أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ما هو علاج العصبية وسرعة الغضب؟
السلام عليكم
نشكركم على هذا الموقع المفيد، والذي كان عوناً في شفاء مرض كثيرين، وأنا -والحمد لله- منهم، وكل عام وأنتم بخير، ورمضان مبارك.
الحقيقة الموضوع باختصار هو عصبية زوجتي مع الأولاد والابنة الكبرى على وجه الخصوص، والتي عمرها10سنوات، دائماً تشكو من صراخ أمها عليها لأي فعل أو سبب، ولو كان بسيطاً، لدرجة أن البنت تدخل في عناد مع أمها، وتتحداها، وذلك لإحساسها أن أمها تضطهدها حسب فهمها.
هل هناك علاج للعصبية، والصوت العالي والبكاء لأي مشكلة ولو صغيرة؟ دائما زوجتي سريعة الحكم على نوايا من يحدثها أو يغضبها بتقديم الظن السيئ، من معنى كلامه، وتبكي سريعاً!
مع العلم أنها متعلمة، وجامعية، حتى إني نصحتها كثيراً بأن الله أعطانا عقلاً للتفكير أولاً، والرد بالحوار الهادئ، وليس البكاء والغضب والعصبية، ورغم أنها طيبة جداً، وربة منزل جيدة، وتتفانى مع الأولاد بالمذاكرة، وهم متفوقون، مع العلم أن حياة زوجتي في بيت أبيها قبل الزواج من صدام مع أمها مشابه لحياتها مع ابنتي كما تقول هي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكراً لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.
يقولون: (طبّ الجرّة على تمها بتطلع البنت لأمها) ولم يأت هذا المثل الشعبي من فراغ، فالبنت التي لها علاقة معينة مع أمها، فإنها عندما تكبر وتتزوج، فكثير منهن تصبح تعامل ابنتها بشكل قريب من تعاملها مع أمها هي.
هذا ليس مبرراً لعدم التغيير، فالتغيير ممكن، وخاصة عندما تعي الأم هذا الأمر، وتعزم على التغيير.
في كثير من حالات عصبية الأمهات مع أطفالهن تعود بسبب انقطاع الأم لرعاية أبنائها، وكما تراها هي (التفاني) في رعاية الأطفال، وبحيث تنقطع الأم عن الاهتمام بنفسها، وتهمل هواياتها وما كانت تهتم به من اهتمامات، فتجد الأم نفسها (أسيرة) رعاية الأطفال24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، على حساب الاهتمام بنفسها.
الرسول الكريم يعلمنا أهمية رعاية الذات عندما يقول (إن لنفسك عليك حقاً) فالأصل ليس هناك تعارض بين قيام الأم برعاية أسرتها وأطفالها وبيتها، وبين رعايتها لذاتها، فأن تخرج من البيت لساعات في حضور درس أو دورة في أي موضوع تختاره، ومن ثم تعود لأطفالها نشيطة وبحماس، فهذا أفضل من أن تحبس نفسها، وتشعر بالملل، من ثم تكون عصبية مع أطفالها ومن زوجها، وبحيث تتصرف بطريقة عصبية معهم، ومن ثم تندم وتعتذر، وتعاهد نفسها على عدم العودة، إلا أنها ولأنها تعيش في نفس الظروف، فما هو إلا يوم أو يومان حتى تعود من جديد لهذه العصبية وتعنيف الأطفال.
لعل فيما سبق يعطيك مؤشراً لطريقة تغيير هذا الواقع لزوجتك، وهذا ما يلقي عليك عبئ مساعدتها لتعتني بنفسها، وقد يتطلب الأمر أن تأخذ عنها بعض الواجبات في رعاية الأطفال عدة ساعات في الأسبوع لتعتني زوجتك بنفسها، فعنايتها بنفسها هي عناية بك وبأطفالكما.
مما يعينها أيضاً أن تقرأ هي وأنت كذلك، كتاباً في تربية الأطفال، ومنها كتابي (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) وهو ربما متوفر عندكم في الكويت في مكتبة (دار البيان) في منطقة حولي.
وفقكما الله، وحفظكم وأولادكما من كل سوء.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ابن جارنا يؤذي ويهدد الناس لأتفه الأسباب.. كيف نعالجه؟ | 509 | الأحد 19-07-2020 02:27 صـ |
أنفعل وأخرج تمامًا عن شعوري وقت الغضب، فما علاج ذلك؟ | 974 | الثلاثاء 07-07-2020 09:15 مـ |
كيف أتحكم في غضبي وتوتري؟! | 2310 | الأحد 07-06-2020 02:23 صـ |
حزينة لفسخ خطبتي ممن تعلق قلبي به.. هل من نصيحة؟ | 786 | الاثنين 11-05-2020 03:01 صـ |
كيف أتخلص من الأفكار السلبية والمجنونة التي تنتابني من حين لآخر؟ | 1855 | الاثنين 13-04-2020 02:27 صـ |