أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حساسيتي تجعلني أشك أني غير مرغوبة، كيف أبني ثقتي بنفسي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عمري 17 سنة، أنا إنسانة طيبة واجتماعية، مشكلتي أني حساسة، ولا أحسن الظن بالآخرين وأشك فيهم، أشك أني مملة وغير مرغوب فيّ، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فمثلا عندما أكون مع فتاة أتحدث معها، وتأتي أخرى تستدعيها فتذهب وأبقى وحيدة، أحس حينها بضعف ونقص، أريد أن أكون إنسانة ذات شخصية قوية وواثقة من نفسها، أريد أن أتخلص من هذه الوساوس، لأنها بدأت تدمر علاقاتي مع غيري، كيف يمكنني أن أحقق أحلامي، وكل ما أطمح إليه بنفسية قوية، وبثقة عالية في النفس؟


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kaoutar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا من مالي.

ما تشعرين به مما وصفت في رسالتك لا أسميه وساوس، ولا هو باضطراب أو مرض، وإنما هو مرحلة عادية وطبيعية عند شابة في عمرك 17 سنة، وخاصة عند فتاة حساسة.

وطالما أنك شابة طيبة واجتماعية، وأنا أشعر أن علاقاتك بمعارفك وصديقاتك علاقة طيبة وخيّرة، فلا تقلقي من مثل بعض هذه الأفكار التي وصفت في رسالتك، وخاصة أنك تشعرين بأن هذه الأفكار غير صحيحة، وصحيح أن هذه الصفة الأخيرة هي من صفات الأفكار القهرية، إلا أني لم أشعر من سؤالك أنها من الشدة بحيث تحتاجين لأي علاج نفسي أو دوائي، كل الذي تحتاجين إليه هو أن تثقي بنفسك وإمكاناتك، حيث تمرّ بالإنسان أحيانا ظروف كثيرة، تجعل منه بالشكل الذي هو عليه من الشخصية، والثقة بالنفس والنظرة إلى الحياة وإلى الناس، وفي لحظة ما من لحظات حياتنا، يصعب علينا تقبل هذا الحال ونرغب بالتغيير، والتغيير شيء مطلوب، وهو ممكن طالما وجدت الرغبة، والعزيمة على السير في عملية التغيير هذه.

وقد نستطيع القيام بهذا التغيير بأنفسنا، من زاوية عدم جعل ضعف الثقة بالنفس التي عندنا هو يؤثر في مجمل حياتنا، وإنما نحاول أن نحدد تأثيراتها من خلال القيام بالأعمال، والمسؤوليات المطلوبة منا من الدراسة، والعمل والأنشطة الاجتماعية والترفيهية، ورويداً رويداً نجد أن الوضع الداخلي لنفسيتنا قد بدأ بالتحسن والتغيّر، فمثلاً حاولي القيام بالأعمال التي تريدين أن تقومي بها، واتركي تغيير النفس الداخلية ليحدث وبشكل طبيعي وتدريجي، وكنتيجة للأعمال التي تقومين بها.

وأحياناً يتعذر القيام بهذا التغيير بمفردنا، ونحتاج عندها للحديث مع شخص آخر، إما شخص قريب منا، كصديق أو قريب ولديه خبرة في الحياة، أو شخص متمرن على التعامل مع مثل هذه الحالات كأخصائية نفسية، ممن يفيد الحديث معها، وقد تكون المرشدة النفسية في الكلية أو المدرسة التي تدرسين فيها، فأحياناً مجرد الحديث في الأمر يساعدك كثيراً على التغيير المطلوب.

ربما يفيد عندما تشعرين بموقف سلبي من بعض الناس منك، فاسألي نفسك السؤال التالي: "هل موقف هؤلاء الناس مشكلتي أم مشكلتهم؟" ولا شك أن الجواب في كثير من المواقف هو أنها مشكلتهم، فلا تشغلي بالك بها، ودعيهم لمشكلتهم!

ليس هناك إنسان لا يمكن أن يتغيّر، فبقاء الحال من المحال، كما يُقال في أدبنا العربي، ويمكن للإنسان أن يتغيّر بشكل يومي، والله تعالى ردّ ظروف تغيير حياتنا إلى أنفسنا حيث قال: {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}، ومفتاح الأمر كله هو الثقة بالنفس وتقدير الذات، وهذا يجب أن يأتي من داخل أنفسنا، صحيح أن لمعاملة الناس لنا تأثير كبير على هذا، إلا أن الجواب النهائي هو عندنا نحن، وإذا لم أقدّر نفسي وأثق بها، فكيف يمكن أن أطلب من الناس ما لا أقدمه أنا لهذه النفس؟!

حاولي أن تركزي على الصفات الإيجابية التي عندك، وهي لا شك كثيرة، وكما ذكرت أنك طيبة واجتماعية، وحاولي أن تـُكثري من الأعمال التي تتقنينها وتحبينها، فمثل هذه الأعمال سترفع عندك كثيراً الثقة في نفسك، ولا تنسي الاستعانة بالله تعالى في كل هذا، من خلال الصلاة وصحبة القرآن الكريم، "فالعيش في ظلاله نعمة".

وفقك الله، وشرح صدرك لتحقيق ما تطمحين إليه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشكو من النسيان والسهو في صلاتي وأمور أخرى. 1533 الخميس 09-07-2020 05:53 صـ
ما سبب شعور الموت الذي يصيبني وأنا نائمة؟ 2132 الاثنين 04-05-2020 06:09 صـ
هل تصيب الأمراض النفسية شابا في عمر 14 سنة؟ 1416 الأربعاء 29-04-2020 04:48 صـ
ما الجرعة المناسبة من الزيروكسات المناسبة لي لعلاج الرهاب الاجتماعي؟ 1316 الثلاثاء 21-04-2020 01:08 صـ
كيف أتخلص من الوسواس القهري؟ 2013 الأحد 19-04-2020 12:05 صـ