكون شيئًا أساسيًا في حياتك، عدم تناول الشاي أو القهوة، أو على الأقل عدم الإكثار منهما، يعتبر أيضًا أمرًا مطلوبًا، اصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، وذلك من خلال: أن تعيش حياة فعّالة، تُكثر من الأنشطة، الاطلاع، القراءة، المذاكرة، الصحبة الطيبة، الحرص على الصلاة في وقتها... هذا كله مفيد ويؤدي وبصفة كلية إلى التواؤم النفسي والاجتماعي واختفاء هذه الأعراض.

أيها الفاضل الكريم: أنا ذكرتُ لك أن مقابلة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة، وأنا مقتنع بذلك تمامًا، وما دمت طالبا في كلية طب الأسنان لا شك أنه بإمكانك أن تتواصل مع عيادة الجامعة، وسيقدمون لك الدعم اللازم ومن ثم تقابل أحد أستاذة الطب النفسي بالكلية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.