أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما الذي جعل الشيطان يرى ويسمع قديما أيام آدم بخلاف اليوم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الجميل والمفيد، والذي يستحق أن يكون الأول على المواقع الإلكترونية في العالم دائماً وليس 2007 وأعواماً معدودة فقط، فأشكركم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً، وأسأل الله أن أكون مثلكم في يوم من الأيام.

ثانياً: أود أن أسألكم سؤالا سألني إياه أخي الكبير -وهو لم يأتي في بالي قط- وأرجو أن يكون لديكم الإجابة بإذن الله.

والسؤال هو: لماذا كان آدم وباقي الناس قديماً يرون الجن والشيطان، وأصبح بعد ذلك لا يسمع ولا يرى، فمن كان السبب في ذلك الذي جعل، أو كما يقول أخي: يشفع لبني آدم أن لا يروا هذا الجن المسيخ وهو الشيطان وذريته؛ فمن هو هذا النبي جزاكم الله خيراً؟!

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نحن نشكر لك هذا الثناء العطر، وهذا دليل على كرم أخلاقك، ونبادلك هذا الثناء بالثناء والدعاء، فنسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، ونتمنى دوام تواصلك معنا.

أما ما سألت عنه -أيها الحبيب-: من شأن الجن؛ فإن الجن عالم غيبي أخفاه الله عز وجل علينا لحكمٍ يعلمها هو سبحانه وتعالى، وقد تتشكل الجن بأشكال مختلفة فيراها الناس، لكن يرونها على هذه الأشكال، فلا يُدركون أنها من الجن أو من غير الجن، وقد أخبرنا نبينا –صلى الله عليه وسلم– بأن بعض المخلوقات ترى الجن كما جاء في نهيق الحمير وصياح الكلاب، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– أخبر بأنهم يرون ما لا نراه، فقال –عليه الصلاة والسلام– كما في سنن أبي داود وغيرها بإسناد صحيح عن جابر –رضي الله تعالى عنه– مرفوعًا إلى النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنهنَّ يرون ما لا ترون).

ولا علم لنا فيما ذكرته أنت من كون أحد الأنبياء شفع بحيث لا نرى أو لا يرى بنوا آدم الجن؛ فلا علم لنا بشيء من ذلك، ولم نرَ أحدًا من أهل العلم تعرض لذكره فيما نعلم.

ونصيحتنا لك -أيها الحبيب-: بالاشتغال بالعلم النافع؛ فإن العلم منه ما ينفع ومنه ما لا نفع فيه ولا مضرة، ومنه ما فيه مضرة، فالفاضل من العلم الزائد الذي لا حاجة إليه لا ينبغي الاشتغال به، فإن في ذلك إضاعة للوقت وإهدار للعلم -وهو كذلك– على حساب تحصيل العلم النافع، ومن ثم نصيحتنا لك: أن تشتغل بتعلم ما ينفعك من أمر دينك أو دنياك، فيبدأ المسلم بتعلم فرائض الله تعالى المأمور بفعلها، والفرائض التي كُلف باجتنابها، هناك فرائض فعل وفرائض ترك، ويتعلم المستحبات التي ينبغي له أن يُكثر منها، ويتعلم من أمر دنياه ما ينفع نفسه به، فينفع به أمته، وفي ذلك ما يملأ الأوقات ويُفني الأعمار.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يجعلك مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...